عبّر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وشؤون المغتربين ناصر جودة عن رفض الحكومة لمشروع القانون الذي يسعى كيان يهود، إلى إقراره لمنع إقامة الأذان في الأقصى الشريف، مؤكدًا أن موقف الحكومة في هذا الجانب "واضح وصريح ولا يحتمل اللبس". وقال جودة: "إن الأردن لن يقبل بأي شكل من الأشكال محاولة منع رفع الآذان من الأقصى والحرم القدسي الشريف".

إن منع رفع الأذان من قبل كيان يهود المغتصب لفلسطين، ليس مستغربًا، بل هو يؤكد طبيعة يهود العدوانية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، وهو إعلان صريح بتوسيع محاربتها للإسلام وتحدٍّ صارخٌ للأمة الإسلامية جمعاء، وبيانات الحكومة المتكررة بالتصدي لممارسات يهود في فلسطين بكافة الطرق القانونية والدبلوماسية أصبحت ممجوجة، وتثير الاشمئزاز والغثيان من الذلة التي وصل إليها النظام وحكومته في الاردن تجاه غطرسة يهود واعتداءاتهم المتواصلة، وليس آخرها منع رفع الأذان عن القدس وضواحيها، وليس كما يلطف الخبر وزير الخارجية بوصفه منع للأذان عن الحرم القدسي فقط.

إن الأذان الذي رفعه الرسول صلى الله عليه وسلم في أول يوم أقام فيه الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وما زال يصدح منذ 1400 عام، وفي القدس حين فتحها عمر بن الخطاب، يحتاج إلى سلطان يحميه، وإلى قوة تدافع عنه، لأنه نداء ربنا الأبدي، وسيظل مدويًا في أرجاء المعمورة على مدار الدقيقة، وإلى يوم القيامة، فكيف لا يكرهون الأذان وهو يصدح بتكبير الله، وتوحيد ألوهيته، ويشتمل على الإذعان لنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وهو ينادي للصلاة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «إن اليهود يحسدونكم على الجمعة».

إن أقل ما يمكن أن يفعله النظام وحكومته في الأردن غضبًا لله ودينه - إن كان الغضب لله ودينه يداهم مشاعره أو في قاموسه أو من اهتماماته - هو الواجب الشرعي بإلغاء اتفاقية وادي عربة، وكل ما ترتب عليها من اتفاقيات وأعمال، والعودة إلى اتخاذ حالة الحرب مع كيان يهود الغاصب، وإعلان التعبئة لتحرير فلسطين، كل فلسطين، من دنس يهود والقضاء على كيانهم، الذي ما زال وسيبقى عدوًا في نظر كل أهل الأردن!!

إن اتخاذ إجراءات الحرب تجاه كيان يهود هي التي يجب أن تكون رد النظام في الأردن على هذا الكيان المسخ، وليس تمكينه أمنيًا وإقتصاديًا، وسياسيًا،كما فعل ويفعل النظام من خلال اتفاقياته الثنائية في كل المجالات مع كيان يهود وحرصه الدائم على تسويقه ودمجه في المنطقه وحرصه على عملية السلام التي تثبت وجود كيان يهود على ثرى الأرض المقدسة فلسطين.

وأخيرًا نؤكد: إن دولة الخلافة على منهاج النبوة، كما بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي ستجتث كيان يهود من جذوره، فهي التي ندعوكم إلى العمل لها، وهي السلطان الذي يحمي ويحرس الإسلام كله وبلاد المسلمين ومقدساتهم، وليس الأذان فقط الذي يعجز النظام في الأردن عن حمايته في المسجد الأقصى والأرض المقدسة فلسطين، وهو يتغنى بالوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى.

كتبه د. أحمد حسونة نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن