حزب التحرير ولاية الأردن

الاجتماعات العربية والدولية في الأردن بخصوص سوريا حلقة في سلسلة التآمر على الأمة وثوراتها.

محمد الأحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

الاجتماعات العربية والدولية في الأردن بخصوص سوريا حلقة في سلسلة التآمر على الأمة وثوراتها

 

الخبر:

     يستضيف الأردن السبت اجتماعات عربية ودولية لبحث تطورات الأوضاع في سوريا… فبدعوة من الأردن، يعقد وزراء خارجية لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سوريا، المَشكّلة بقرار من الجامعة العربية…، وأمين عام جامعة الدول العربية اجتماعاً في العقبة، يحضره أيضاً وزراء خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر. وسيعقد وزراء الخارجية العرب الحاضرون لاجتماعات اللجنة اجتماعات مع وزراء خارجية الجمهورية التركية، والولايات المتحدة الأمريكية، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المبعوث الأممي حول سوريا.

     وستبحث الاجتماعات سبل دعم عملية سياسية جامعة يقودها السوريون لإنجاز عملية انتقالية وفق قرار مجلس الأمن 2254 (جو 24)13/12/2024.

 

التعليق:

     في خضم فرحة الأمة بخلاصها من طاغية العصر بشار الأسد يعمل الاستعمار من خلال عملائه حكام المنطقة للإلتفاف على تطلعات الأمة بتطبيق حكم الإسلام في الشام لتكون نواة قيام دولة الخـ لافة الراشدة، فها هو النظام في الأردن منذ اعلان هروب بشار الأسد وسيطرة المعـ ارضة والمجـ اهدين على دمشق قد عقد اجتماعين لمجلس الأمن الوطني، وكذلك تحركات واجتماعات النظام مع العديد من قادة الدول سواء في الأردن أو خارج الأردن. ففي الأيام الماضية التقى الملك عبد الله وزير الدفاع القبرصي ورئيس وزراء العراق محمد السوداني وزار الإمارات، كما اجتمع بوزير خارجية أمريكا بلينكن في العقبة يوم الخميس 12/12/2024 الذي بدأ جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة رئيس النظام السوري بشار الأسد. “حيث قال مسؤولون أميركيون للصحفيين المرافقين إن بلينكن سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير خارجيته في مدينة العقبة في إطار سعيه إلى عملية “شاملة” لاختيار اعضاء الحكومة السورية المقبلة. وكالات”.

     إن المتابع للحـ راك الدولي والإقليمي بخصوص سوريا يدرك مدى خطورة الأمر بالنسبة للغرب وعملائه حكام المنطقة، فما حدث في الشام أعاد للأمة روح التضحية وأحيا الأمل عندها في قدرتها على الإطاحة بالطغاة الظالمين وخوفهم من انتشار وانتقال هذه الثـ ورات لباقي بلاد المسلمين. فهذه التحركات إنما تأتي في سياق سلسلة التآمر على ثـ ورات الأمة والالتفاف على مطالبها بتطبيق الإسلام، لإنتاج نظام علماني جديد تحت مسمى دولة مدنية ديمقراطية تعيد انتاج الأنظمة الجاثمة على صدر الأمة كنظام تونس ومصر وغيرهما من الدول التي تم فيها الالتفاف على ثـ ورات الأمة ومحاولة منع أي تحرك جديد في بلاد المسلمين قد يؤدي إلى زوالهم.

     إن قطار التغيير قد انطلق ولن يعود الزمن للوراء، بل إن هذه الأنظمة إلى زوال، ولا أدل على ذلك من تحركات دول الاستعمار للمكر بالأمة فمهما بلغ مكرهم فإن من يتوكل على الله ويطلب رضاه فلن يتركه الله وحده بل سيمكر الله له ويزيل من أمامه العقبات مهما عظمت كما أزال العقبات التي وقفت ضد قيام دولة الإسلام الأولى فنصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وصحبه، وأصبحت دولة الخـ لافة تنافس دول العالم على مركز الدولة الأولى فكانت خلال سنوات قليلة كذلك.

     فالغرب يدرك ما لدى الأمة من طاقات وثروات ويدرك أنه إذا ما امتلك المسلمون إرادتهم فلن يبقى له أي نفوذ في بلاد المسلمين، لذا تجده يصل ليله بنهاره لإبقاء الأمة تابعة له بعيدة عن تطبيق عقيدة الإسلام في شؤون الحياة من خلال المؤامرات والترهيب ومد قاعدتهم المتقدمة في فلسطين كـ يان يـ هود بكل وسائل الدعم المادي والسياسي والاقتصادي لإرهـ اب الأمة وإبقائها مكبلة.

     فيا أمة الإسلام علينا التركيز على الهدف الشرعي الصحيح وهو العمل لاستئناف الحياة الإسلامية من خلال إقامة دولة الخـلافة الراشدة الثانية، فكونوا مع الله ليكفيكم واحذروا خيانة الله ورسوله والمؤمنين حتى لاتذهب تضحيات الشهداء سدىً، ولا تلتفتوا لدعوات الالتزام بالشـ رعية الدولية والقانون الدولي والدولة الوطنية وقبول الآخر وغيرها من الدعوات الخبيثة التي تكرس التبعية للاستعمار.

     قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)) سورة الأنفال.

 

كتبه للمكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

الأستاذ محمد الأحمد