حزب التحرير ولاية الأردن

سقط طــاغية الشام… فالحذر الحذر من علمانية فاسدة تسعى إليها أمريكا وأتباعها.

 

المكتب الإعــلامي

 

بيان صحفي

سقط طــاغية الشام…
فالحذر الحذر من علمانية فاسدة تسعى إليها أمريكا وأتباعها

 

     بعد 14 عاماً من التضحيات الكبرى التي قدمها أهل سوريا في ثورتهم المباركة، حيث كانت الأمة الإسلامية طرفاً في الصـراع مع قوى الظــلم والطغيان الكونية الاستعمارية بدءاً بأمريكا وروسيا وكيان يـهود، ومروراً بإيـران وحزبها في لبنان، وتواطؤ الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية، أسقطت هذه الثورة وحاضنتها الشعبية نظام آل أسد الوحـشي الحاقد بعد 54 عاماً من الاستبداد والقتل والتشريد، وعمت الفرحة أهل سوريا، بل عموم البلاد الإسلامية، وأشفت صدور قوم مؤمنين، وذهل أهل الشام وهم يحررون النساء والرجال والأطفال من السجـون الوحـشية.

     لم تنقطع حناجر أهل الشام عن الصدح بصيحات الله أكبر منذ انطلاقة الثـورة عام 2011 وحتى دخولها دمشق محررة لها من براثن حكم أسد والبعـث، فهذه الحاضنة الشعبية كان هدفها تطبيق الإسلام، وليس إسقاط نظام أسد وتدوير الوجوه بوجوه فقط، بل كانت في تضحياتها ومظاهـراتها واشتبـاكاتها مع قوى الظـلم والعـدوان والمتواطئين معها، واضحة تصدح بأنها تريد خـلافة راشدة تنفذ أحكام الإسلام كاملة، وتطرد من الشام كل المتآمرين عليها وعلى الأمة الإسلامية، ففرحتها بالنصـر لن تكتمل إلا بتحقيق هذه الغاية التي انطلقت الثـورة من أجلها.

     حري بهذا الإنجاز العظيم للثـورة أن يكون عبرة للأمة الإسلامية فلا تيأس من العمل للتغيير الجدي لعودة دولتها الإسلامية على منهاج النـبوة، وتبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك، وتتخذها قضية حياة أو مـوت، فهي قد باتت على يقين، من تواطؤ وتخاذل حكام المسلمين جميعا عن نصـرة أهل فلسطين، وتواطؤهم في توفير غطاء شرعي لجرائم الطـاغية بشار، عندما قررت الجامعة العربية استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعاتها بعد غياب 11 عاماً، ودعوة المجـرم أسد للمشاركة بأعمال القمم العربية و(الإسلامية)، ومن مفارقاته العجيبة أنهم لم يستمعوا له وهو يتحدث إليهم بلسان حاله في قمة الرياض الطارئة من أجل غـزة في 11/11/2024م، وقبل أقل من شهر من فراره إلى موسكو، واصفاً اجتماعهم: “أرجو أن نوفق في اتخاذ القرارات الصائبة، كي لا نكون كمن يتحدث مع اللص بلغة القانون ومع المجـرم بلغة الأخلاق ومع السفـاح بلغة الإنسانية، وكي لا تكون النيات الحسنة مرة أخرى منطلقاً وحافزاً للمزيد من المـوت”.

     ولكن أنى لهؤلاء الحكام وأعوانهم من المجـرمين في أجهزتهم الأمـنية أن يتعظوا، وهم يفعلون أفعاله، وهم يظنون أنهم مانعتهم أمريكا وروسيا وأجهزتهم الأمـنية من انتـقام الله؟! ألا يرون سرعة تخلي هؤلاء المستعـمرين الكـفار أعداء الله عن عمـلائهم الأذلاء وكيف يسارعون في رميهم كالكلاب في مزبلة التاريخ، عندما تستدعي مصالحهم التخلي عنهم؟! ألا يعتبرون ويتعظون ممن سبقهم من الحكام؟! أم أنكم ظننتم أنه إن طال زمن مكوثكم على كراسي حكمكم نجيتم من حكم الله ومن بطشه ومن انتقام شعوبكم؟ ولعلكم أجدر من يجب أن يطلع على كيفية انتقام الناس من إرث عائلة أسد المجـرمة، ﴿فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ﴾.

     إن التغيير الحقيقي الذي يسعى له أهل الشام هو التغيير الذي يقصي النظام الساقط بأركانه جميعها من قيمٍ ودستورٍ ورجال، وهو الذي يقطع علاقاته مع كل القوى الاستعـمارية الغربية، ولا يسعى لتكريس الدولة المدنية العلمانية حتى ينال رضا الغرب ويسكت عن حكمه، هو التغيير الذي به تقام الدولة الإسلامية ويوضع نظام الحكم الإسلامي مكان النظام العلماني، هذا هو مطلب أهل الشام، من أجله ثاروا على نظام أسد، لو كانت قوى الثورة المتمكنة هي كما تقول إنها سترضى بما يريده الشعب.

     فالحذر الحذر من أن تنخرط الثـورة في دوامة الحكم الانتقالي لتهيئته للحكم العلماني، أو الملطف باسم الحكم المدني، الذي يتبناه نيابة عن أمريكا أردوغان تركيا، والأنظمة العربية المحيطة التي تعمل لتثبيت كـيان يـهود وتسكت عن بطش بعضها بشعوبها، وليعتبر أهل الثـورة في الشام بما آلت اليه الثـورات التي حققت نصف انتصار فأقصت الوجوه واستبدلت بها وجوها أبقت على عمالتها ودساتيرها العلمانية كمصر وليبيا وتونس واليمن، التي تعيش في أوضاع أسوأ مما كانت عليه من ارتهان للمستعمر الكـافر وحكام عملاء وضنك العيش وتمكين كيان يـهود، الذي لا يزال مستمراً في إبـادة أهل غـزة.

     فإلى الثلة التي اكتوت بظلم النظام الساقط والأنظمة الموجودة في بطـشها، والواعين على ألاعيب أمريكا ومن ورائها أتباعها في تركيا وغيرها من حكام الإذعان والتبعية، أن يعملوا لإسقاط الحلول السياسية العلمانية التي يروج لها بعبارات منمقة معسولة من مثل الحكم المدني الذي لا يختلف عن أنظمة الحكم القائمة في بلاد المسلمين، وأن يتشبثوا بما ثاروا من أجله وهي دولة الخـلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن ينصروا العاملين من أجلها، فهي التي تتوق إليها شعوب الأمة الإسلامية جمعاء.

 

﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور﴾

 

الثلاثاء، 08 جمادى الثانية 1446هـ

2024/12/10م

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن