خبر وتعليق: أمتهوّكون أنتم؟؟
خبر وتعليق
أمتهوّكون أنتم؟؟
الخبر:
يقول الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة لشبكة CBS NEWS (نطمح للوصول إلى “انتخابات ديموقراطية” تمهيداً لحكم منتخب في المستقبل).
ويقول نقلاً عن صفحة سوريا الآن: (لن نستورد أنظمة جاهزة من التاريخ لا يمكننا تطبيقها في سوريا) 14/9/2025 في جلسة حوارية في معهد الشرق الأوسط في نيويورك، وقال فيها: (إن زيارتي إلى نيويورك هي عنوان عودة سوريا إلى المجتمع الدوليّ).
التعليق:
إلى الجماعات الإسلامية التي تصل للحكم: أمتهوّكون أنتم؟
عن جابر عن النبي ﷺ حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال ﷺ: أمتهوّكون أنتم كما تهوّكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بيضاء نقية، ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي. رواه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان، وهو حديث حسن. وفي رواية أن النبيّ ﷺ غضب حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال: أفي شكّ أنت يا ابن الخطاب؟ ألم آتِ بها بيضاء نقية، لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي.
بعدها قال عمر رضي الله عنه: (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً).
وهنا نقول للجماعات (الإسلامية) التي تصل للحكم وتحكم بغير الإسلام من شرائع الغرب: أمتهوّكون أنتم؟ أمترددون أنتم وقد أتى بها محمد خاتم النبيين بيضاء ناصعة؟ يقول الله تعالى: (وإذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون، وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين، أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله؟ بل أولئك هم الظالمون، إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون، ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون).
كيف تنكلون عن حكم الشرع الحنيف إلى شرعة الديموقراطية التي هي حكم الشعب وأنتم تتلون في كل صلاة: (اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)؟ والمغضوب عليهم والضالون هم اليهود والنصارى، كيف تنكثون عهدكم مع الله وأنتم تتلون (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)؟
يقول الإمام ابن القيم في أعلام الموقعين: (الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حدّه من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله).
وفي الحديث الذي رواه عدي بن حاتم الطائي يقول: (أتيت النبيّ ﷺ وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عديّ؛ اطرح عنك هذا الوثن. وسمعته يقرأ في سورة براءة: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) قال: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئاً استحلّوه، وإذا حرّموا عليهم شيئاً حرّموه)، حديث حسن- صحيح الترمذي.
أمتهوّكون أنتم وتخشونهم وتطمعون برضا اليهود والنصارى وأنتم أتباع خاتم النبيين ﷺ، وترجون بذلك فلاحاً؟ يقول الإمام مالك رحمه الله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
وأخيراً يقول النبيُّ ﷺ في آخر وصاياه في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:
وعظنا رسول الله ﷺ موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
فإلى عز الإسلام ندعوكم، وإلى مجد الخلافة الراشدة على منهاج النبوة نسير معكم لنحقق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
أ. مروان عبيد