خبر وتعليق: العمليات الجهادية والحدود
خبر وتعليق
العمليات الجهادية والحدود
الخبر:
وصفت مصادر أردنية رسمية مطلعة على التفاصيل والحيثيات بأن الجانب الإسرائيلي بدأ يطبق قواعد عمل مربكة جدا على الجسور والمعابر الاردنية وخصوصا على جسر الكرامة في منطقة الأغوار الوسطى حيث نفذت عملية استشهادية قبل أكثر من ثلاثة أسابيع بتوقيع سائق الشاحنة الأردني الشهيد عبد المطلب القيسي. )راي اليوم(
التعليق:
لقد كانت ولا زالت حماية حدود كيان يهود تقع على عاتق الجانب الأردني، وتتقاسم الأردن وكيان يهود حدوداً يبلغ طولها 335 كيلومتراً، منها 97 كيلومتراً مع الضفة الغربية.
وكانت هذه المهمة هي الوظيفة الأساسية للنظام في الأردن، ولهذا أُنشئ. ولكن هناك متغيرات فرضت نفسها على واقع العلاقة مع الكيان، جعلت من الاعتماد على الأردن محل نظر ومراجعة. ولم يعد كيان يهود يأمن على الحدود الشرقية، ولهذا نشر هذا الكيان “فرقة جلعاد” في منطقة الأغوار، حيث ذكرت الأخبار ما يلي:
(قال الجيش الإسرائيلي: إنه نشر على الحدود الشرقية مع الأردن الفرقة 96 التي أنهى تشكيلها حديثاً.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيانه، أنه أتم تشكيل الفرقة 96 مع بدء الحرب مع إيران في 13 يونيو/حزيران الجاري، “لتعزيز ومضاعفة عدد القوات المنتشرة على الحدود الشرقية في مختلف مهام الحماية”.
وذكر أن الفرقة، التي ستتشكل من 5 ألوية من صفوف الاحتياط تدريجياً، تدربت الخميس الماضي “على سيناريوهات طوارئ وتقديم استجابة سريعة للأحداث الطارئة، مع رفع جاهزية الفرقة للقتال”). الجزيرة
ولا يتوقف نشر هذه الفرقة على مطامع كيان يهود بما يسمى”إسرائيل الكبرى” ومحاولة الاعتداء على بعض الدول المجاورة واحتلال أرضها، بل يتعلق أيضاً بعدم ثقة الكيان بقدرة النظام في الأردن على تأمين الحدود كما كان في السابق.
فمثلاً، نُقلت في تصريحات على موقع «واللا» عبارة أن «الحدود مكشوفة والسياج مهترئ»، وأن «خطر تسلل مسلحين أصبح وشيكاً».
وقال مصدر عسكري إنه «على الرغم من التعاون الاستثنائي مع الجيش الأردني، لكن الخطر يقترب». وأضاف: «الافتراض العملي هو أن الجميع سيكون أمام اختبار هجوم كبير قريباً».
إن التغييرات الأخيرة في المنطقة بعد ما سُمِّي الربيع العربي قد فرضت واقعاً جديداً، خاصة بعد السابع من أكتوبر، حيث شُنّت الحرب البربرية التي يقوم بها كيان يهود ضد إخوتنا في غزة وكل فلسطين. هذه الحرب بدورها ألهبت مشاعر ومفاهيم الأمة، وأعادت لها روح الجهاد والاستشهاد، وتحركت نحو الحدود مُدوّيةً بـ “حي على الجهاد وافتحوا الحدود…”. ولولا وجود الأنظمة العميلة التي تمنع تحريك الجيوش، وتمنع كذلك تحرك الأمة، لكان للأمة كلمة الفصل.
وختاماً: إن المواقف البطولية التي يقوم بها أفراد الأمة برغم التحديات والصعوبات من هذه الأنظمة، لتدل على حيوية وحياة هذه الأمة، وأن العداء مع الكيان عداء وجودي لا حدودي. فمن عملية القيسي إلى الجازي ومن سبقوهم بإحسان، لا تزال الأمة تشعل فتيل الجهاد، وهي على علم ويقين بمشروعية الجهاد مهما جرّمَتْهُ القوانين الوضعية، ومهما وضعت الأنظمة من قوانين وعقبات، فلن يزيد الأمة إلا ثباتاً وإصراراً.
يقول ابن تيمية رحمه الله: “وأما قتالُ الدفع، فهو أشدُّ أنواعِ دفعِ الصائلِ عن الحرمةِ والدين؛ فواجبٌ إجماعاً. فالعدوُّ الصائلُ الذي يُفسدُ الدينَ والدنيا لا شيءَ أوجب بعدَ الإيمان من دفعِه، فلا يُشترطُ له شرط، بل يُدفعُ بحسبِ الإمكان”. (الفتاوى الكبرى 5/ 538).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
عبد الحكيم عبد الله