القمة العربية الإسلامية في الرياض..حكام ماضون على الخيانة والتبعية
لم يجتمع حكام المسلمين في قمة يوماً إلا تأكيداً وتكريساً لخيانتهم لشعوبهم، وإفصاحاً لمن لم يدرك حتى اليوم تبعيتهم للغرب الكافر في سعيه لفرض مشاريعه الاستعمارية الوحشية على الأمة الإسلامية وبلادها.
فقد عجز هؤلاء الشرذمة السفهاء عن استحضار كلمات من قواميس اللغة العربية غير “الإدانة”، ولكن عجزهم اللغوي هذا قادهم إلى إضافة “بأشد العبارات” في البيان الختامي للقمة التي انعقدت بالرياض يوم 11/11/2024م، والتي جاءت بعد عام على “إدانتهم” في قمتهم السابقة للمجازر المستمرة التي يقترفها كيان يهود ضد أهل غزة، والتي لم تسفر إلا عن مزيد من الإبادة الوحشية ودخول لبنان في دائرة العدوان، وهو دليل دامغ أن هذه القمم منذ نشأتها لا يتبعها إلا مزيدٌ من المصائب والتآمر على شعوب المنطقة، وفرض للمشاريع الأمريكية وتمكين كيان يهود والتطبيع معه.
فقد تمخض البيان الختامي لهذ القمة، بزيادة عدد بنوده عن قمة عام 2023م والتي بلغت 38 بنداً إنشائياً لا تساوي الحبر الذي كتبت به، كلها تطالب وتدين وتحذر، وليس من ضمنها بند عملي ذاتي واحد، يبيض بها جزءاً من سواد وجوه حكامها الخانعين، أمام شعوبهم، فجاء في أبرز بنودها:
– الإدانة بأشد العبارات ما يتكشف من جرائم مروعة وصادمة يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية.
– الإدانة الشديدة لعدوان يهود المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه.
– مطالبة النظام الدولي للتحرك بفاعلية لإلزام كيان يهود احترام القانون الدولي.
– بدء العمل على حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة كيان يهود في الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها.
– مطالبة جميع الدول بحظر تصدير أو نقل الأسلحة والذخائر إلى كيان يهود.
– الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
– دعوة الأطراف الدولية الفاعلة لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967م وعاصمتها القدس المحتلة على أساس حل الدولتين، ووفق المرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية للعام 2002م.
فهذا الحشد من حكام المسلمين عربا وعجما وما أسفر عنه مؤتمرهم من بيانات، يؤكد أنهم ماضون في خذلان الأمة وأهل فلسطين وأهل لبنان، فهم يؤكدون بشكل لا لبس فيه على عدم نصرتهم بتحريك جيوشهم، وأنهم مستمرون في الانضواء تحت راية أمريكا وأوروبا في دعم كيان يهود الذي يمدونه بالعتاد والسلاح، وتمكينه من مهمة القضاء على أهل غزة والمقاومة التي هددت وجوده، فهم المخاطبون بالنظام الدولي، وهم المخاطبون بالأمم المتحدة، فالعالم يعلم أن القانون الدولي الذي يقولون إنه يكيل بمعايير مزدوجة ما هو إلا أداة بيد أمريكا والدول الكبرى الطامعة في بلاد المسلمين.
ويكفي أن نورد هنا بعض عبارات من كلمة أحدهم التي لا تختلف عن كلمات الآخرين، فهم لم يتفقوا يوماً إلا على تصفية قضايا المسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين ومشروع وحدة الأمة واستعادة سلطانها المغتصب، والارتماء بأحضان المستعمر الغربي الكافر، فجاء في كلمته هذه العبارات:
– (لم يوقف المجتمع الدولي إسرائيل، فتمادت في تصعيدها على الشعب الفلسطيني). فمن هو المجتمع الدولي غير أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الاستعمارية؟!
– (فكيف لنا أن نخاطب الأجيال في بلادنا؟ كيف لنا أن نبرر لهم الفشل العالمي في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان؟).. بل هو فشلكم وتخاذلكم عن تحريك جيوشكم لنصرة إخوانكم في فلسطين.
– (وكيف يمكن إقناعهم أن القانون الدولي موجود ليحمي كل الشعوب وحقها في الحياة). بل إن هذا محض كذب وافتراء؛ فالقانون الدولي هو قانون الطاغوت قَبَرته أمريكا وكيان يهود منذ زمن بعيد، فلم يبق منه إلا سراب وشماعة وهمية للحكام.
– (لا نريد كلاماً، نريد مواقف جادة وجهوداً ملموسة لإنهاء المأساة، وإنقاذ أهلنا في غزة، وتوفير ما يحتاجون من مساعدات). حقاً لا نريد كلاماً أيها المنافقون.
حقاً إن الأمة الإسلامية لا تريد كلاماً منمقاً خالياً من عبارات العزة والكرامة التي خاطب بها حكامها يوما أعداءها، وتحركوا من فورهم لقتالهم لمجرد تلامس أسماعهم صرخات امرأة تستنجد بالخليفة المعتصم، ومثل جواب هارون الرشيد، إلى نقفور بقوله: “قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه”.
إن المواقف الجادة والجهود الملموسة لإنهاء المأساة التي يتحدثون عنها لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال إلا بمقارعة يهود في قتال جدي يلمسون فيه معدن رجال الأمة الإسلامية، يمسحون فيه كيانهم عن الوجود، ويستعيدون فيه فلسطين كلها.
أيتها الأمة الكريمة… يا أهلنا في الأردن:
هؤلاء حكامنا قد انكشفوا أمامكم وتعرت خيانتهم لكم ولبلادكم، كما انكشف أعوانهم الذين لا يقلون خيانة عنهم، فقد آن الأوان لاستعادة سلطانكم المغتصب، لتقيموا دولة الخلافة التي حافظت على عزتكم وكرامتكم لتستبدلوها بقانون الطاغوت الدولي قانون أمريكا وبريطانيا ومن شايعهما من دول الكفر، دولة الخلافة التي ستسير جيوشها لتحرير المغتصب من بلادكم، والتي ستحاسب قوى الكفر والطغيان عن كل قطرة دم امرئ مسلم أريقت على طريق الخيانة والتبعية، وإن غداً لناظره قريب.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن