مقال: غزة وعدم العمل لنصرتها ومنظومة القيم العالمية
غزة وعدم العمل لنصرتها ومنظومة القيم العالمية.
انتهى ردعُ كيان يهود ومن ورائه قوة أمريكا وأوروبا، واهتزّت صورة التكنولوجيا المتقدمة أمام المجاهدين وعقيدتهم القتالية، وأنفاقهم الأرضية، وأسلـ حتهم البدائية، وضعف دعمهم اللوجستي والمادي.
وطبيعة الحروب تاريخيًا هي القتال بين العسكريين المتحاربين، أما أن يكون القتل والتدمير بطريقة وحشية متعطّشة للدماء وبشكلٍ مُمنهج، فهذا ما ترفضه كل القيم الإنسانية والدينية. ومع ذلك، نجد هذا العـ دوان مدعومًا ومشاركًا فيه من الدولة الأولى عالميًا، التي تُسوّق نفسها راعيةً للديمقراطية المزعومة وحقوق الإنسان، ومن ورائها دول أوروبا (الديمقراطية) كافة. ولولا ضغط الرأي العام العالمي، لما رأينا حتى هذا القدر القليل من التحرك أو الاستنكار، وهو دون المستوى المطلوب فيما يزعم بالقانون الدولي إنسانيا ودينيًا، خصوصًا من دولة كأمريكا التي أضحت وكأنها دولة من دول العالم الثالث أو من عصور القرون الوسطى المظلمة.
أما بلاد العالم الإسلامي، فحدّث ولا حرج، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن حكّامهم بلا دين أو قيم أو حتى أعراف وتقاليد، بل حتى سياسيًا لم نرَ منهم المواقف شبه الرجولية على أقل تقدير.
وأما الأمة والنخب والأحزاب، فعليها عتبٌ كبير، رغم إدراكنا أنها مكبّلة بالحديد والنار. ومع ذلك، نخشى من غضب الله تعالى لعدم نصرة إخواننا المسلمين غزة. فقد روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، أيّ الناس أحبّ إلى الله؟ وأيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ فقال ﷺ: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجة أحبّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة – شهرًا…”
فالأمر جلل، وغضب الله عظيم لعدم نصرة مسلم، فكيف إذا كان الأمر بعشرات الآلاف من المسلمين، وعلى مرأى ومسمع كل مسلم، وقد فضحت التكنولوجيا اليوم كل المستويات عالميًا وعربيًا وإسلاميًا؟
نعم، لقد كشفت غزة عورة الذين يشوهون التاريخ والحاضر بتخاذلهم عن نصرة اخوانهم المسلمين؛ ففتيةٌ مجاهدون بأقل القليل من السـ لاح، ودون أي دعم لوجستي أو غذاء أو دواء، في مواجهة كيانٍ مدعومٍ من القريب والبعيد، بل ومن حكام بلاد المسلمين قبل بلاد الغرب. وعليه، فلا مخرج للمسلمين إلا بالعمل الخالص المخلص لإقامة كيان قوي يوحِّد بلاد المسلمين، ويجعل الإسلام وأحكامه هي المرجع في كل شأن من شؤون الحياة، وهذا الكيان ليس إلا خلافة راشدة تنسي كيان يهود وساوس الشيطان، دولة تحقق وعد الله في يهود وليس ذلك على الله ببعيد حتى نرى الشجر والحجر ينطق أنه لم يعد يطيق أن يختبئ يهودي خلفه حتى ينادي أهل الإسلام هذا يهودي خلفي تعال فاقتله وإن ذلك كائن قريبا بإذن الله. والله تعالى ينصر من ينصره وينصر دينه والمسلمين.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
أ. وليد نائل حجازي