حزب التحرير ولاية الأردن

اجتماعات العقبة تأمر أمريكي عربي تركي لخطف الثورة ووضع سوريا تحت الانتداب الأمريكي

د. خالد الحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم

مقالة

اجتماعات العقبة تآمر أمريكي عربي تركي لخطف الثورة ووضع سوريا تحت الانتداب الأمريكي

 

     اختتمت يوم السبت 14/12/2024، اجتماعات العقبة بدعوة من الأردن حول سوريا والتي بدأت باجتماع ما يسمى بلجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، المشكلة بقرار من الجامعة العربية والمكونة من الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وحضره أيضاً وزراء خارجية الإمارات، والبحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، وقطر”.

     كما شهدت اجتماعات العقبة أيضاً اجتماعاً للجنة الوزارية العربية بشأن سوريا مع وزراء خارجية تركيا هاكان فيدان، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، ووزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، وممثلين عن بقية أعضاء اللجنة المصغرة حول سوريا، المملكة المتحدة وألمانيا، إضافة إلى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمـ نية كايا كالاس، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا جير بيدرسون.

     وصدر عن الاجتماعين بيانان أكدا ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته.

     وشدد البيانان على أهمية مكافحة الإرهـاب والتـطرف، بما يمنع عودة ظهور الجماعات الإرهـابية، وبحيث لا تشكل الأراضي السورية تهديداً لأي دولة أو مأوى للإرهـابيين، إضافة إلى مطالبتهم لجميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية في سوريا، واحترام سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وجاء في البيان الختامي أهم البنود التالية:

  • الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته.
  • دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية – سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته.
  • دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده كل الإمكانات اللازمة وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها وفق القرار 2254 .
  • ضرورة الوقف الفوري لجميع العمـ ليات العسـ كرية والالتزام بتعزيز جهود مكـافحة الإرهـاب والتعاون في محاربته.
  • إدانة توغل (إسرائيل) داخل المنطقة العازلة مع سوريا ورفضه احتلالا غاشما وخرقا للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا و(إسرائيل) في العام 1974.
  • التواصل مع الشركاء في المجتمع الدولي لبلورة موقف جامع يسند سوريا في جهودها بناء المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق.

وجاء في تصريحات لوزير الخارجية أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي عقده منفرداً في العقبة عقب الاجتماعات مع اللجنة الوزارية ما يلي:

  • لقد حددت بعد وقت قصير من سقوط الأسد مجموعة من المبادئ الأساسية لتحقيق تطلعات الشعب السوري الذي بات قادرا على تشكيل مستقبله بنفسه، لقد عدت إلى المنطقة هذا الأسبوع لبناء إجماع حول هذه المبادئ مع الشركاء الرئيسيين.
  • لقد اتفقت الولايات المتحدة اليوم مع شركائنا في المنطقة على مجموعة من المبادئ المشتركة لتوجيه دعمنا لسوريا والشعب السوري من الآن فصاعدا.
  • وما زال تنـظيم داعـش والجماعات الإرهـابية الأخرى موجودة في سوريا وتسعى إلى استغلال هذه الفترة من انعدام اليقين لاستعادة موطئ قدم.
  • لقد اتفقنا على:
  • ضرورة السير في عملية انتقال للسلطة بقيادة وملكية سورية وبشكل يفضي إلى حكومة شاملة وتمثيلية، كما اتفقنا على ضرورة احترام حقوق كافة السوريين، وبمن فيهم الأقليات والنساء.
  • التمتع بعلاقات سلام مع الدول المجاورة، وضمان وصول المنـظمات ذات الصلة إلى المنشآت التي قد تساهم في الكشف عن مصير السوريين والمواطنين الأجانب المفقودين ومحاسبة المعتدين في نهاية المطاف.
  • نعم، تواصلنا مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى، وكان التواصل مباشراً وشاركناهم أيضا المبادئ ونقلناها لهم والتي حددتها للتو لضمان دعمنا المستمر، وهي المبادئ التي تبنتها الآن دول في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها.
  • نحن نتواصل بشكل مباشر مع من يتولون مناصب السلطة في سوريا.
  • يمثل الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم الكلمة الجماعية للعديد من الدول التي ستكون مهمة لمستقبل سوريا.

     بالنظر لطبيعة هذه الاجتماعات للجنة الاتصال العربية وهي ليست مخولة لبحث شكل الحكم ودستوره مع الثوار وما بعد الأسد وإنما فوضت للتفاوض مع نظام الطاغية الساقط فقط، وليس لما بعد سقوطه، وبالتالي فلم يحضر في هذه الاجتماعات من يمثل الثـوار المجـاهـدون في سوريا رغم أنه يتعلق بسوريا التي يبحثون في كيفية وماهية الحكم فيها، وفي سياق الاجتماعات والاتصالات الإقليمية والدولية وخصوصاً اجتماعات متكررة مكوكية لبلينكن وزير الخارجة الأمريكي مع حكام تركيا والأردن والخليج خلال أسبوع من هروب الأسد لموسكو، وما اعترف به بأن الولايات المتحدة كانت على اتصال مباشر مع هيئة تحرير الشام دون تحديد أوقات هذه الاتصالات، ليدل على تنسيق سياسي تآمري وإملاءات أمريكية لتفعيل الشكل السياسي ونظام الحكم الذي تريد فرضه على سوريا في الأيام القادمة.

وإزاء ما تقدم نبين ما يلي:

– إن النـضال والتضحيات التي بذلها الملايين من أهل الشام وثوارها المجـاهدين استشهادا وسجنا وتعذيبا وتشريدا، أدت في نهاية الأمر إلى إسقاط الطاغية المجرم الأسد عميل أمريكا منذ تولى أبيه الحكم في سوريا عام 1970.

– إن ما جرى في سوريا خلال تلك الحقبة من حكم عائلة أسد النصـيرية المجرمة كان بعلم أمريكا والغرب وكان أيضا بعلم حكام الضرار العرب وتركيا الذين يتباكون اليوم لدعم شعب سوريا، في محاولة خبيثة لن تنطلي على أهل سوريا، في استكمال التآمر عليها، فأين كانوا عندما كان أسد يمارس إجرامه؟

– ما زالت أمريكا تسعى للمحافظة على نفوذها في سوريا، بفرض نظام علماني مدني، يحافظ على دول الجوار أي كـيان يـهود وتركيا والأردن كما تدعي، ويقصي الإرهـاب أي شماعة أمريكا وصنائعها لتبرير وجود قواعـدها في سوريا لضرب الجمـاعات التي سعت منذ انطلاق الثـورة مع جل أهل الشام لإقامة حكم إسلامي ودولة خـلافة إسلامية، لا يبرح بلينكن في مهاجمتها عند ربطها بتنـظيم الدولة، الذي أعلن ترامب رئيس الولايات المتحد القضاء عليه بنسبة 100% عام 2020.

– إن ما يعلنه أحمد الشرع في الإعلام من توافقات مع المشروع الأمريكي، من عدم قتـال يـهود، ومشاركة كافة الأطراف في النسيج السوري، والمحافظة على الأقلـيات، وإبقاء القـواعد الروسية والأمريكية، ووضع دستور مدني يتفق عليه الخبراء، والاتصالات المباشرة مع الولايات المتحدة التي اعترف بها بلينكن، تدل على تماهي ما يسمى بالمعـارضة السورية التي يتزعمها مع مطالب أمريكا، والتي ترفضها الفصـائل النقية المخلصة والجماعات الثابتة في دعوتها لإقامة دولة الخـلافة والتي ما زالت هيئة تحرير الشام تبقي على أفرادها في سجون إدلب.

– إن حكام الضرار من عرب وترك متآمرون مع الولايات المتحدة ومذعنون لها في تواطؤهم التي أملتها عليهم أمريكا في تنفيذ جملة القرارات والسياسة الأمريكية والتعهدات التي تفرض على أهل سوريا ما هي إلا انتداب أمريكي على غرار اتفاقيات سايكس بيكو، بموافقة وخيانة وتدخل سافر في شؤون سوريا، ومخالفة للقانون الدولي الطاغوتي الذي يرفعون شعاراته.

– إن التنازل عن مشروع الإسلام الراشد لصالح المشروع الغربي الذي تسيطر عليه أمريكا وشركاؤها في الغرب، والمتواطئون معها من حكام المسلمين هو خيانة لله ولرسوله ولدماء المسلمين من أهل سوريا وللتضحيات العظيمة التي بذلوها في سبيل إسقاط حكم أسد ومن ورائه أمريكا، وإن الثـورة لن تكتمل إلا بإسقاط الحكم العلماني ورجالاته في سوريا وإلا فثـورات الأشقاء في العالم العربي ماثلة للعيان من حيث معاناتها واستمرار أحكام الطاغوت فيها والخنوع للكـافر المستعمر، فانتصار الثـورة بالتأكيد لن يكون إلا بتحرير الأمة وإقامة نظام الإسلام والقضاء على المشروع الغربي الذي عانت منه الأمة منذ سقوط دولة الخـلافة.

قال تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

د. خالد الحكيم