المسلمون أمة واحدة يحتم عليهم الإسلام نصرة أهل غزة وحكامنا يتشدقون بالهوية الوطنية للتخاذل عن تسيير الجيوش
المكتب الإعــلامي
المسلمون أمة واحدة يحتم عليهم الإسلام نصرة أهل غزة
وحكامنا يتشدقون بالهوية الوطنية للتخاذل عن تسيير الجيوش
في ظل تمادي حرب الإبادة البشعة والوحشية التي يرتكبها كيان يهود المجرم في غزة والضفة الغربية، وبدعم من العالم وعلى رأسه أمريكا وتواطؤ حكام المسلمين وخصوصاً في البلاد المجاورة لفلسطين، تتعالى أصوات الشعوب التي يغلي الدم في عروقها في مظاهرات ومسيرات مطالبة بتحريك جيوش الأمة نصرة لإخوانهم في غزة، وتستشعر خطر هذه الأصوات تلك الأنظمة الحاكمة التي تخاذلت عن المطالب الشعبية وآثرت مواجهتها بالقمع والاعتقالات والمحاكمات مع تغنيها بحرية التعبير، واستغلت بعض الأصوات الفردية التي نعت التخاذل الرسمي لتضخمه إعلامياً، وتستغله عاطفياً، تحت مظلة المساس بالهوية الوطنية، واستفزاز فئات الشعب المسلم الواحد وصرف نظره عن العدو الهمجي المتمثل بكيان يهود وأمريكا الداعمة له.
فيخرج رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والأعيان وجوقة من رجال النظام في الأردن من كتاب وعلماء دين للحديث عن المساس بالهوية الوطنية والمؤسسات الوطنية والإساءة لدورها المشرف، وقول رئيس الوزراء نصاً: “ولن نسمح أن تسوَّق علينا مخططات وقرارات خارج سياساتنا وأهدافنا الوطنية، أو التضحية بمصالحنا العليا التي تقررها الدولة فقط“، كما قال رئيس مجلس النواب: “ولن نسمح لأي كان المساس برمزية الجيش“، في محاولة من النظام السياسي في الأردن المأزوم والمضطرب لوأد الخطاب الذي يكشف تواطؤه مع كيان يهود وأمريكا عندما تطالبه الأمة بمجملها التي يعتصرها الألم والشعور بتقصيرها لنأيها عن أمر ربها بتحريك الجيوش بل مطالبتهم بفتح الحدود للجهاد في سبيل الله، وهو إذ يقوم بذلك فهو يحاول الاختباء وراء الجيش الذي يكبله عن قتال يهود الجبناء، ويؤلب مشاعره بمكر، فأهل الأردن يثقون بجيشهم وبقدراته القتالية كما يثقون في استعداده للذود عن بلاد المسلمين ونصرة إخوانهم المسلمين في فلسطين، ولهذا ما زالوا يستنهضون هممه ويخاطبونه بالتحرك لنصرة أهل غزة وفلسطين.
إن النظام في الأردن أخذ على عاتقه في مسيرته السياسية الاعتراف بكيان يهود باتفاقية وادي عربة وعدم قتاله بل والدفاع عن حدوده الشرقية، كما يُجري الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية معه على قدم وساق والتي لم تتوقف طوال حربه على غزة، ومن ناحية أخرى يتعامل النظام في الأردن مع أمريكا بالتعاون والارتهان العسكري والاقتصادي والأمني، باعتباره ركيزة مهمة وحيوية لأمنه القومي، وبالتحديد لأمنه الوجودي، ويقع بالمحصلة في مأزق بين مطالبات أمريكا السياسية سواء بتهجير أهل فلسطين وضم يهود للضفة وتدمير غزة، والصمت المهين عما يجري في غزة إلا من مساعدات لا تنقذ الأرواح، والابتزاز الاستعماري بوقف المساعدات السنوية ومساعدات الإنماء الأمريكية، من جهة. ومن جهة أخرى يقع تحت ضغوط الانتقادات والمطالبات الشعبية بنصرة أهل غزة بتحريك الجيوش، بل وطرد القواعد الأمريكية وإلغاء المعاهدات مع كيان يهود، فيختار دائماً الوقوف مع كيان يهود ومطالب أمريكا السياسية، التي تزعزع كيان الأردن الوجودي.
إن بعض الأصوات التي تنطلق من واقعية الحال السياسي الذي وصل إليه الأردن لتبرر التخاذل والقبول بالوضع الراهن، لم يكن الوصول إليها إلا بسبب سياسة الحكام وتبعيتهم للمستعمر الغربي الكافر ابتداء من بريطانيا وانتهاء بالركون إلى أمريكا، فالانطلاق من الواقع كأساس لتحديد الأهداف والغايات، مآل أصحابه التماهي مع الواقع ومسايرة الزمان، وهم لن يسلموا من غضبة الأمة في وقوفهم إلى جانب الحكام في موالاتهم ليهود، فلا ننسى المحددات التي انطلق منها رسول الله ﷺ التي تسمى اليوم بالمستحيلات، عندما قال ﷺ: «يا عَمُّ، واللهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ في يَمِينِي، والقَمَرَ في يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ، ما تَرَكْتُهُ».
يا أهلنا في الأردن.. أيها المسلمون:
إن الدعوات الرسمية الإعلامية والحكومية تحت مسميات براقة مخادعة وتحت عناوين مصلحة الأردن، وأهدافنا الوطنية، لا تكون صادقة إلا اذا كانت وفق نظام إسلامي رباني يطبق كافة أحكام الاسلام، وليست علمانية تقصي الإسلام عن الحكم ولا تريد أن يكون له شأن في حياتنا، ومثال حي على ذلك عندما صوت مؤخراً مجلس النواب ضد إضافة عبارة “مع مراعاة أحكام الشريعة الإسلامية” إلى مشروع قانون اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، رغم أن ذلك لا يجعله تطبيقاً للشرع، فلا يرهبنكم كثرة الدعاة المضللين والمثبطين على منصات التواصل والإعلام وهم يتوعدونكم ويدعون بدعوة الحكام فهؤلاء متبر ما هم فيه، ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
أيها المسلمون في الأردن:
إن المفاسد لا تُمنع إلا بالقيام بالواجبات المفروضة لا بتعطيلها، والجهاد في سبيل الله وإن ترتب عليه تضحيات وشهداء إلا أنه السبيل الوحيد لرد العدوان وتحرير أراضي المسلمين المحتلة وعلى رأسها المسجد الأقصى والقدس وكل فلسطين، أما الاستسلام والخنوع للأمر الواقع فهو الذي جرّ النكبات والويلات على الأمة الإسلامية، وعلى رأسها غياب دولة الخلافة.
فلا بد لنا نحن المسلمين أن يستقر في قلوبنا صدق الإيمان، والمطالبة بالتحاكم إلى الله وحده، وألا نشرك بالله العظيم، أحكاما وضعية وتشريعات نيابية بشرية، وأن نؤمن بقدرة الله سبحانه وأن لا نوالي غيره، وأن نقتنع بأن قتال يهود اليوم والإعداد لهذا القتال هو طريق النصر والتمكين الوحيد.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن