حزب التحرير ولاية الأردن

خبر وتعليق: الخمر محرمة كالمخدرات

بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

الخمر محرمة كالمخدرات

 

الخبر:

ارتفعت حصيلة الوفيات الناتجة عن حالات التسمم جراء تناول كحول ملوث بمادة الميثانول إلى 9 حالات، فيما بلغت أعداد المصابين 17 حالة، وفق ما أعلنت مديرية الأمن العام، اليوم الاثنين. (أخبار الأردن).

 

التعليق:

أولاً: إن حرمة تحريم الخمر معلومة من الدين بالضرورة ولا تحتاج لبيان ولا أدلة، ولكن نذكر بعضها من باب التأكيد على هذه الثوابت، قال تعالى سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

وقال ﷺ: “كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إنَّ علَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَن يَشْرَبُ المُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِن طِينَةِ الخَبَالِ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وَما طِينَةُ الخَبَالِ؟ قالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ” رواه مسلم.

 

ثانيا: لقد بيّن العلماء في أصول الفقه مقاصد الشريعة ومنها حفظ العقل حيث حرم الإسلام كل ما يؤثر على العقل لما للعقل من مكانة كبرى في طريق الإيمان وكونه مناطا للتكليف في الاحكام الشرعية.

قال الشاطبي مبينا هذه الضروريات ووجه الاستدلال عليها: فقد اتفقت الأمة -بل سائر الملل- على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس، وهي: الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل، وعلمها عند الأمة كالضروري، ولم يثبت لنا ذلك بدليل معين، ولا شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه، بل علمت ملاءمتها للشريعة بمجموع أدلة لا تنحصر في باب واحد، ولو استندت إلى شيء معين لوجب عادة تعيينه. انتهى.

 

ثالثاً: إن النظام يدعي في دستوره أن دين الدولة الإسلام، فأين هو من تلك المحرمات والجرائم؟ ولماذا يمنع المخدرات ويحاكم عليها؟ في الوقت الذي يسمح بالخمور بيعاً وشراء وتداولاً ولا عقوبة عليها، مع أن الخمر صنو المخدرات في الحرمة والتأثير! فعن أم سلمة قالت: (نهى رسول الله ﷺ عن كل مسكر ومفتر).

ورحم الله أبا بكر الصديق الذي قاتل بين من فرق بين الزكاة والصلاة، فالإسلام كلٌ لا يتجزأ، لا فرق بين أحكامه وتشريعاته كلها، مع أن سماحه -أي النظام- للخمور ومنعه للمخدرات تقليد للغرب الكافر في أوروبا مع أن كليهما يذهب العقل، ومع أن خطورة الخمر في بعض الجوانب أشد من خطورة المخدرات حيث تبقى بعض الحواس والأعضاء تعمل وتبطش وتسرق وتقتل.

إن من العجب أن يأتي كلام مدير عام الغذاء والدواء (نراقب باستمرار ونفحص بشكل دوري عينات من المصانع للتأكد من خلو المشروبات الكحولية من مواد دخيلة) وكأن المشكلة في جودة المنتج وخلوه من مواد دخيله متناسياً أن الخمر محرم لذاته ونجس.

 

رابعاً: إن الله تعالى هو المشرع وله الحكم وحده وليس لقانون وضعي مجرم أو لمجلس يشرع من دون الله، فيمنعون الخمر في نهار رمضان ويبيحونها في غيره!

 

وختاما: إن ضنك العيش الذي تعيشه الأمة هو نتيجة حتمية لترك شرع الله والتحاكم لشرعة الكفر، قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) فضلا عما شرعه الله تعالى من نظام للعقوبات وإقامة الحدود والقصاص، فأين النظام من هذه الأحكام ومن نظام العقوبات؟

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

أ‌. مروان عبيد (أبو عبد الرحمن)