مقال: القمة العربية الاسلامية في قطر جعجعة بلا طحين
القمة العربية الاسلامية في قطر جعجعة بلا طحين
القمة العربية والإسلامية الطارئة التي ستُعقد غدًا لن تكون إلا جعجعةً بلا طحين، ولن تختلف عن سابقاتها من القمم؛ فلا يُنتظر منها اتخاذ قرارات ذات شأن، ولن تتجاوز حدود الشجب والاستنكار والإدانة، وإن علا سقف بيانها الختامي فسيحمل ربما أعلى درجات الإدانة، وهو مصطلح بلا قيمة سياسية، درج عليه الإعلام والفضائيات، لكنه لا يخرج عن كونه ترديدًا أجوف.
تدرك هذه الدول، التي ستجتمع غدًا أو سيُجمع بعضها اضطرارًا، أن أمريكا والغرب والكيان الصهيوني هم سبب وجودهم وبقائهم في السلطة، ولولا دعمهم لما وصلوا إلى الحكم أصلًا. لذلك لا يمكنهم أن يتخذوا أي قرار يخالف ما يحب هؤلاء ويريدون. ولسنا نتحدث عن غيب بعيد؛ فموعدنا صبح غد، وليس الصبح ببعيد.
والاستقراء في قممهم يكفينا: كم من قمة عربية اجتمع فيها أكثر من عشرين رئيسًا، ليخرجوا ببيان باهت تافه، لا يرقى لمستوى بيان يصدره أطفال مستضعفون أو عجائز من النساء! وكم من قمة جمعت تحتها سبعًا وخمسين دولة، ثم لم تزد عن الإدانة والشجب والاستنكار! بل إنهم يلجؤون إلى أمريكا ذاتها ليطلبوا منها الضغط على الكيان لحمايتهم، وهم يعلمون علم اليقين أن الكيان لولا الحبل الأمريكي لقطع دابرهم في ساعة من نهار. ومع ذلك، لا يرون حلًا سوى أن تتعطف عليهم أمريكا وتكبح جماح الكيان حتى لا يُحرجهم أمام شعوبهم.
لقد اعتاد هؤلاء على ابتلاع الضربات من الكيان، حتى لم يعودوا يجرؤون على طرد سفير أو إغلاق سفارة. ولسان حالهم يقول: “علاقاتنا مع الكيان مستمرة، حتى لو دمر البلاد فوق رؤوسنا.” فماذا فعلوا حين ضرب الكيان لبنان أو الشام أو غزة أو اليمن؟ وماذا سيفعلون لو اجتاح غور الأردن وضمّه إليه، أو لو طرد أهل الضفة الغربية؟ لا نظنهم يصنعون أكثر من الشجب والاستنكار — بأعلى درجاته — ثم يلجؤون إلى أمريكا ومجلس الأمن ليشاركوهم الإدانة، فيصوّت الجميع وتمتنع أمريكا.
هذا المشهد بات مألوفًا: اليهود يقتلون ويدمرون فوق عواصمهم، وهم لاهون في غيّهم، يفكرون فقط في كيفية توريث الحكم لأنفسهم وأبنائهم. (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ).
ويدرك كل متابع أن هؤلاء المجتمعين — أو المجموعين — في قطر ليسوا من الأمة ولسنا منهم؛ فهم في عدائهم للإسلام وأهله والغرب سواء. والغرب الكافر لا يضره اجتماعهم، ولو اتفقوا على شيء فلن يكون في مصلحة الأمة. ونحن نعلم أن الله أعدل من أن يُساق على أيديهم أي موقف مشرف؛ فهم يطبقون دينًا غير دينه، وشرعًا غير شرعه.
وسيظل الكيان محميًا ما بقي هؤلاء. ولن تنتصر الأمة على يهود إلا تحت راية حاكم يحكم بالإسلام، يجيّش الجيوش، ويجمع الأمة ليجتث الكيان فلا يُبقي منهم أحدًا، حتى يقول الشجر والحجر: “يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله.” وأولئك الحكام — وهم الغرقد — سيلقون مصير الكيان قريبًا، إن شاء الله. ﴿وَإِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
أ. محمد تقي