خبر وتعليق: الربا حرب من الله يا أمة الإسلام
خبر وتعليق
الربا حرب من الله يا أمة الإسلام
الخبر:
ارتفعت مديونية الأفراد لدى بنوك الأردن من 13.3 مليار دينار (18.8 مليار دولار) في عام 2023 إلى 14 مليار دينار (19.8 مليار دولار)، وباتت تلامس 20 مليار دولار في نهاية العام الماضي، أي بنسبة نمو بلغت 5.4% مقابل 2.3% لعام 2023 و10% لعام 2022. وقال البنك المركزي، في أحدث بيان له، إن جزءاً من النمو في مديونية الأفراد خلال عامي 2021 و2022 لا يمثل نمواً فعلياً، بل هو ناتج عن قيام البنوك بتأجيل سداد مديونيات العملاء المتضررين من جائحة كورونا أو بمناسبة عيدي الفطر والأضحى المباركين. (العربي الجديد)
التعليق:
أولاً: لا شك أن إغراق الناس بالديون هي سياسة متبعة ومقصودة من الدولة، وتهدف الدولة إلى إغراق الناس بالديون والتعامل بالربا من خلال عدة أساليب، سواء منها: التجويع واستغلال احتياجات الناس، أو من خلال تقديم الامتيازات لأخذ القروض الربوية بفترات زمنية طويلة، أو بعض الفتاوى من بعض المشايخ الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم. فهذا الإثم الكبير خلفه دولة تُرغم الناس على التعامل مع الربا. وقد ورد في الأخبار: “وقد بلغ عدد المطلوبين الأردنيين للتنفيذ القضائي على ذمة ديون مدنية نحو 155 ألف مدين، منهم قرابة 100 ألف مقترض ديونهم أقل من 5 آلاف دينار (7 آلاف دولار) فما دون، بحسب رئيس اللجنة القانونية بمجلس النواب غازي ذنيبات”. ((الجزيرة)). وفي عام 2025 زادت الأعداد بشكل كبير جداً.
ثانياً: يا أمة رسول الله ﷺ ويا خير الأمم، إن التعامل بالربا يقابله حرب من الله تعالى، والربا من أعظم المحرمات. حيث قال تعالى: حيث قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)).[سورة البقرة]. فالربا من أشد الكبائر وأعظمها عند الله تعالى قليله وكثيره، بجميع أشكاله وأنواعه، وصوره ومسمياته، ولا توجد رخصة لأحد، وجميع ما يقال في تبرير أخذه هو من تزيين شياطين الإنس والجن. فلا يجوز أخذه لأجل فتح مشاريع وتوسعتها، ولا لزواج أو لبناء وشراء بيت أو سيارة أو لتعليم أو غيره. ولم يُعلن الله في كتابه العزيز بحرب أحد إلا أهل الربا لعِظَم حرمته وخطورته.
إن خطورة الربا على مستوى الأفراد والدول كبيرة، فالناظر على مستوى الأفراد والدول يجد مدى الخراب والدمار الذي خلفه التعامل بالربا من الإفلاس والكساد والركود، والعجز عن تسديد الديون، والحبس والذل، والانتحار في بعض الحالات، والابتزاز من المرابين واستغلال النساء والأطفال. وكذلك شلل في الاقتصاد، وارتفاع مستوى البطالة، وانهيار الكثير من الشركات والمؤسسات، وجعل الأموال الطائلة تتركز في أيدي قلة من الناس، فأصبح ناتج الكدح اليومي يصب في خانة تسديد الربا ولا يكفي، ولعل هذه حالة وصورة من صور الحرب التي توعد الله بها المتعاملين بالربا، وهي جزء من حياة الضنك كالتي توعدنا الله بها. وقد نشرت إحصائية رسمية عن وجود قرابة 13 ألف سيدة في الأردن تواجهن قضايا مشابهة، وتتراوح قيمة ديونهن ما بين 4 آلاف دولار و7 آلاف دولار أميركي. (الشرق).
وختاماً: إن الربا وإن كثر فهو إلى قِلّ، وإن زاد فهو منزوع البركة، ويقضي عليه تعالى بالإتلاف. يقول الله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ). وقال ﷺ: “الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قُلّ”. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لعن رسول الله ﷺ آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال هم سواء”. وقال ابن القيم رحمه الله: “إذا ظهر الزنا والربا في قرية أُذن بهلاكها”.
فيا من تتعامل بالربا: اتقِ الله، واجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، واحذر من مكر الله، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. واحذروا عذاب الله في الدارين، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، والعياذ بالله. واحذروا من هذه الأنظمة التي أعلنت حربها على الإسلام وزينت لكم الحرام والتعامل معه حتى آلت أموركم إلى ما أنتم عليه. فإلى الالتزام بحكم الله والابتعاد عن كل الحرام، بل والعمل لإقامة حكم الله والعيش في ظل أحكامه التي فيها سعادة الدارين.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
نادر عبد الحكيم