خبر وتعليق: في رمضان الخير يتم التخطيط للرقص والمجون من خلال مهرجان جرش
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
13 آذار (بترا)- قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، إن مهرجان جرش للثقافة والفنون يعد من أهم العناوين الثقافية الوطنية والعالمية، ويحظى بالرعاية الملكية السامية… وبين الرواشدة خلال ترأسه الاجتماع الأول للجنة العليا للمهرجان الذي عقد اليوم الخميس في المركز الثقافي الملكي بعمان، أن المهرجان في دورته التاسعة والثلاثين سينطلق تحت شعار “هنا الأردن… ومجده مستمر”، وسيركز على المفردات الوطنية والتراثية الأصيلة وإبراز المثقف والفنان الأردني الذي ستكون مشاركته كبيرة. وتابع وزير الثقافية، أن المهرجان سيركز كذلك، على الترويج للمكان الأردني، لافتاً إلى أن المهرجان الذي من أهدافه توزيع مكتسبات التنمية على المحافظات، سيقدم برامجه الثقافية والفنية في مدن إربد والطفيلة والكرك ومعان ومادبا والمفرق والسلط والزرقاء والعقبة وعجلون بموازاة ما يقدم في المدينة العتيقة جرش….
التعليق:
في الوقت الذي يتفيأ العالم الإسلامي نفحات شهر رمضان المبارك ويتسابق المسلمون للتوبة وطلب الرحمة والمغفرة من الله تعالى، في شهر صُفدت فيه شياطين الجن، وغلقت أبواب النار وفتحت أبواب الجنة، يتسابق شياطين الإنس في التخطيط والترويج لمهرجان ملفوظ من قبل أهل الأردن، لما فيه من مجون وفحش ورذيلة، يُروج لها برعاية رسمية من النظام وأزلامه ويدعون له، بل وصل الأمر بهم بوضع برنامج يشمل تقديم فقرات منه في عدة مدن، ليمعنوا في جر الشباب للهو والفحش، ليسلخوا أبناءنا عن هويتهم الإسلامية، ويشوهوا مفاهيمهم عن القدوات التي يجب أن يقتدوا بها.
إن النظام بأفعاله هذه ليثبت لمن له سمع وبصر بأنه يحارب هوية الأمة وعقيدتها صباح مساء، بل ويعمل على بث كل مفاهيم الضلال والكفر بين أبناء الأمة. فها هو بعد أن عبث في مناهج التعليم يعمل على تقديم النجاح والشهرة للشباب الذين ينخرطوا ضمن هذه المنظومة فيبعدونهم عن هويتهم وعن قضاياهم المصيرة.
إنه لمن المؤلم أن يدعوا النظام من خلال وزرائه وأجهزته إلى مثل هذه المهرجانات، وشيوخ الأوقاف والإفتاء في الأردن لا تسمع لهم همسا في انكار مثل هذه الدعوات- إلا من رحم الله-، فكيف نستغرب مثل هذا السكوت، وقد سكتوا عما هو أعظم جرما ألا وهو السكوت على عدم الحكم بما أنزل الله، وعدم قولهم الحق فيما يحدث لأهلنا في فلسطين على يد أرذل خلق الله ويكتفوا بالدعاء لهم والدعوة للتبرع للمنكوبين من أهل فلسطين، دون أن يجرؤوا على حث جيش الكرامة أن يتحرك لنصرة إخوانهم في العقيدة والدين، ويطهروا مقدسات الأمة من رجس المحتلين.
إن هذا النظام ينطبق عليه قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)) سورة النور، فهيهات هيهات يا أهل الأردن في انكار هذا المنكر، والعمل على منعه والعمل على إزالته، وتغيير هذا الواقع الذي يرسخ مفاهيم الرذيلة وإبعاد مفاهيم الإسلام وإقصائه عن واقع الحياة. وتذكروا قول الله تعالى مخاطبا المسلمين في سورة هود: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113)) فإن أنتم رضيتم بهذه الأفعال، ولم تنهوا عن المنكر، وتأمرون بالمعروف، فمصيركم والعياذ بالله كمصير بني إسرائيل، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)) المائدة. ورد في تفسير هذه الآية عند السعدي ” أي: كانوا يفعلون المنكر، ولا ينهى بعضهم بعضا، فيشترك بذلك المباشر، وغيره الذي سكت عن النهي عن المنكر مع قدرته على ذلك. وذلك يدل على تهاونهم بأمر الله، وأن معصيته خفيفة عليهم، فلو كان لديهم تعظيم لربهم لغاروا لمحارمه، وغضبوا لغضبه، وإنما كان السكوت عن المنكر -مع القدرة- موجبا للعقوبة، لما فيه من المفاسد العظيمة”، اخرج أبو داود عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: “إِنَّ أَوَّلَ مَا دخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّه كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هَذَا، اتَّقِ اللَّه وَدَعْ مَا تَصْنَعُ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ، ثُم يَلْقَاهُ مِن الْغَدِ وَهُو عَلَى حالِهِ، فَلا يَمْنَعُه ذلِك أَنْ يكُونَ أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ”، ثُمَّ قَالَ: قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)) المائدة، ثم قال: ” كَلَّا، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، ولَتَأْطرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، ولَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ ليَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ” رواه أَبُو داود والترمذي، ومعنى لتأطرنه لتردنه.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)) النور.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
الأستاذ محمد أحمد