حزب التحرير ولاية الأردن

خبر وتعليق: التشريع اعتداء على حق الله

بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

التشريع اعتداء على حق الله

 

     الخبر: أثير جدل واسع في مجلس النواب الأردني، بعد التصويت بالأغلبية على عدم إضافة عبارة “مع مراعاة الشريعة الإسلامية” خلال نقاش حول قانون اللجنة الوطنية لشؤون المرأة.

    التعليق:

    أولاً: إن من أبرز أعمال البرلمان في الدول هو التشريع سواء قاموا هم بالتشريع بأنفسهم أو قدمت لهم الحكومة أو لجان مختصة تشريعاً، ويكون دور مجلس النواب هو التصويت عليه، فالتشريع في المجالس النيابية يشمل وضع مشروع معين أو إقراره، وغالبا ما يكون دور مجلس النواب في دول العالم الثالث هو التصويت على مشاريع معينة مقدمة من الحكومات وهذا ما يحدث في الأردن، فقد قدمت الحكومة عدة مشاريع سواء ما تعلق منها بالمرأة، الأراضي، الضريبة….. ويكون دور مجلس النواب هو مناقشة المشروع سواء كانت النتيجة رد المشروع أو قبوله أو الاعتراض على بعض مواده بالحذف أو الإضافة، والتشريع هو أساس عمل المجلس التشريعي وأبرز ما فيه، ولذا سمي بالمجلس التشريعي أو السلطة التشريعية.

    ثانيا: إن التشريع في الإسلام لله تعالى وحده وهذا الحكم قطعي في ثبوته ودلالته وليس محلا للأخذ والرد والنقاش، قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا﴾.

    ومجلس النواب اتخذ من نفسه إلهاً من دون الله تعالى سواء مَن وضع التشريع أو أقره، وهذا الأمر من أعظم الذنوب والكبائر واعتداء على حق الله في التشريع.

    أما موقف بعض النواب الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً – وبئس صنيعهم – أن إضافة كلمة (مراعاة الشريعة الإسلامية) تخرجهم من هذا الإثم العظيم فنقول لهم: هذا أيضا مشاركة منكم في التشريع، مع الانتباه لخطورة تعبيرهم وهو (مراعاة الشريعة) وليس وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية، والمراعاة كلمة فضفاضة وخطيرة جدا.

    إن أحكام الله تعالى لا تخضع للتصويت والأخذ والرد والتعقيب، فالله تعالى يقول: ﴿وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾ وأحكام الله ليست محلاً للتصويت بالرد والقبول والإضافة، لأنه تعالى حدد موقف المؤمنين بالإذعان التام وليس عرضه على البشر لقبوله أو تعديله أو رفضه، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

    ثالثاً: إن وجود مجلس النواب في الأردن أمر مهم جداً للنظام؛ فهو ليس ديكوراً كما يظن البعض بل هو ركن مهم وأساسي في الحكم، يمتطيه النظام ويحمله وزر قوانينه وتشريعاته واتفاقياته الخيانية كما في العلاقة مع اليـهود (وادي عربة)، ويحرص النظام على وجود بعض المشايخ في المجالس لإعطاء صبغة شرعية له أولاً، ثم وللقوانين والتشريعات والعلاقات مع دول الكـفر وخاصة المحتلة لبلاد المسلمين وهذا الأمر يحملهم كافة الآثام عند الله وعند الأمة.

    وأخيرا: إن فساد النظام في الأردن ظاهر لكل ذي عينين وهذا الفساد في كافة مؤسساته وسلطاته، وقد أورث الناس الذل ومرارة العيش، فلم يكتف بتعاونه مع كـيان يـهود واعترافه بهم وحماية سفارته على أرض الحشد والرباط، ولم يكتفِ بتشريع كافة القوانين المناقضة لعقيدة الأمة وأحكام ربها، ولم يكتف بظلم الناس من خلال تشريع القوانين الظالمة والتي تعتدي على حقوق الناس وأموالهم بل وصل الأمر به أن يطال أعراض الناس وأحكام المرأة، ولن يقف عند هذا الأمر بل سيعقبه قوانين وتشريعات وإجراءات ومواقف أشد في محاربة أحكام الإسلام والاعتداء على حقوق الناس.

    إن واجب الأمة اليوم هو محاسبة النظام والأخذ على يديه والعمل مع المخلصين لإقامة حكم الله في الأرض فهي ترى استماتته في الدفاع عن كـيان يـهود واعتقال الشرفاء والاعتداء عليهم لأجل مطالبتهم بتحريك الجـيوش نصـرة لإخوانهم في فلسطين.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ..

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

الأستاذ نادر محمد