خبر وتعليق: يا جـيوش المسلمين متى تغضبون؟
الخبر: رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء يوسف الحنيطي يؤكد خلال استقباله قائد الجـيش اللبناني العماد جوزيف عون، أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وضرورة تكثيف الجهود لتحقيق الأمن والسلم في المنطقة والإقليم (الجزيرة).
التعليق:
من يرى اجتماعات رؤساء أركان الجـيوش في بلاد المسلمين يظن أنهم قد اجتمعوا لإعداد الجـيوش والخطط والعدة والعتاد لإزالة كيـان يـهود -الذي لم يبقي للسلام مكان حسب قول الأنظمة الحامية له- وهو لا يزال يُعْمِل آلة القتـل في أهلنا في غـ زة هاشم وكل فلسطين ولبنان.
فها هو جـيش الاحـتلال لا يزال يقتل الشيوخ والنساء والأطفال ويهدم المسـاجد والمدارس، وأحرق الخيام التي لجأ لها الناس لتحميهم من لظى وحمم القنابل بعد أن تأخر عن واجب نصـرتهم من يمتلك القـ وة والعدة والعتاد، تأخر عن نصـرتهم من بيده الدبـابات والطـائرات والمـدافع وأحدث الأسلـحة، تأخر عن نصـرتهم جـيش الكـ رامة الذي سطر أسمى معاني العزة في معـ ركة الكـرامة حينما رد فصيل من جـيش الأردن الباسل جـيش يـهود وهو يفوقه عدةً وعتاداً عام 1968م، تأخر عن نصرتهم جـيش مصنف من أقوى جـيوش المنطقة، بل هو أقوى من جـيوش أمريكا وأحلافها الذين هربوا جهارا نهارا من أمام بعض المجـاهدين المخلصين في أفغـانستان والعراق وغيرها، بينما جـيش يـهود لا يستطيع مواجهة المجـاهدين المخلصين الذين عرّوه أمام العالم وثبت للصغير قبل الكبير بأن جـ يش يهود ما كان لولا دعم العالم الغربي له وحماية الأنظمة العمـ يلة له فقد ثبت بأنه لا يعدو عن كونه فأرا يصول صولة الأسد.
إن الواجب على الضـباط والجـنود في جـيوش المسلمين أن يكون فعلهم كفعل قدوتهم نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم حين نقضت قريش عهدها مع رسول الله، حيث جـيش المسلمين وفـتح مكة وأدخلها في حمى الإسلام.
روى الطبراني في الكبير والصغير عن ميمونة بنت الحارث، والبزار بسند جيد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وابن أبي شيبة في المصنف عن عكرمة، والبيهقي عن ابن إسحاق، ومحمد بن عمر عن شيوخه أن عمرو بن سالم الخزاعي خرج في أربعين راكبا من خزاعة يستنـصرون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويخبرونه بالذي أصابهم، وما ظاهرت عليهم قريش ومعاونتهم لهم بالرجال، والسـلاح، والكراع، وحضور صفوان بن أمية وعكرمة، ومن حضر من قريش، وأخبروه بالخبر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد بين أظهر الناس، ورأس خزاعة عمرو بن سالم، فلما فرغوا من قصتهم، قام عمرو بن سالم فقال:
يَا رَبِّ إنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدً…حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا
قَدْ كُنْتُمْ وُلْدًا وَكُنَّا وَالِدَا…ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا
فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَصْرًا أَعْتَدَا…وَادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدَا
يَا رَبِّ إنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا…حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا
قَدْ كُنْتُمْ وُلْدًا وَكُنَّا وَالِدَا…ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا
فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَصْرًا أَعْتَدَا…وَادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدَا
فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا…إنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدَا
فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدًا…إنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا
وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُوَكَّدَا…وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ رُصَّدَا
وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتُ أَدْعُو أَحَدَا…وَهُمْ أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا
هُمْ بَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدًا…وَقَتَلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا
وروى أبو يعلى بسند جيد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غضب مما كان من شأن بني كعب غضبا لم أر غضبه منذ زمان. وقال: (لا نصرني الله -تعالى- إن لم أنصر بني كعب).
وروى محمد بن عمر -رحمه الله تعالى- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما سمع ما أصاب خزاعة، قام -وهو يجر رداءه- وهو يقول: (لا نصرت إن لم أنصر بني كعب مما أنصر منه نفسي).
فمتى تغضبون أيها الجـند في جـيوش المسلمين؟! متى بالله عليكم وأعراض المسلمين تنتهك؟! متى تغضبون ومسـاجد الله تدك؟! متى تغضبون وأطفـ ال المسلمين تُحرق؟!
أيها الجـند في بلاد المسلمين ألستم جــند خير أمة أخرجت للناس؟! ألم تغل الدماء في عروقكم وأنتم ترون عدوان يهــود الوحشـي على إخوانكم كل يوم، بل كل ساعة من ليل أو نهار؟! ألم تهزُّكم آيات الله بقتــال الذين أخرجوا إخوانكم من ديارهم ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾؟! ألم تتذكروا ما أعده الله للجــند المـجـاهدين بإحدى الحسنيين ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ﴾؟! ألا تخافون وعيد الله لمن لم ينفر لنصـرة دين الله وأوليائه قال تعالى: (إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؟
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
محمد محمد الأحمد