حزب التحرير ولاية الأردن

مقال: يا علماء الأمة يا ملح البلد… من يُصلح الملح إذا الملح فسد

يا علماء الأمة يا ملح البلد… من يُصلح الملح إذا الملح فسد

في ظل أنظمة الجور الحالية، وفي ظل قبضة أمنية يظنها البعض مانعة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من بطش هذه الأنظمة، غافلين عن حبل الله المتين، ومتناسين أن قول الحق لا يمنع رزقاً ولا يقرب أجلاً، يعيش المسلمون واقعاً في غربة ما بعدها غربة.

هنا يأتي دور العلماء ورثة الأنبياء؛ ليقوموا في الناس مقام حملة الدعوة المُبلِّغين عن رب العالمين، صادعين بالحق. فهم أعلم الناس، كما يُفترض، بحلال الله وحرامه، وبوجوب تطبيق شرعه، لا يخشون في الله لومة لائم. هكذا فهم العلماء الربانيون دورهم، فـحاسبوا الحكام؛ فهذا صهيب يحاسب عمر بن الخطاب عن ثوبه الطويل، وهذا سلطان العلماء العز بن عبد السلام يجهر بالحق أمام السلطان مستحضراً عظمة الله جل جلاله، فصار السلطان أمامه كالهر. وهو صاحب مقولة: “إذا رأيتم العالم على باب السلطان فاتهموه”.

إن زمن الانحطاط الذي نعيش فيه، لغياب حكم الإسلام، والذي لم تعد فيه العقيدة أساساً لتفكير عموم الناس – وإن كانت أفكارهم في المجمل إسلامية – وأصبح مقياس أعمالهم المنفعة المادية بدلاً من الحلال والحرام والتقيد بأحكام الشرع، صارت الأمة أحوج ما تكون إلى علماء ربانيين يهدونها سبيل الرشاد والنجاة. إلا أنه وللأسف، إلا من رحم ربي، صمت البعض خوفاً ورهبة من أنظمة الجور، بل وزاد على ذلك بعضهم فأصبحوا ناطقين بالباطل بعد أن تحولت نظرتهم للأمور، وأصبحوا علمانيين بعمائم ولحى يعتلون المنابر يُعلِّمون الناس الإسلام برؤية غربية تبتعد عن تحكيم الإسلام ومنهجه كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاعلين من الواقع مصدراً لتفكيرهم لا موضعاً لعملهم وتغييره. ولا أدل على ذلك من دعوتهم للناس بإطاعة الحكام وقد ثبتت خيانتهم لله ورسوله ولعامة المسلمين. بل قد رأينا وسمعنا بعضهم يُحمِّل المجاهدين في غزة المسؤولية عما حدث ويحدث من إجرام يهود، بدل أن يستنفروا الجيوش للتحرك نصرة لإخوانهم. ورأينا وسمعنا من يُبرِّر للحكام اللئام ارتماءهم في أحضان الغرب الكافر وتنفيذ أوامره، متناسين قول الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).

فيا علماء الأمة… يا ورثة الأنبياء… يا ملح البلد… من يُصلح الملح إذا الملح فسد؟!

إن ما يجب عليكم بمقتضى ميراث النبوة أن تكون رؤيتكم للأمور من منظار الشرع، قائمين على تجسيد أفكار الإسلام، مُبيِّنِينَ للأمة وجوب تغيير الواقع ليَحكُم الإسلام كاملاً غير منقوص، بل وعليكم قيادة الشعوب نحو ثكنات الجنود لنصرة مشروع الأمة؛ بإقامة دولة تحكم بشرع الله تعالى تنشر العدل والطمأنينة في ربوع الأرض بعد أن امتلأت ظلماً وجوراً.

واعلموا أن النصر قادم لا محالة، فهو وعد الله جل جلاله وبشرى نبيه صلوات ربي وسلامه عليه، واحذروا قول الله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا).

فـبادروا وسارعوا وضعوا أيديكم بأيدي إخوانكم شباب حزب التحرير العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله ومعيته، فالقافلة أشرفت على الوصول بمشيئة الله تعالى وأَطَلَّ زمن الخلافة. لهذا الخير ندعوكم، لحمل راية الإسلام، فتكونوا مع من أنعم الله عليهم وأورثهم الجنة التي يوعدون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

أ. عبد الإله محمد