حزب التحرير ولاية الأردن

في شهر رجب الحرام لا تزال الدمـاء الحرام تسيل

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)) التوبة. وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ورجب مضر بين جمادى وشعبان. رواه البخاري في التفسير وغيره. وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، أخبرنا محمد بن سيرين، عن أبي بكرة، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – خطب في حجته، فقال: ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. ثم قال: أي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى. ثم قال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى. ثم قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليست البلدة؟ قلنا: بلى. قال: فإن دماءكم وأموالكم -قال: وأحسبه قال: وأعراضكم- عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب منكم، فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من يسمعه.

قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) الآية (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) في كلهن، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.

إن حرمة دماء المسلمين عظيمة عند الله عزوجل وعند رسوله ولا أدل من قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: ما أطيبك، وأطيب ريحك ما أعظمك، وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله، ودمه. أخرجه ابن ماجه. وكذلك حديث ابن عباس قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قال: مرحبًا بك من بيت، ما أعظمك، وأعظم حرمتك! وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك. أخرجه البيهقي في الشعب، فدم المسلم أعظم حرمة وأقدس من حرمة وقدسية بيت الله الحرام المحرم فيه سفك الدماء ومن دخله كان آمنا. فما بالكم ونحن في شهر رجب الحرام فحرمة الدماء تعظم وتعظم.

فها هم المسلمون يتفيؤون في ظلال شهر رجب الحرام ولا زالت دماء أبنائهم تسيل أنهارا في فلسطين والسودان واليمن وكشمير وتركستان الشرقية، وغيرها من بلاد المسلمين. وها نحن نستذكر فيه هدم الخـلافة في 27/رجب/1342هـ. أي مئة وأربعة أعوام مضت على أيدي مجرمي ذلك العصر من دول الاستعـمار وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا ومن خلال عملائهم في تركيا والحجاز وغيرها من بلاد الاسلام. مئة وأربعة أعوام مظلمة عاشها المسلمون ولا يزالون بدون خـ ليفة يدافع عن أعراضهم وأموالهم ودمائهم، هذه الحقبة التي ما فتئ الغرب يتآمر ليل نهار فيها على المسلمين ودمائهم كي لا يعودوا ويتوحدوا في كيان واحد يعيدهم كما كانوا سادة العالم ومنارة للرحمة والعدل. بل زاد في شقائهم وبث الفتن بينهم وتمزيق بلاد المسلمين وزرع كـيان يـهود في فلسطين كقاعدة متقدمة للغرب في بلاد المسلمين.

إن غياب الإسلام عن واقع الحياة ليزيد من تحكم الكـ افر المستعـمر من المسلمين وبلادهم ونهب خيراتهم وتشتيت شملهم وإشعال الفتن فيما بينهم وتكريس الفرقة فيما بين المسلمين.

لكن هيهات هيهات، فأمة الإسلام أمة حية وإن ضعفت، فها هم في الشام قد أزاحوا طاغية من طواغيت الحكام ومن قبلهم مسلمو أفغـ انستان بطردهم الاحتـلال الأمريكي، فأمة الإسلام لا تهزم في ميادين القتـال ودليل ذلك الحي المجـاهدون في غـزة على قلة حيلتهم وعتادهم فهم يوجعوا أعدائهم من يـهود ومن خلفهم من أنظمة عميلة ودول داعمة.

إن الواجب على المسلمين اليوم أن يشحذوا الهمم بأن يعملوا مع العاملين من أبنائهم من شباب حزب التحرير الذي يمتلك المشروع المتكامل لدولة الخـلافة وهو معلن للأمة لتعمل لتطبيقه واستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الخـلافة الإسلامية وتنصيب خـليفة يحكمنا بالإسلام ويحرك الجيـوش الرابضة في ثكناتها ويطرد قواعد الكـفر العسـكرية وأوكاره التجـسسية الموجودة في بلادنا ويقطع دابر عملائه الذين ثبتوا الكافر في بلادنا.

اللهم عجل لنا بالنصر القريب وأعزنا بالإسلام واجعلنا ممن يعملون لنصرة دينك.

كتبه للمكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

الاستاذ محمد الأحمد