حزب التحرير ولاية الأردن

خبر وتعليق: “قد بدت البغضاء من أفواههم”

خبر وتعليق

“قد بدت البغضاء من أفواههم”

 

الخبر:

 

في 20 ديسمبر 2025، ألقت مديرة الاستخبارات الوطنية، “تولسي غابارد”، كلمةً في مهرجان أمريكا الذي نظمته منظمة “ترنينج بوينت يو إس إيه” في فينيكس، أريزونا. فيما يلي نص بعض ما جاء في كلمتها:

“لكن هذه الأيديولوجية الإسلامية تشكل تهديداً مباشراً لحريتنا؛ لأنها في جوهرها أيديولوجية سياسية تسعى إلى إنشاء خلافة عالمية تحكمنا هنا في أمريكا، مما يهدد الحضارة الغربية، والحكم بالشريعة الإسلامية، والحكم بما يسمونه مبادئهم الإسلامية.”

التعليق:

(…قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) [آل عمران: 118].

هذه هي حقيقة التحالفات التي تقيمها أمريكا مع الأنظمة في منطقتنا لمكافحة ما تسميه “الإرهاب”، وهو في حقيقته -كما يصرحون- (الإسلام). وهذا يفسر وجود هذا العدد الكبير من القواعد العسكرية في بلادنا، بالإضافة إلى دعمهم لكيان يهود المجرم في فلسطين.

وهم يدركون أن المسلمين عندما يُحكّمون الشريعة، فإنهم لن يقفوا عند حدود بلادهم، بل سينشرون الهدى في الدنيا كلّها، بما فيها أمريكا!

عن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر”. وكان تميم الداري يقول: “قد عرفت ذلك في أهل بيتي؛ لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية”. [رواه أحمد في مسنده – صحيح].

إن هذا المنطق هو عين منطق الطاغية فرعون، الذي كان يقتل الأطفال لمنع مجيء من يخلص العباد من ظلمه وفساده! (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) [غافر: 26]. (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) [غافر: 29].

أيها المسلمون: إن هذه المحاولات الغربية لتشويه دينكم ما هي إلا سعيٌ بائس لحجب شمس الحقيقة، لكن الله ناصر دينه ومتم نوره مهما اشتد العداء، قال تعالى:(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كرهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 32-33].

إن الذي يخشى منه الكفر هو الذي ينجيكم في الدنيا والآخرة؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، يعزُّ بها المسلمون، وتُفتح بها أبواب الهداية للعالمين.

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55].

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

أ. مروان عبيد