خبران وتعليق: قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر الأول: عمّم وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة على مدراء الأوقاف بالمملكة والأئمة والخطباء، إقامة صلاة الاستسقاء، بعد صلاة الجمعة، وحث الخلايلة على الإكثار من الأعمال الصالحة، مثل الاستغفار، والتوبة، وتقديم الصدقات، والصيام، ورد المظالم إلى أصحابها، وصلة الأرحام، تعزيزًا للقيم النبيلة.
وفي خبر آخر قال مدير جمعية البنوك الأردنية، ماهر المحروق اليوم: إن موجودات البنوك الأردنية 70 مليار دينار، وأضاف المحروق ” أن حجم الودائع لدى البنوك وصل إلى 45 مليار دينار”. وبحسب المحروق؛ وصل حجم التسهيلات المقدمة من البنوك الأردنية إلى 35 مليار دينار، وقال إنّ الدراسات والتوقعات تشير إلى استمرار انخفاض أسعار الفائدة العام المقبل.
التعليق:
من المفارقات العجيبة أن يطلب وزير الأوقاف، من أهل الأردن أن يقيموا صلاة الاستسقاء ويحثهم على الاستغفار والتوبة، وبالوقت نفسه يعلن النظام ويلوذ وزير الأوقاف وعلماء السلاطين بالصمت، عن الربا والبنوك الربوية وهو بمثابة إعلان الحـرب على الله ورسوله ولا يتعظ هو ولا نظامه الذي لا يقيم لشرع الله وزنا لا في الحكم ولا في أحكام الله الشرعية، ولا يتوبون عن المعاصي والفحش والخنوع والتبعية، ونطلب من الله تعالى ونصلي له أن يسقينا الغيث، ونصلي صلاة الاستسقاء.
فأين هم من نظام يعلن الحـرب على الله جهارا بالربا، قال تعالى: ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ) وهو حرام حرمة شديدة جدًا لقوله سبحانه (وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ)، ثم يطلبون من الله أن يمطرهم؟ وهم يوردون أهل الأردن موارد الهلاك في معصية الله، علاوة على كنز المال وتكديسه في البنوك الربوية بدل من ضخه في المشاريع الاقتصادية لتدور عجلة البيع الحلال وتقضي على البطالة والفقر، وعلاوة على تسهيل الائتمان الحرام، تقوم البنوك في المحصلة بالاستيلاء على الأموال الحرام لسبب عجز الأفراد والشركات الذين ضللهم النظام الرأسمالي العلماني وأحجم عن بيان حرمته سلاطين النظام، التي أوصلت البلاد الى مديونيات ربوية تعجيزية كان آخرها ديون بثلاثة مليارات ونصف هذا العام.
أين هم عن نصـرة أهل غـزة إخواننا في الدين الذين يبادون منذ أكثر من 15 شهرا، ولا نمدهم بنصرة يرضاها الله ورسوله والله تعالى يقول: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)، بل ونمد على مرأى المسلمين وسمعهم يـهود الأعداء بأسباب التمكين والبقاء ولا نرعى جوعهم وتشريدهم علاوة على استشهادهم وجراحهم؟
أين هم عن الحكم بما أنزل الله في نظام الحكم وكل أنظمة المجتمع والله تعالى يقول في محكم التنزيل: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)؟ وهم يتحالفون مع الكـ افر المستعمر، في حربه على الإسلام وعقيدته وقيمه بحجة الحـرب على الإرهـاب، وهم الذين يروجون من خلال رجال النظام بأن الخطر هو من الإسلام وأحكام الإسلام.
كان الأولى بوزير الأوقاف أن يبدأ بنفسه ويحث النظام ورجاله على الاستغفار والتوبة من المعاصي والذنوب وترويج الفساد التي يرتكبها بحق أهل الأردن والمسلمين، عملا بقوله تعالى ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ﴾، وأن يحثهم على تطبيق شرع الله وينتهوا عن تبعيتهم للكـافر المستعمر، وأن يقفوا الى جانب سندهم الطبيعي، لعل الله يستجيب لنا أن أخلصنا له الدين وأطعناه فيما أمر، فالظلم مرتعه وخيم، وأنظمة الظلم والاستبداد ساقطة لا محاله، ولعل الله في قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾، يستجيب لنا.
جاء في الحديث، “أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا. ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أُخذوا بالسِّنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم. ولم يَمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم“.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراَ فأرسل السماء علينا مدرارا.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
د. خالد الحكيم