تقبل الله الطاعات ...

ولكن هل الطاعات أيها الاخوة هي الصوم والصلاة وتلاوة القرآن والدعاء والذكر فحسب؟ بل إن الطاعات اوسع وأشمل من العبادات، والذكر ليس التسبيح والتهليل فحسب...

إن حمل الدعوة للاسلام والدعوة لتطبيقه والعمل لإقامة الدولة الاسلامية هي من أعظم الطاعات... وإن الصبر على إلاعتقال والترويع والحجز والحبس لمن دعوا الى الله وقالوا إننا من المسلمين لهو من أعظم الطاعات أيضاً...

ها هو شهر الخيرات يمضي فطوبى لمن أحسن صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لله سبحانه وتعالى، بعد أن من الله تعالى علينا وبلغنا إياه وحللنا ضيوفاً عليه، والسؤال الذي يجب علينا ان نتساءله: هل سيعود علينا شهر رمضان في الاعوام القادمة وقد خلا من نصرة لدين الله، والمسلمون مازالوا مشتتين في أكثر من سبع وخمسن دولة يحكمنا فيها أناس قلوبهم قلوب الذئاب و رويبضات لا يرقبون في المؤمنين إلا ولا ذمة؟

هل سنعود لنشهد رمضان وقد خلا من انتصار لدين الله هنا وإنتصار هناك يعز فيه الاسلام وأهله، كما خلا هذا الشهر من انتصار على أعداء الامة الذين يتربصون بالمسلمين، ويعملون فيهم بالقتل والتدمير ونهب ثرواتهم لصالح المستعمر الغربي الكافر، بأيدي خدمهم من حكام المسلمين؟

هل سنشهد رمضان القادم وما زالت الامة فاقدة لسلطانها، وليس في عنقها بيعة لخليفة يقاتل من وراءه ويتقى به، يحكم المسلمين في دولة رحمة وعدل يجمع شمل المسلمين في دولة واحدة، يسترجع بها كرامتها، ويطرد الكفار المستعمرين من بلادنا، ويستعيد ثرواتها المستباحة، لتنعم بها الامة بدل نهبها من حكامهم وبطاناتهم الفاسدة، وإغداقها على أمريكا وأتباعها لتحاربنا بها وبأيدينا؟

فإن لم نعمل من أجل تحقيق أوجب الواجبات التي فرضها علينا ونعمل مع العاملين لاقامة دولة الاسلام التي تعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم، وتستعيد بالجهاد والدعوة مقدساتهم وبلادهم المحتلة، فسيبقى رمضان حزيناً الى جانب رمضان الانتصارات والفتوحات والى جانب رمضان الذي أنزل به القرآن، وأحكام القرآن معطلة لا تطبق، بل وتحارب من قبل أعداء الاسلام وأعداء الامة من حكام وعلمانيين ومستعمرين...

وإننا ونحن واثقون كل الثقة بنصر الله، ندعو المسلمين إلى العمل الجاد لإستئناف الحياة الاسلامية، بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تلوح بشائرها ونشاهد مخاضها هذه الايام والتي وعد الله بها عباده المؤمنين، وبشر بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لنشهد رمضان القادم تحت ظل دولة الخلافة، ويومئذ يفرح المسلمون باستخلافهم وتمكين دينهم الذي إرتضى الله لهم...