30 من شوال 1445    الموافق   Apr 19, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




همسات حول
خطبة عيد الأضحى المبارك الجمعة ليوم 1/ 9/ 2017م

 

الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا

الحمد لله الذي خص المسلمين بمواسم للخير، وجعل من هذه المواسم عيد الأضحى أو يوم النحر الذي يأتي بعد ركن عظيم ألا وهو حج بيت الله الحرام.

 

أيها المسلمون: في هذا اليوم الذي نستقبله بالتكبير والتهليل والتحميد يفرح المسلمون بعد أدائهم للطاعات وامتثالهم لما أمرهم الله به. كيف لا نفرح وقد أُمرنا بتعظيم شعائر الله وجعلها فوق كل شيء، فهي علامة على تقوى المؤمنين قال تعالى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). (الحج 32)
فتعظيم الله سبحانه وتعالى إنما يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. في هذا اليوم العظيم تراق الدماء تعظيما لأمر الله، ويقوم الحجيج بأداء نسك الحج من رمي جمرة العقبة، والطواف بالبيت العتيق، وذبح الهدي امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: "
خُذُوا عَنِّي مَناسِكَكُمْ". وتحقيقًا لقوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا).

 

أيها المسلمون: إن من تعظيم شعائر الله ذبح الأضاحي تقربًا لله تعالى، وامتثالا لأوامره، فيوم النحر يبدأ بصلاة العيد، ويتبعه المسلمون بنحر الأضاحي قال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) فهذا أمر من الله لرسوله بأن يوجه قلبه إليه، فلا يصلي إلا له، ولا يتقرب إلا له وحده، ولا يجعل له شريكًا، ولا يخاف غيره، وأن يمتثل في كل مناحي حياته بأوامر الله ونواهيه؛ فمن باب أولى أن نلتزم نحن المسلمون هدي رسول الله في كل مناحي الحياة: في العبادات، والمعاملات، والعلاقات الدولية، وفي بناء الدولة، وإعادة الحضارة الإسلامية إلى موقع الصدارة، وجعل الإسلام مهوى قلوب وعقول البشر، وحاكما يسود بعدله وحزمه ورحمته العالم أجمع، من خلال دولة واحدة هي دولة الخلافة الراشدة الثانية. قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيك لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْت وَأَنَا أَوَّل الْمُسْلِمِينَ).

 

أيها المسلمون: إن من أعظم الطاعات هو العمل على إقامة تاج الفروض الذي يقام به الدين ألا وهو إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فها أنتم ترون أن الأمة اليوم ممزقة إلى أكثر من ستين دولة، بعد أن كانوا دولة واحدة، وها هي فلسطين لا تزال محتلة، وقطعان يهود لا يزالون يقتحمون المسجد الأقصى من دون حسيب ولا رقيب، ويعيثون في جنباته فسادًا، وهاهم أهلنا في الشام يذبحون كل يوم، وما من نصير لهم. نسال الله أن يكون هو سبحانه نصريهم، وأن يتولاهم بكامل رعايته، وها هو العراق مستباحة أرضه وثرواته ودماء أهله، وهاهم إخواننا في مينمار يقتلون لا لذنب اقترفوه إلا أنهم يوحدون الله!! وغيرهم الكثير من المسلمين في بلاد المسلمين، وغير بلاد المسلمين. فدول الكفر يتقربون للشياطين بذبحنا وذبح إخواننا في الدين والدم، والحكام أدوات للحرب على الإسلام والمسلمين تحت مسمى: "الحرب على الإرهاب"، وأدوات قمع وحرب على حملة الدعوة والمسلمين العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بتطبيق شرع الله.

 

لقد أُمرنا الله باتباع نهج سيد الخلق في الصلاة والحج وغيرهما فقال تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ).

 

• فهلموا لنتبع منهج الرسول في كيفية إقامة الدولة الإسلامية، وهي تاج الفروض - كما أقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة - التي بشرنا بها رسولنا الكريم، ووعدنا الله بها في كتابه العزيز (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا). وقال صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ". ولنعمل مخلصين لله وحده وننبذ ما يفرق الأمة.

• هلموا لنخاطب كل الدنيا بديننا، لنخاطب كل الدنيا بقيمنا، لنخاطب كل الدنيا بأفكار إسلامنا، ولنذود عن إسلامنا العظيم، رسالة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم!

• هلموا لنسير في هذه الدنيا كما سار فيها نبي الرحمة محمد عليه أفصل الصلاة، وأتم والتسليم!

• هلموا للنفض الغبار عن أنفسنا كي نستحق وصف العبودية لله الواحد الأحد!

• هلموا أيها المسلمون لما فيه عزكم!

• هلموا لعل الله يرحمنا، ويمن على الأمة بخلفية نبايعه على أن يحكمنا بكتاب الله وسنة نبيه، فنقاتل من ورائه ونتقي به، فنحرر أولى القبلتين، ونرفع الظلم عن المسلمين في كل مكان، ونعود خير أمة أخرجت للناس ننشر العدل في العالم وتشرق الأرض بنور الإسلام من جديد!!

 

     
09 من ذي الحجة 1438
الموافق  2017/08/31م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد