حزب التحرير ولاية الأردن

تعليق صحفي: هذه أموالكم أيها المسلمون يدفعها حكامكم الرويبضات لترامب عدوكم الأرعن لإبقائهم جاثمين على صدوركم

بسم الله الرحمن الرحيم 

تعليق صحفي

هذه أموالكم أيها المسلمون يدفعها حكامكم الرويبضات

لترامب عدوكم الأرعن لإبقائهم جاثمين على صدوركم

 

لربما طال الزمن الذي أقصي فيه الإسلام عن الحكم منذ سقوط دولته قبل أكثر من قرن، حتى أصبحت أحكام الإسلام الشرعية مبهمة عن جل المسلمين بل عن علمائهم، إما جهلا أو تواطؤا، أو أنها أصبحت من الغرابة أن يتقبلوها ويعملوا لتطبيقها وكأنها معجزات، أو مستحيلات والله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها.

 

فعندما يستنصركم إخوانكم المسلمون من أهل غزة، كان الواجب الشرعي يقتضي نصرتهم عمليا في حرب الإبادة الوحشية لليهود بدعم أمريكا وكل قوى الكفر والعصيان، لأن الله أوجب ذلك على المسلمين وخاصة أهل القوة في بلاد المسلمين أي جيوشها وقواتها وأسلحتها لأنهم المعنيون في قول الله عز وجل: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)، ولكن يمر عشرون شهرا على أهل غزة وهم يبادون بالقصف والصواريخ والحرق والجوع والغارات الهمجية، والجيوش رابضة في ثكناتها، كبّلها حكامكم بذريعة الحكمة والأمن والأمان، وأنتم تعلمون أنها الخيانة والخذلان وطاعة لأعدائكم فهم لا يخشون إلا على حكمهم وزواله.

 

ثم لم يكتف حكام العار والذلة والتبعية والامداد للمستعمر الكافر الأمريكي المنخرط بالحرب فعلا مع إخواننا في بلاد المسلمين، في غزة وفلسطين ومن قبلها حواضر العراق وأفغانستان والشام واليمن، فسارع حكام الخليج بالاغداق على رأس الكفر ترامب بأموال المسلمين العامة في مشاهد يندى لها جبين كل مسلم للانحطاط والذل الذي وصل اليه هؤلاء الرويبضات وهم يقدمون أموال المسلمين وثرواتهم وهم يظنون أنهم باتوا في حمايته من غضب وغليان الأمة وباتوا يظنون أنهم بِغطاء من أمريكا يمنعون سقوطهم إلى مزابل التاريخ؛ قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).

 

فليعلم المسلمون أن هذه الأموال التي يبعثرها حكام العرب والمسلمين هي أموال المسلمين وهي ليست ملك الحكام ولا ملك دولهم المصطنعة، وهي من الملكيات العامة، حيث قال ﷺ: “الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْكَلَأ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ” والذي جعل هذه الأشياء ملكية عامة إنما هو حاجة الناس جميعا إليها، فهي من مرافق الجماعة التي تباشر إدارتها الدولة لتمكين الناس من الاستفادة الفعلية من ريعها، وذلك حسب الأحكام الشرعية المتعلقة بالنظام الاقتصادي في الإسلام، وليست ملك الدولة والحكام يتصرفون بها لإشباع أهوائهم ورغباتهم.

 

لقد بات من المعلوم لكل ذي عينين أن الحال الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية اليوم سببه غياب الإمام الذي يوحد المسلمين في دولة الخلافة ويطبق عليهم أحكام الإسلام الشرعية والذي يضع تنفيذ أوامر الله ونواهيه نصب عينيه، فالخيار أمام المسلمين هو إما حكم الله وإما حكم الطواغيت خونة العرب والمسلمين ومن لف لفيفهم، الذين يجب على الأمة أن تدرك أن لا خلاص لهم من إفسادهم وخضوعهم، وتمكين كيان يهود وتغلغل نفوذ أمريكا ما داموا في مناصبهم، وليحذر الملأ الذين يوالون هؤلاء الحكام ويزينون أعمالهم وهم شرذمة قليلة أن يصيبهم ما أصاب قوم نوح، قال تعالى: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)، فاليقين أن وعد الله لعباده المؤمنين بالاستخلاف والتمكين قادم لا محالة، وأن بشرى رسوله ﷺ بخلافة على منهاج النبوة ستتحقق قريباً بإذن الله كما تحققت بشراه في فتح القسطنطينية.

 

إن تريليونات الدولارات التي قدمها حكام الخليج لترامب العدو الأمريكي دون أن يرجف لأحدهم جفن، بل وإن ثروات المسلمين الهائلة التي تنهب من بلادهم على مر العقود، ويتنعّم بها أهل الكفر والاستعمار في أوروبا وأمريكا منذ أن غاب عنهم خليفة المسلمين، والثروات التي يسمح لشركاتهم بنهبها تحت مسميات الاستثمار والتنمية والخصخصة، لكفيلة أن تحقق للمسلمين أفضل مستوى للعيش، بل هي كفيلة أن تجعل المسلمين يعدون لأعدائهم القوة التي يرهبونهم بها، فلا يُبتز خليفتهم في حكمه الذي ينوب عن الأمة في سلطان الإسلام وتطبيق شرع الله، ولا يستند إلى أعدائها من يهود ونصارى. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

الإثنين، 21 ذو القعدة 1446هـ

2025/05/19م