حزب التحرير ولاية الأردن

القضية الفلسطينية في عهد ترامب

الخبر:

لاحظ الجميع أن الناطقين باسم الحكومة الأردنية، لم يصدر عنهم أي تعليق لا على قرار مجلس الوزراء (الإسـرائيلي) المعلن بقرب تنفيذ خطة ضم الضفة الغربية، ولا على قرار «الصديق» الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تعيين سفير له في تل أبيب من الطراز الذي يؤمن علناً بـ «يـ هودا والسامرة» لا بل يصرح السفير مايك هاكابي بذلك مجدداً بعد أقل من 24 ساعة على إعلان ترامب نيته اعتماده سفيراً في الكـ يان (الإسـرائيلي).

لسبب غامض حتى الآن على الأقل، لم يصدر بيان في المسألة من وزارة الخارجية الأردنية. ولسبب أكثر غموضاً، تجنبت أذرع الإعلام الرسمي الأردنية الاشتباك مع هذا التطور الدراماتيكي. القدس العربي

التعليق:

لقد سبق لترامب أن قال: (عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط، أجد (إسرائيل) بقعة صغيرة جداً. في الحقيقة، قلت هل من طريقة للحصول على المزيد من المساحات؟ إنها صغيرة جد) جريدة الرؤية /مسقط

وكذلك قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: (اعتبر 2025 هي سنة السيطرة (الإسـرائيلية) على الضفة الغربية ثم إلى وجود قانون يمنع إقامة دولة فلسطينية)، لكنه اعتبر أن انتخاب ترامب فرصة لبسط السيادة (الإسـرائيلية) على الضفة.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة (إسرائيل اليوم): في الولاية السابقة خطط ترامب للإعلان عن السيادة في جزء من الضفة في إطار صفقة القرن، والآن في ضوء تركيبة إدارته الجديدة التقدير هو أنه لن يعارض إحلال السيادة”.

وقد نصت الصفقة سابقا على ترتيبات وتنازلات منها إعلان سيطرة كـ يان يـ هود على 30‎%‎ من أراضي الضفة الغربية ضمن المناطق التي تعرف باسم “ج” وهي جميع المستوطنات والتي تقدر بـ 100 مستوطنة بالإضافة إلى غور الأردن، وستبقى مدينة القدس موحدة تحت السيادة (الإسـرائيلية).

ومعلوم مدى علاقة كـ يان يـ هود بالولايات المتحدة خاصة الجمهوريين الذين يعتقدون بعقيدة المسيحية الصهيونية فقد حصد ترامب في انتخابات 2016 مثلا 81‎%‎ من أصوات الناخبين الإنجيليين حسب استطلاعات مركز” بيو” الأمريكي، ويكثر ترامب من التصريحات التي تلامس عقيدة هؤلاء، وأضرب مثلا من كتاب مارتن لوثر (عيسى ولد يـهوديا) قال فيه: (إن اليـ هود هم أبناء الله، وإن المسيحيين هم الغرباء الذين عليهم أن يرضوا بأن يكونوا كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات مائدة الأسياد).

والمذهب البروتستانتي هو المذهب الذي يدين به اليوم غالبية الأمريكيين الذي يرتكز في أسسه على جملة من القضايا منها ربط الإيمان المسيحي بعودة السيد المسيح بقيام دولة يـ هود، واحتلال الجانب الشرقي من القدس و(بناء هيكل سليمان) حتى يظهر المسيح حسب عقيدتهم.

ولعل سائلا يسأل، هل أصبحت أمريكا العلمانية والدولة الأولى المسيّر لها في علاقاتها هو الدين؟

وللإجابة على ذلك:

أولاً: صحيح أن أمريكا دولة علمانية، ولكن الملاحظ كذلك ضمور العلمانية عالمياً وبدء الحديث عن عودة الدين للعلاقات الدولية كذلك.

ثانيا: لا شك ان العلاقة مع منطقة الشرق الأوسط وبناء الاستراتيجيات والاحتلال ووضعها في سلّم الأولويات الأمريكية كان لعدة عوامل واعتبارات ومن أهم هذه العوامل الإسلام والموقع والثروات.

ثالثا: من الأهمية في عملية الانتخابات مخاطبة الناس من خلال عقيدتهم لما له من أثر كبير في نجاح صاحب تلك الشـ عارات فهي عامل رئيسي ومهم في نجاح الأحـ زاب والشخصيات، ففي الهند مثلا استطاع مودي النجاح من خلال عقيدة عبادة البقر وإبعاد الحـ ـزب العلماني العريق حـزب المؤتمر.

وأخيرا: يبدو أن مرحلة ترامب القادمة ستشـهد أياماً صعبة جدا على القضية الفلسطينية ولعل يـ هود ينتزعون منه اعترافات جديدة والسيطرة على مناطق جديدة لتقليل مساحة ما يسمى الدولة الفلسطينية منزوعة السيادة والسـ لاح أشبه ما تكون حكم ذاتي تحت السيطرة (الإسـرائيلية).

أما بالنسبة لموقف النظام الأردني؛

فتبعا لهذه التصريحات يلوذ النظام في الأردن والإعلام الرسمي بالصمت، عدا بعض تحذيرات من رجال النظام السابقين كطاهر المصري، ومروان المعشر، بعودة ملامح صفقة القرن بضم الضفة الغربية وحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وبالتالي القضاء على مشروع حل الدولتين الذي يتشدق به النظام ووزير خارجيته، أم هو الإذعان للأمر الواقع الذي تفرضه إدارة ترامب، مقابل بقاء النظام في كرسي الحكم؟!

ولعل هذا سبب تكليف رئيس الحكومة الجديد فقد ورد في خبر على موقع (وطنا اليوم) “يبدو أن رئيس الوزراء الجديد، خريج جامعة هارفارد، والمتمتع بعلاقات قوية مع المؤسسة الأميركية، اكتسبها خلال عمله في السفارة الأردنية في واشنطن، مؤهل بشكل كبير للتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة”.

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

الأستاذ عبد الحكيم عبد الله