حزب التحرير ولاية الأردن

خبر وتعليق: مليون فتاة فوق سن 35 بلا زواج أزمة اقتصادية واجتماعية

خبر وتعليق

مليون فتاة فوق سن 35 بلا زواج

أزمة اقتصادية واجتماعية

الخبر:

قال الخبير الاقتصادي مفلح عقل إن “عدد النساء غير المتزوجات فوق سن الـ 35 في الأردن يصل إلى نحو مليون امرأة، وهو رقم يعكس أزمة اجتماعية مرتبطة مباشرة بالواقع الاقتصادي”. (سرايا – 25/11/2025)

التعليق:

 

أولا: إن هذا الرقم هو فعلاً رقم مخيف جداً ولا يجوز السكوت عليه. وقد طرحه بعض الخطباء في خطبة الجمعة مطالبين الآباء بتقليل المهور وتكاليف الزواج والصالونات، وإيجاد بدائل للذهب بعد أن ارتفع سعره بشكل حاد جداً.

لا شك أن الإسلام قد حث على تقليل المهور. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “ألا لا تُغلوا صَدُقَ النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي ﷺ، ما أنكح شيئاً من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة أوقية…”

فالمغالاة في المهر تقلل من بركة الزواج وتزيد من عسره، فأقلهن مهراً أكثرهن بركة. فما يفعله بعض الناس في الزواج الآن ليس محموداً، وهو تضييق على الشباب وكذلك على الفتاة، فالتيسير مطلوب شرعاً. بل هناك دور لولي أمر الفتاة ليس بالتخفيف فقط في المهر ومتطلبات الزواج، بل وأيضاً مساعدة ابنته في زواجها في بيت الزوجية. وهذا من جميل ما اعتاد عليه الناس في بلاد الإسلام ولا يزال حتى الآن. فالبنت مُكرَّمة في زيارة بيت أهلها، ومُحمَّلة في مغادرتها بما يستطيع الأهل، بل فوق طاقتهم أحياناً.

وموضوع المهر وعدم المغالاة فيه أمر يعلمه الناس بشكل كبير ومدركون له ولآثاره. لذلك، موضوع المهر ليس هو النقطة الأساس في الموضوع، -مع أنه حق المرأة-، والأمر كذلك لا يقف عند مهر وتكاليف، بل يتعلق بحياة زوجية وفتح بيت والقدرة على العيش لما بعد الزواج.

ثانياً: إن الأساس في هذه المشكلة هو الدولة والوضع الاقتصادي فيها والقدرة المالية عند الناس، وهذا ما لا يُراد له أن يُوضَّح للناس.

فالوضع الاقتصادي في الأردن سيئ جداً نتيجة ممارسات النظام السياسية والاقتصادية، وهذا أمر لا يحتاج لبيان. فالبطالة وضعف الراتب والغلاء هي نتائج ممارسات النظام في كافة الشؤون. فالشاب الذي لا يجد عملاً برغم شهادته الجامعية مسؤولية مَن؟!

والشاب الذي يعمل ويتقاضى الحد الأدنى من الدخل (290) ديناراً، هل تكفي لفتح بيت، وتكلفة إيجاره، وأقل متطلبات العيش من طعام وشراب وملبس؟ فالموضوع لا يقف عند مهر لمرة واحدة وينتهي، أو تكاليف زواج، بل البحث في عيش دائم لما بعد الزواج. فولي أمر الفتاة إنما يفكر في قدرة الشاب على تلبية متطلبات العيش ودوامها، وليس مجرد حفلة ومهر. القدرة على الحياة والعيش بأقل ما يمكن؛ وهذا الأمر -أي عدم قدرة الشباب- هو نتاج سياسات النظام ومطالب صندوق النقد الدولي، وبيع مقدرات الدولة، وغلاء الأسعار في كافة أمور الحياة. وهي النقطة التي لا يُراد الحديث عنها، فوجب بيانها للناس؛ لأن المسألة تتعلق بالأمة وليست حالة فردية.

والغرب المجرم يَتعمَّد في سياسته تجاه بلاد المسلمين هذه السياسات، من أجل ضرب فكرة الزواج ونشر الرذيلة والحرام، وإقامة العلاقة على غير شرع الله تعالى.

إنَّ الزواجَ طهارةٌ وعِفَّةٌ للزوجين، وصلاحٌ للمُجتمع، وحِفظٌ لهم من الانحِراف. الزواجُ أمانٌ للمُجتمع من تفشِّي الزنا ومتابعة الأفلام المحرمة، وما انتشَرَ الزنا في بلدٍ إلا ضربَه الله بالفقر والحاجة والذِّلَّة، وظهرت فيه الأمراضُ والأوبئة، مع ما للزناة في الآخرة من الخزي والعذاب.

الخاتمة: إن الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قد زوج الشباب العازب من بيت مال المسلمين. فقد ورد في كتاب “الأموال” (للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام) بإسناده عن سهيل بن أبي صالح، عن رجل من الأنصار، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن وهو بالعراق: “أن أخرج للناس أعطياتهم”. فكتب إليه عبد الحميد: “إني قد أخرجت للناس أعطياتهم وقد بقي في بيت المال مال”. فكتب إليه: “أن انظر كل من أدان في غير سفه ولا سرف فاقض عنه”. قال: “قد قضيت عنهم وبقي في بيت المال مال”. فكتب إليه: “أن زوج كل شاب يريد الزواج”. فكتب إليه: “إني قد زوجت كل من وجدت…” فأين بيت مال المسلمين اليوم؟ وأين خلافته؟ ونحن نرى حكام اليوم تدفع المليارات لترامب المجرم!

عن ابن مسعود قَالَ: “كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ” (رواه البخاري ومسلم).

فيا علماء الأمة وخطباءها، علّموا الناس أَسَّ المشكلة وكيفية حلها وعلاجها في الإسلام، ولا تحدثوا الناس عن أمور ثانوية، وإلا فإن الله تعالى سوف يسألكم عن بيان الحق وكتم العلم يوم لا ينفع مال ولا بنون.

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

أ. نادر عبد الحكيم