خبر وتعليق: بسبب سوء الرعاية تتحول أمطار الخير إلى نقمة على أهل البلاد
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
بسبب سوء الرعاية تتحول أمطار الخير إلى نقمة على أهل البلاد
الخبر:
قال الناطق الإعلامي باسم أمانة عمّان، ناصر الرحامنة، إن غزارة مطرية شديدة شهدتها العاصمة عمّان، ظهر الثلاثاء، خلال فترة زمنية قصيرة تسببت بارتفاع منسوب المياه في عدد من طرق العاصمة.
وأوضح الرحامنة أن فيضان أحد مناهل الصرف الصحي في منطقة الشميساني أدى إلى زيادة تجمع المياه في الشارع، نتيجة قيام بعض المواطنين والأبنية بربط مزاريب مياه الأسطح على مناهل الصرف الصحي، مضيفا أن ذلك يعد سلوكا مخالفا.
وأكدت الأمانة تجددها الدائم للتنبيه من هذه الممارسات التي تتسبب بفيضانات وتعطيل شبكات التصريف، مشددة على أن القانون يعاقب من يقوم بها. وشهدت عدة مناطق في المملكة، الثلاثاء، هطولاً غزيرًا للأمطار، مصحوبًا بالبرق والرعد، وذلك نتيجة تأثر الأردن بحالة من عدم الاستقرار الجوي. (جو24)
وشهدت منطقة وادي الزيغان في محافظة الزرقاء حادثة غرق مركبات، وذلك نتيجة السيول القوية المتشكلة عن مياه الأمطار الغزيرة. وداهمت مياه الأمطار، الثلاثاء، عددا من المحال التجارية والمنازل في منطقة السوق الواقعة في مخيم البقعة. وشهد طريق وادي شعيب الثلاثاء انجرافا صخريا ضخما، بسبب غزارة الأمطار وتشبع التربة، تزاما مع تأثر المملكة بحالة من عدم الاستقرار الجوي. (رؤيا)
وقال شهود عيان لـ “الوكيل الاخباري” ان ارتفاع منسوب مياه الامطار أدى إلى تعطّل عدد من المركبات بعد علوقها داخل المياه وعدم قدرتها على التحرك، وفي داخلها عدد من المواطنين
التعليق:
هلَّت أمطار الخير على البلاد رغم ما فيها من مخالفات شرعية وبُعد عن تطبيق الإسلام في جميع مناحي الحياة، هلَّت أمطار الخير رغم انتشار الربا ومؤسساته الربوية التي تحارب الله ورسوله ﷺ، هلَّت أمطار الخير رغم وجود نظام رأسمالي عفن يُطبق على الناس في الأردن، هلَّت أمطار الرحمات رغم تخاذل النظام في الأردن عن نصرة المظلومين في فلسطين، هلَّت أمطار الرحمة رحمة بأمة ضعيفة مسلوبة الإرادة رحمة من الله، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: (فأقبَلَ علينا رسولُ اللهِ ﷺ، فقال: يا معشرَ المُهاجِرينَ، خِصالٌ خمْسٌ إذا نزلْنَ بكم -وأعوذُ باللهِ أنْ تُدْرِكوهنَّ-: لم تظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعْلِنوا بها، إلَّا فشا فيهم الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تكُنْ مضَتْ في أسلافِهم الَّذين مَضَوا قبلَهم، ولا انتقَصوا المكيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذُوا بالسِّنينَ وشِدَّةِ المؤنةِ وجورِ السُّلطانِ عليهم، ولم يَمْنعوا زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنِعُوا القَطْرَ من السَّماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَروا، ولم يَنْقضوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلَّا سلَّطَ اللهُ عليهم عدُوًّا من غيرِهم، فأخَذَ بعضَ ما في أيديهم، وما لم يَحْكمْ أئمَّتُهم بما أنزَلَ اللهُ وتَخيَّروا فيما أنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، إلَّا جعَلَ اللهُ بأْسَهم بينهم.) أخرجه ابن ماجه (4019)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4671)، والحاكم (8623) باختلاف يسير.
هذا الغيث عندما يهطل يستبشر به الناس، كيف لا، فهو استشعار لرحمة من الله تتنزل عليهم، وقد وصف الله هذا الأمر في كتابه العزيز (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)) الشورى، وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(48)) الروم.
هذا واقع البشر مع المطر، لكن واقع الناس في الأردن يختلف حين تتحول أمطار الخير إلى مصيبة تحل عليهم فتُغرق سياراتهم ومحالهم التجارية، بل وتتنصل الحكومة التي يجب أن ترعى الناس رعاية حقة من مسؤولياتها وتنسب تقصيرها للناس كما ورد على لسان الناطق الإعلامي لأمانة عمان في الخبر أعلاه، وكأن المشكلة هي بسبب ربط مزاريب المياه على شبكات الصرف الصحي لا بسبب تهالك البنية التحتية السيئة والتي لا تناسب الازدياد العمراني ولا تتحمل ازدياد الضغط عليها!! إن المشكلة التي حدثت اليوم تتكرر كل عام في موسم الشتاء، وهذا دليل على أن ما تجبيه الحكومات من جيوب الناس إنما هو للنهب وسداد لربا الديون التي تزداد كل عام ولجيوب اللصوص والمتنفذين في البلد، لا لرعاية الناس والعمل على تذليل وحل مشاكلهم.
لقد غاب عن الأمة سلطان الإسلام الذي بتطبيقه يعيش الناس براحة وسلام، كيف لا وقد حث الإسلام على حسن رعاية الرعية بل جعل الإمام الذي يرعى الأمة حق الرعاية ويحكمها بكتاب الله وسنة نبيه ممن يستظلون بعرش الرحمن يوم القيامة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ..) الحديث، هذا حال الأئمة الذين يطبقون حكم الله بالعدل في الرعية، فكيف بمن لا يحكمهم أصلا بالإسلام بل ويسلبهم اقواتهم ويغشهم قال عليه الصلاة والسلام 🙁 ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً، يموتُ يومَ يموتُ، وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ، إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ) أخرجه البخاري ومسلم.
لقد اهتم الإسلام بتنظيم شؤون الناس فقد قضى رسول الله ﷺ في الطريق بجعله سبعة أذرع في زمانه فكيف بنا اليوم وقد ازادت اشكال الحياة المادية، وكيف بنا ويتولى أمور الأمة أناس لا هم لهم إلا ابعاد احكام الإسلام وجباية أموال الناس، ورد في الحديث: (من آذَى المسلمين في طُرُقِهم، وجبت عليه لعنتُهم) الراوي: محمد بن علي ابن الحنفية | أخرجه الطبراني (3/ 179) (3050)، والدارقطني.
أيها المسلمون: إن الإسلام جاء ليعيش الناس في ظله لينعموا بالطمأنينة لا بالضنك، فهلموا واعملوا لإعادته منظما لشؤون حياتكم فتفلحوا في الدنيا والآخرة. واعملوا مع العاملين من أبنائكم شباب حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية، واعلموا أنه كلما تأخرتم عن العمل لإعادة سلطان الإسلام للأرض كلما بقيتم في حياة الضنك والشدة.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
أ. محمد الأحمد