تصريحات وزير خارجية الأردن في مجلس الامن بتعهد حماية كيان يهود… ظاهرة صوتية خانعة
قاطع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الجمعة، مؤتمرا صحفيا خارج مجلس الأمن الدولي قائلاً: “نحن أعضاء في اللجنة العربية الإسلامية، التي تم تشكيلها من قبل 57 دولة عربية وإسلامية، ويمكنني أن أقول لكم بشكل لا لبس فيه أننا جميعا على استعداد، الآن، لضمان أمن إسرائيل في سياق إنهاء إسرائيل للاحتلال والسماح بقيام الدولة الفلسطينية” وأضاف: “اسأل أي مسؤول إسرائيلي عن خطته للسلام، فلن تحصل على شيء”. وجاء تصريحه كما قال رداً على تصريحات نتنياهو بأن اسرائيل محاطة بهؤلاء الذين يريدون تدميرها، وتابع: “لدينا خطة، وليس لدينا شريك للسلام في إسرائيل، وهناك شريك للسلام في العالم العربي، ولهذا السبب يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك”.
وإزاء هذ التصريحات نبين ما يلي:
أولاً : من المعلوم أن السياسة الخارجية في الأردن مقصورة ومحتكرة على الملك، فهو من يدير السياسة الخارجية لوحده وهو من يعبر عنها فقط ، فلا يوجد أي دور للحكومة نهائيا ووزير الخارجية مجرد مغرد جيد وناقل للرسائل ومبعوث للقاءات حيث يؤمر بذلك، كما لا يوجد دور لمجلس النواب في أي شأن يتعلق بالسياسة الخارجية، وكل ما يصدر عن هذه المؤسسات مجرد تصريحات شكلية مطلوبة منهم ومحددة لهم على ورقة حيث تستدعي ضرورة المناسبة او الحالة السياسية تناغم أجهزة النظام في موقفها كرافعة لتثمين مواقف الملك وخطبه في المحافل الدولية، واحداث حالة وهمية من وجود حالة ديمقراطية من حرية التعبير أمام الانتقادات الإعلامية الدولية وخصوصا التي تقدم مساعدات مادية للأردن.
ثانيا : إن تصريحات النظام في الأردن ما هي إلا ظاهرة صوتية فقط، تناسب المنابر الدولية ذات البرتوكولات الشكلية لما يسمى بالمجتمع الدولي، يكذبها الواقع والممارسات السياسية للنظام، فإطلاق العبارات النارية شكلا ما هي لإرضاء غضب الشارع ومحاولة لامتصاص استنفاره خاصة في ظل الحرب الإجرامية على فلسطين وخاصة غزة لإظهار مواقف بطولية تتغنى بها وسائل الإعلام المحلية وتطبل لها مع التنسيق المسبق مع يهود للسماح لهم ببعض التصريحات الشكلية فقط ولكن وعلى أرض الواقع يستمر النظام بالتعاون والتنسيق المطلق معهم في كافة المجالات والقيام بدوره الوظيفي لحماية كيان يهود والتنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي والممر التجاري لحمايتهم.
ثالثا: إذا كان ما تحدث به وزير الخارجية عن قناعة بعدم وجود شريك للسلام المزعوم -وهو بالأصل محرم شرعا وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين – فلماذا يتشبث النظام باتفاقية وادي عربة اتفاقية الذل والعار؟ ولماذا يدافع عن حل الدولتين الأمريكي الخيالي الذي لم يعد له واقع على الأرض ويرفضه كيان يهود؟ فأي سفاهة وخيانة هذه بالتعهد بحماية كيان يهود إن جنحت أي جهة إسرائيلية للسلام كما يقول، وترضى بإقامه دويلة على ما تبقى من فلسطين منزوعة السلاح فاقدة للسيادة؟ ومن أعطاه الحق ليمثل ويتعهد بموافقة 57 دولة من دول العالم العربي والإسلامي لضمان أمن وسلامة كيان يهود أي لتكون مهمة المحافظة على كيان يهود مهمة جماعية؟ وهم لا يلتقون إلا على الخيانة والتنازل عن أرض الإسلام وتحقيق المشروع الغربي بغرس كيان يهود المسموم في جسد هذه الامة لمهمات عقائديّة واستعمارية.
أليس من الغباء ألا يعلم وزير الخارجية هو والنظام أن كيان يهود على يقين أن كل تعهدات الأنظمة في العالم الإسلامي والعربي بحمايته وهو ما يفعلونه منذ نشأته في الواقع الفعلي، ما هي في نظره الا سراب لا يثق بها، وانهم في نظره يقولون ما لا يستطيعون الوفاء به وخصوصا بعد انكفائه بطوفان الأقصى؟ وهم يعلمون أن أبناء الامة الإسلامية يتربصون الفرص للقضاء عليه وخصوصا أن هذه الأنظمة بالكاد تلتقط أنفاسها في سعيها للمحافظة على عروشها هي؟ وما العملية البطولية التي نفذها الشهيد بإذن الله البطل ماهر الجازي والوفود العارمة التي أمت معان مهنئة ومتعهدة بالسير لنصرة أهل فلسطين، الا مشاهد ترعب كيان يهود وتتغلغل الى عقولهم وقلوبهم ويصدقونها أكثر من تصديقهم لتعهدات أيمن الصفدي ومن ورائه بحمايتهم.
وفي الختام
إن تصريحات وزير خارجية الأردن ما هي إلا جعجعة من دون طحن منزوعة المخالب فاقدة للقيمة والأثر لا قيمة لها ولا أثر لها على أرض الواقع، يرفضها جل أبناء الامة الإسلامية، ولا ينادي بها الا أنظمة التبعية والخنوع في بلاد المسلمين، وهو إنما يربطها بتحرك دولي، والقانون الدولي الذي سبق انه قال أن كيان يهود دفنه ولم يعد له وجود، وهو يعلم أنه مشلول القرار مسلوب الإرادة -إن وجد أصلا – ومنحاز الى جانب أعداء الامة، وهو يعلم أن صياغة وتكوين ما يسمى بالمجتمع الدولي لا قيمة له ولا رأي في ظل صياغة أمريكا لمؤسسات النظام الدولي وهيمنتها عليه لا بل هي مشارك اصيل لكيان يهود في الاحتلال والقتل والدمار والحرب وإمدادهم بالسلاح والعتاد وهي من أطلقت يد كيان يهود للقتل والدمار وإلا فمن تخاطب ؟!
إن قضية فلسطين قضية إسلامية لن يكون حلها على يد خونة العرب ولا بناء على مخططات خيانية دولية تحفظ للغرب وجوده ومصالحه، بل إن حلها لن يكون إلا بأيد متوضأه قبلتها الإسلام العظيم لا لندن ولا واشنطن وإن غدا لناظره قريب قال تعالى:
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)