حزب التحرير ولاية الأردن

عام مضى والإبادة الوحشية في غزة تتعاظم وتتسع رقعتها.. ألم يأن للأمة أن تزيل حكامها المتخاذلين عن نصرتها؟!

رغم ما تتعرض له فلسطين وغزة تحديداً، من مجازر يومية متتالية تعاظمت لتصل حد القتل حرقا وجوعا، والقصف المتواصل على تجمعات النازحين، كما يحصل اليوم في شمال غزة، وبعد أكثر من عام على وحشية قوات يهود المدججة بالترسانة النوعية للأسلحة ومساعدة دول الغرب الاستعمارية لها، ورغم أن حكام النذالة والعمالة ممن أحاط بفلسطين وغزة على مرمى حجر منها، رغم كل ذلك مما تشاهده الأمة ومنها أهل الأردن، إلا أن النظام الأردني ما زال يصم أذنيه عن صرخات النساء والأطفال والشيوخ ودموع الرجال المستضعفين وهم يستغيثون ويستنصرون، ولا يزال يعزف على ألحان النظام الدولي والشرعية الدولية والشجب والاستنكار، هذا النظام الدولي الذي على رأسه أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين الأولى، التي تتخذ كيان يهود أداة لضرب المسلمين وبلادهم بوحشية، سائرة بذلك على خطا بريطانيا أم الدسائس والمكر، صانعة كيان يهود، عدوة الإسلام والمسلمين التاريخية.

 

إن يهود هم أشد الناس عداوةً للإسلام والمسلمين وأكثرهم سعياً لإيقاع الضرر بهم، قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾، فهذا الكيان المسخ، لا يعتبر في واقعه مشكلةً أمنيةً ولا عسكريةً ولا سياسية، قال تعالى: ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إلا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾، فمن الميسور القضاء عليه واجتثاثه من على وجه الأرض إلى غير رجعة، بأيدي جيش الأردن وحده، وهذا ليس أوهاماً ونظريات، ومن قال غير ذلك فلينظر إلى غزة العزة التي صمدت أمام يهود الذين تحطمت صورتهم أمام العالم وانكشفت حقيقتهم.

 

لقد أصبح الآن يقينا لكل ذي عينين أن حكام العرب وخاصة المجاورين لفلسطين يعملون مع أعداء الأمة للمحافظة على كيان يهود، بل ويشاركونه حربه ضد إخوانهم في الدين، وأن أقصى أماني هؤلاء الحكام دولة فلسطينية خيالية تحت حراب يهود، ويتهالكون في المنابر الدولية منذ أكثر من عام للمطالبة بخفض التصعيد خوفاً من توسع رقعة الحرب التي يمكن أن تودي بأنظمتهم.

 

إنّ قضية فلسطين هي قضية إسلامية بالأساس، والقضاء على كيان يهود وإزالته عن الوجود هو فرض على المسلمين منذ نشأته، وأصبح اليوم، بعد عام من القتل والتدمير والتشريد، آكد.

 

أيها الجند في جيوش المسلمين وفي الجيش الأردني: إن البطولة التي أقدم عليها البطل الشهيد بإذن الله ماهر الجازي منفرداً، وسجل اسمه في سجل تاريخ الأبطال الناصع في الدنيا والآخرة بإذن الله، لتبعث في النفس العزة والفخار، الذي لاقاه أهل الأردن، بل الأمة الإسلامية جمعاء، فهلا تنافستم في هذا وسارعتم للاستجابة لفرض ربكم بقتال عدوكم ونفضتم عنكم الوهن وطاعة حكامكم الذين يوردونكم موارد الهلاك، فلا يجرونكم معهم إلى سجل الخزي والعار؟!

 

يا أهل الأردن، أيها المسلمون: إن من يحول بين جيشكم وبين الذود عن بلادكم وحفظ ثرواتكم وتحرير بلادكم المحتلة، ويملأ البلاد بقواعد أمريكا وأوروبا للدفاع عن كيان يهود، هم حكامكم الذين فضحت حرب يهود على غزة تبعيتهم وموالاتهم للكفار، بل وتمكين كيان يهود المسخ، بالدفاع عنه من أذى الصواريخ الموجهة ضده، فهم الذين يقفون عائقاً تجب إزالته، أمام جيوشكم ونصرتهم للمسلمين في فلسطين، فلا تكلّوا عن المطالبةِ بتحريك جيوشكم ليكون لكم السبق في القضاء على كيان يهود ومن ورائه قوى الاستعمار الكافرة.

 

﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن