حزب التحرير ولاية الأردن

القضاء على كـيان يـهود هو الحل الوحيد وليس حل الدولتين يا صفدي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، خلال مشاركته بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي الأربعاء 22/01/2025، إن أي مقاربة مستقبلية لغـزة يجب أن ترتكز إلى وحدة القطاع مع الضفة الغربية وأن تستهدف تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين. وقال: “في سياق الحل السياسي تمتلك الحكومة الفلسطينية حصرياً قرار السلم والحرب، ولا يكون هناك مجموعات مسلحة خارجها”.

وفي خبر لاحق شدد على ضرورة وقف تصعيد كـيان يـهود الخطير في الضفة الغربية، محذراً من “تفـجر الأوضاع في المنطقة بسبب استمرار سياسة الحكومة (الإسـرائيلية) المتـطرفة تجاه الفلسطينيين وانتهاكاتها المستمرة على الأراضي الفلسطينية”.

وإزاء هذه التصريحات المتكررة وكثرة ترديدها كلما أعطي وزير خارجية النظام الأردني الميكروفون ليتحدث، وكأن آلة تسجيل زرعت بهذه العبارات في حنجرته حتى باتت تؤذي آذان العامة والخاصة من سخافتها وتناقضها وانسلاخها عن الواقع، والتي لا يلقي لها بالاً إلا من سار على درب النظام في تبعيته واستسلامه لكل أعداء الأمة، وعليه نبين ما يلي:

– إن ما يسمى بالحل السياسي أي حل الدولتين، علاوة على حرمته الشرعية، فهو خيانة واستسلام مخز ليس لكـيان يـهود فقط، بل لكل قوى الاستـعمار وعلى رأسها أمريكا، بل لأنه خيالي لا يوجد له واقع ممكن، فكيان يهود يعمل على ضم الضفة الغربية، بعد حرب الإبادة في غـزة، وأمريكا تعمل على تمكينه من ذلك، وترامب يضرب عرض الحائط بفكرة وجود حتى كـيان مسخ للفلسطينيين بفريقه المتشدد والمناصر لـكيان يـهود.

– أما بالنسبة لشعوب الأمة الإسلامية وخصوصاً في جوار فلسطين، فقد باتت تنتظر سقوط أنظمة التبعية والإذعان، بعدما رأت من غـزة العزة ما استقر في وجدانها من صمود وانتصارات لم ير لها مثيل في العصر الحديث، وانكسار لآلة الحرب الكونية على يد يهود الجبناء، وما استقر في عقيدتها أن الجـهاد في سبيل الله واجتثاث كـيان يـهود هو الحل الوحيد لقضية فلسطين شرعا، والممكن واقعياً.

– إن ما يقرره وزير الخارجية الأردني بأنه في سياق الحل السياسي تمتلك “الحكومة الفلسطينية” حصرياً قرار السلم والحـرب ولا مكان لمجموعات مسلحة خارجها، علاوة على أنه سخيف لا واقع له، فلا وجود لما يسمى حكومة أو سلطة فلسطينية وإنما جهاز قمعي لأهل فلسطين يعمل لأمن كـيان يـهود، بمباركة أمريكية أوروبية، كما أن وجود المجـاهدين الذين يزلزلون أركان أمن يـهود، هم الموجودون حقيقة على أرض الواقع، وهم الذين يصغي لهم العالم لما صنعوه في غزة، فهذا التصريح لا يدل إلا على تماهي النظام في الأردن مع أعمال السلطة الفلسطينية العمـيلة التي بات عملها قتـل المقـاومين، بدلا من استنكار هذه الفتنة، التي تقدم فيها أجهزة أمن السلطة على قتـل أبناء شعبها.

– ألا يدرك الصفدي ونظامه معنى ما يحذر منه من “تفـجر الأوضاع في المنطقة” من جراء تصعيد كـيان يـهود أعمال القتل والإبـادة في الضفة الغربية، فور وقف القتـال في غـزة، وهو ما ينبئ عن نوايا يـهود بضم الضفة الغربية وما يتبعه من مخاطر على الأردن من تهجير للفلسطينيين طوعا أو قسرا إليه، في ظل رئاسة أمريكية جديدة حسب لغتهم السياسية، ألا يدرك ذلك فيستعد نظامه لمواجهة عسـكرية حقيقية، تستأصل هذا الكـيان مع وجود حاضنة شعبية تتوق للجـهاد والاستشـهاد، بدلا من طأطأة رأسه كلما تمادى كـيان يـهود في أطماعه؟

– ولعلهم يستمعون لمن سبقهم في تجربة الإذعان من رجال النظام، مثل وزير الخارجية الأسبق وأول سفير للأردن لدى كـيان يـهود، مروان المعشر، الذي صرح بعيد تنصيب ترامب، أنه فيما يخص مصير القضـية الفلسطينية في ظل إدارة ترامب الجديدة فإن وجود فريق أمريكي متشدد سياسياً ودينياً يعزز المخاوف بشأن غياب أي نية حقيقية لحل عادل للقضـية الفلسطينية، وكان المعشر قد قال في تصريحات نُشرت قبل عامين: “لقد حان الوقت للاعتراف بما أصبح واضحا منذ بضع سنوات: حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) مات ولا يمكن إحياؤه. فكلما طال تمسك المجتمع الدولي بهذا الحل المستحيل، زاد عمق الحفرة التي يحفرها لنفسه”، فهل بات النظام اليوم لا يملك سوى كسب أيام قليلة قبل أن يورد البلاد والعباد موارد الهلاك؟

 – وأخيرا ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهـيدٌ﴾، إن الحل الوحيد لقضـية فلسطين لن يكون إلا بخلع جـيوش الأمة لكـيان يـهود من كل فلسطين واستعادتها إلى حضنها في ظل دولة الخـلافة الراشدة التي باتت أركانها تضرب بالأرض، فقد اتسعت حواضنها الشعبية في بلاد المسلمين، بعد أن قيض الله لهم أن يشهدوا أن هذا ممكن ميسور، بعد 15 شهرا من القتـال البطولي للمجـاهدين في غـزة، التي تكالبت عليها قوى الكـفر والاستعـمار وأنظمة الخنوع والاستسلام، فالمعـركة القادمة لن تكون بتلك الشدة والصرامة والخذلان، بعد أن باتت الأمة تغلي الدمـاء في عروقها من حقد يـهود ودعم أمريكا والمستـعمرين الكـفار لهم، بمشاركة أذنابهم من الحكام، الذين لم ينكشفوا لشعوبهم فحسب بل باتوا يتربصون اليوم الذي يسقطون فيه هؤلاء الطغاة المستبدين كما سقط من قبلهم من حكام العرب، وما طاغية الشام عنهم ببعيد.

﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

السبت، 25 رجب 1446هـ 2025/01/25م