30 من شوال 1445    الموافق   Apr 19, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




تعليق صحفي

تيريزا ماي في الأردن ... تاريخ أسود يتجدد


أَجْرَتْ رَئِيسَةُ الوُزَرَاءِ البِريطَانِيَّةُ "تيريزا ماي" صبَاحَ الاثنين 3/ 4 / 2017 في عَمَّانَ، مُبَاحَثَاتٍ مَعَ العَاهِلِ الأُردُنِيِّ تَنَاوَلَتْ «جُهُودَ مُحَارَبَةِ الإِرهَابِ» وَ«التَّعَاوُنَ العَسْكَرِيَّ بَينَ البَلَدَينِ». وَقَد زَارَتْ مَاي ظُهْرَ يَومِ الاثنَينِ بِرِفْقَةِ العَاهِلِ الأُردُنِيِّ، وَبِحُضُورِ قَائِدِ الجَيشِ، قِيَادَةَ قُوَّةِ التَّدَخُّلِ الرَّدْعِيِّ السَّرِيعِ، الَّتِي يُرِيدُ الطَّرَفَانِ: البِريطَانِيُّ وَالأُردُنِيُّ رَفْعَ كَفَاءَتِهَا القِتَالِيَّةَ، وَقَالَتْ رَئِيسَةُ الوُزَرَاءِ البِريطَانِيَّةُ: "مِنَ الوَاضِحِ أَنَّ مُسَاعَدَةَ الأُردُنِّ وَالسَّعُودِيَّةِ فِي مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ فِي الـمِنطَقَةِ وَجَعْلِهَا أَكْثَرَ استِقْرَارًا، تَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ أَمْنِ وَازدِهَارِ بَريطَانيَا، وَجَاءَ فِي بَيَانٍ وَزَّعَهُ مَركِزُ الإِعلَامِ وَالتَّوَاصُلِ الإِقلِيمِيُّ التَّابِعُ لِلحُكُومَةِ البِريطَانيَّةِ، وَمَقَرُّهُ فِي دُبَيّ، سَتَعْلِنُ رَئِيسَةُ الوُزَرَاءِ بِأَنَّ "مُكَافَحَةَ خَطَرِ الإِرهَابِ، وَتَطوِيرِ قُدْرَاتٍ جَدِيدَةً لِضَرْبِ صَمِيمِ مَعَاقِلِ دَاعِشَ سَتَكُونُ مِحْوَرَ مُبَادَرَةٍ برِيطَانِيَّةٍ - أُردُنِيَّةٍ جَدِيدَةٍ، وَذَلِكَ خِلَالَ زِيَارَتِهَا لِلعَاصِمَةِ الأُردُنِيَّةِ عَمَّانَ". وَمِنَ الـمُتَوَقَّعِ أَنْ تُعْلَنَ الـمُوَافَقَةُ عَلَى تَقدِيمِ دَعْمٍ لِسِلَاحِ الجَوِّ الـمَلَكِيِّ الأُردُنِيِّ لِتَحسِينِ قُدْرَاتِهِ فِي ضَرْب أَهْدَافِ دَاعِشَ، وَهَزِيمَةِ التَّهْدِيدِ الإِرْهَابِيِّ الَّذِي يُشَكّلُهُ.


إِنَّ زِيَارَةَ رَئِيسَةِ وُزَرَاءِ برِيطَانيَا هَذِهِ وَتَصرِيحَاتِهَا حَولَ تـَحْقِيقِ مَصْلَحَةِ برِيطَانيَا، مِنْ خِلَالِ مَا يُسَمَّى بـ ِ"مُبَادَرَةٍ برِيطَانِيَّةِ أُردُنِيَّةٍ جَدِيدَةٍ" مَا هِيَ إِلاَّ مُحَاوَلَةٌ لِإِعَادَةِ نُفُوذِهَا الاستِعْمَارِيِّ الآفِلِ فِي الـمِنْطَقَةِ، مُشَارَكَةً لِقُوَى الغَرْبِ الطَّامِعَةِ فِي بِلَادِ الـمُسْلِمِينَ، وَعَلَى رَأْسِهَا أَمرِيكَا.. فَتَارِيخُ برِيطَانيَا الأَسْوَدِ تـُجَاهَ الأُمَّةِ الإِسلَامِيَّةِ بَدءًا مِنَ التَّآمُرِ عَلَى دَولَةِ الخِلَافَةِ وَإِسْقَاطِهَا بِالتَّعَاوُنِ مَعَ الهَالِكِ مُصْطَفَى كَمَال، إِلَى تَمكِينِ كَيَانِ يَهُودَ مِنْ فِلَسطِين، وَدَعْمِهِ بِأَسْبَابِ الحَيَاةِ وَالقُوَّةِ، إِضَافَةً إِلَى تـَجْزِئَةِ بِلَادِ الـمُسْلِمِينَ إِلَى مِزَقٍ ضَعِيفَةٍ مِنْ خِلَالِ اتِّفَاقِيَّةِ سَايكْس بِيكُو، يَذُوقُ وَيلَاتُهَا الـمُسْلِمُونَ حَتَّى يَومِنَا هَذَا، يُؤَكِّدُ أَنَّ زِيَارَةَ مَاي لا يُمْكِنُ أَنْ تَصُبَّ فِي مَصْلَحَةِ البِلَادِ وَالعِبَادِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِتَسْخِيرِ الأُمَّةِ، وَالأُردُنِّ تـَحْدِيدًا كَمِنطَقَةِ نُفُوذٍ لَهَا، لِتَحقِيقِ مَصَالِحِهَا الأَمنِيَّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ وَالـهَيمَنَةِ الاقتِصَادِيَّةِ خُصُوصًا بَعْدَ البَدْءِ عَمَلِيًّا بِـخُطْوَاتِ خُرُوجِهَا مِنَ الاتِّـحَادِ الأُورُوبِيّ، فَلَا يَـجُوزُ وَصْفُ برِيطَانيَا بِالدَّولَةِ الصَّدِيقَةِ، وَلَا يَـجُوزُ عَقْدُ الـمُبَادَرَاتِ السِّيَاسِيَّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ مَعَهَا، وَاستِقْبَالُ زُعَمَائِهَا السِّيَاسِيِّينَ وَالعَسْكَرِيِّينَ بِالإِضَافَةِ إِلَى سَفِيرِهِمْ، وَمَنْحِهِمْ حُرِّيَّةَ الحَرَكَةِ فِي بِلَادِنَا وَكَافَّةِ بِلَادِ الـمُسلِمِينَ، كَمَا لا يَـجُوزُ تـَمكِينُ قُوَّاتِهِمْ مِنَ اتِّـخَاذِ أَيِّ قَاعِدَةٍ لَهُمْ عَلَى أَرَاضِينَا لِلانطِلَاقِ مِنهَا لِتَنفِيذِ أَطْمَاعِهِمُ الاستِعْمَارِيَّةِ، فِي بِلَادِ الـمُسلِمِينَ فِي الـجِوَارِ سَوَاءٌ أَكَانَتْ فِي سُوريَا أَمْ فِي العِرَاقِ وَغَيرِهَا، نَاهِيكَ عَنِ التَّعَاوُنِ اللُّوجِسْتِيِّ الأَمْنِيِّ وَالعَسْكَرِيِّ وَزِيَارَاتِهِمْ لِـمَرَاكِزِ الدَّولَةِ العَسْكَرِيَّةِ، كَمَا لَا يـَجُوزُ ذَلِكَ لِكُلِّ دَوْلَةٍ مُحَارِبَةٍ لِلمُسلِمِينَ مُتَآمِرَةٍ عَلَى بِلَادِنَا تُعْمِلُ فِي الـمُسلِمِينَ القَتْلَ وَالدَّمَارَ وَالاِرْهَابَ الَّذِي صَنَعَتْهُ قُوَى الكُفْرِ الاستِعْمَارِيَّةُ، وَعَلَى رَأْسِهَا أَمرِيكَا وَبِريطَانيَا، وَنَرَى آثَارُهُ فِي أَفْغَانِستَانَ وَالعَرِاقِ وَسُوريَا.


كَيفَ تُستَقْبَلُ رَئِيسَةُ وُزَرَاءِ بَريطَانيَا الـمُجْرِمَةِ فِي بِلَادِنَا، وَهِيَ تُعْلِنُ عَلَى الـمَلأِ أَنَّ تَعَاوُنَهَا مَعَ الأُردُنِّ يَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ بَريطَانيَا؟؟


كَيفَ تُستَقْبَلُ رَئِيسَةُ وُزَرَاءِ بَريطَانيَا الـمُجْرِمَةِ فِي بِلَادِنَا، وَهِيَ تُوَسِّعُ مَظَلَّةَ الحَرْبِ عَلَى الإِسْلَامِ عَسْكَرِيًّا، وَأيديُولُوجِيًّا، وَأَمْنِيًّا، تَـحْتَ مَا يُسَمَّى "الحَرْبَ عَلَى الإِرْهَابِ" مُحَاوَلَةً مِنهَا، لِلَمْلَمَةِ فَشَلِهَا وَانكِفَائِهَا عَلَى نَفْسِهَا بِاستِغْلَالِ مَا بَقِيَ لَهَا مِنْ عُمَلَاءَ، وَمَنَاطِقِ نُفُوذٍ وَقُدْرَتِهَا عَلَى التَّشْوِيشِ هُنَا وَهُنَاكَ وَقِيَامِهَا بِاستِجْدَاءِ أَدْوَارٍ هُنَا وَهُنَاكَ، وَإِبْرَامِ الصَّفْقَاتِ لِتَبْقَى مُشَارِكَةً فِي نَهْبِ أَمْوَالِ الـمُسْلِمِينَ وَخَيرَاتِ بِلَادِهِمْ لِنَجْدَةِ نَفْسِهَا مِنَ الانْهِيَارِ؟؟


إِنَّ رَفْعَ جَاهِزِيَّةِ سِلَاحِ الجَوِّ لِتَحْسِينِ كَفَاءَتِهِ فِي إِصَابَةِ أَهْدَافِهِ، وَرَفْعِ القُدْرَاتِ القِتَالِيَّةِ لِقُوَّاتِ الرَّدْعِ السَّرِيعِ، وَالجَيْشِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، يَـجِبُ أَنْ يَكُونَ بَعِيدًا عَنْ تَدَخُّلِ أَوْ مُسَاعَدَةِ الكُفَّارِ لِيَكُونَ هَدَفُهَا كَمَا يَـجِبُ أَنْ يَكُونَ مُوَجَّهًا لِقِتَالِ أَعْدَاءِ الأُمَّةِ كَكَيَانِ يَهُودَ الَّذِي يَحْتَلُّ بِلَادَ الـمُسلِمِينَ، وَلَيسَ مِنْ أَجْلِ خِدْمَةِ أَطْمَاعِ وَأَهْدَافِ أَعدَاءِ الأُمَّةِ وَعَلَى رَأْسِهَا بِريطَانيَا وَأَمْرِيكَا، بِذَرِيعَةِ مُحَارَبَةِ الإِرْهَابِ وَالدِّفَاعِ الـمُشْتَرَكِ أَوْ بِـحُجَّةِ مُوَاجَهَةِ، وَمَنْعِ ظُهُورِ عَدُوٍّ مُشْتَرَكٍ لَهُمْ يَتَمَثَّلُ بِـ (دَولَةِ الخِلَافَةِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّةِ) الَّتِي يُوجِبُ الإِسلَامُ عَلَى قُوَى الأُمَّةِ الحَقِيقِيَّةِ، السِّيَاسِيَّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ نُصْرَةَ الأُمَّةِ وَالعَامِلِينَ فِيهَا لِتَحْقِيقِ مَشْرُوعِ نَهْضَتِهَا، فِي الوَقْتِ الَّذِي فِيهِ تَعْمَلُ هَذِهِ القُوَى الاستِعْمَارِيَّةُ ضِدَّهُ، وَتُـحَاوِلُ الحَيْلُولَةَ دُونَ الوُصُولِ إِلَيهِ كَي تَبْقَى الأُمَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ ضَعِيفَةً مُمَزَّقَةً، وَرَاضِخَةً لِنُفُوذِ قُوَى الكُفْرِ وَالاستِعْمَارِ الـمُهَيمِنَةِ عَلَى بِلَادِهَا وَالـمُتَحَكِّمَةِ بِمَصَائِرِ شُعُوبِهَا.


نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
د. أحمد حسونة

 

     
08 من رجب 1438
الموافق  2017/04/04م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد