7 من ذي القعدة 1445    الموافق   Apr 26, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




تعديلات المناهج في وزارة التربية والتعليم الأردنية

إن المناهج الدراسية للمرحلة الابتدائية والثانوية بحاجة ماسة لتعديلها؛ لتكون متطابقة مع السياسة التربوية للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لتنتج جيلا يستطيع مجابهة التغيرات والتطورات الفكرية التي باتت تسيطر على العالم تربويًا وإعلاميًا، فأصبحت الدعوة للتعليم المختلط تترجم عمليًا في بعض الصفوف في المدارس الحكومية, وكثير من المدارس الخاصة والجامعات، ونجد أخلاقيات اللباس المحترم والمحتشم والموافقة للإسلام محاربة لدرجة أن الملتزم به أصبح يشار له بالبنان، وإن حصل, فهذا أمر لا يحمد عقباه قد يقال لصاحبه: إنك متطرف أو إرهابي أو داعشي، وما تلك الأوصاف إلا أدوات غذيت من أجهزة استخبارات عالمية ومحلية لمحاربة الإسلام والتربية الإسلامية، وكذلك لمحاربة المطالبة بتحكيم شرع الله تعالى, وتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة, وتحت حاكم واحد, بخلافة على منهاج النبوة.

إن المناهج الدراسية يتم تعديلها الآن بشكل سلبي وفج, ما هي إلا نتاج للعلمانية التي تدعو لفصل الدين عن الحياة، وما علموا أن الدين الإسلامي يختلف عن الأديان الأخرى من النصرانية واليهودية، فالإسلام يتحكم بكل مناحي الحياة صغيرها وكبيرها، وهنا نركز على الناحية التربوية والتعليمية في الأردن وكل بلاد المسلمين، حيث أن القاصي والداني يعلم أن ما يزيد عما نسبته خمس وتسعون بالمئة من الناس مسلمين، فلا يعقل أن يتم تعديل المناهج الدراسية في الأردن ويتم التركيز على مادة التربية الإسلامية والثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والتربية الوطنية، ومن أمثلة ذلك أن يتم حذف كثير من الآيات التي يذكر فيها الجهاد, وأستطيع أن أقول: بل يتم حذفها كلها، وتستبدل بهذه الآيات أناشيد شعر يجب حفظها، وكذلك استبدال الصور للنساء المحتشمات بصور لنساء يلبسن لباسًا يتمثل فيه التقليد الغربي يظهرن فيه كاشفات الرأس, والسيقان عارية، أي أنهم صاروا مثل بني إسرائل: يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير, وقد قال الله تعالى في حقهم: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ). (البقرة 61)

ومثل هذا الاستبدال يحصل في الصفوف الأولى ليتم إفهام الطلاب والطالبات أن هذا هو الصحيح والوضع الطبيعي، أي أن التعديلات سيئة؛ لأنها تبني جيلا يميل, بل يُؤسَّس على التربية الغربية التي تناقض القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة المطهرة بكل تفاصيلها، وإننا لنتساءل: هل يعقل أن يكون من يعمل على تلك التعديلات من أبناء المسلمين..؟! إننا نشك في ذلك, وما نظنه ولا نحسبه إلا علماني مأجور, حاقد على الإسلام والمسلمين, وقد أعطي دولارات كي يقول كل ما هو سيء ورذيل.

إننا مسلمون, ونناشد كل مسلم في بلاد المسلمين أن يقف معنا, ويعلي صوته لوقف مثل تلك التعديلات التربوية، ونناشد كل مُدرِّس أن يرفض تلك التعديلات لأنها حرام شرعًا ولا يجوز تعليمها لأبنائنا وبناتنا وخصوصًا طلبة المرحلة الأساسية الذين سيرون ذلك فيما بعد أنه أمر طبيعي, ولا ضير فيه مطلقا.

أيها المسلمون: أنكم مطالبون بالاهتمام بدينكم, ومناهج يدرسها أبناؤكم يجب أن تتوافق مع ديننا الإسلامي الحنيف الذي أكمله الله لنا حيث يقول تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). (المائدة 3) فإن تركتم وزارة التربية والتعليم الأردنية تدرس أبناءنا ما يملى عليهم من دول الغرب الكافرة التي تحارب كل أحكام, وقيم الإسلام وتضع بديلاً عنها قيم الكفر الغربية، حتى تربي جيلا في المدارس يرضى بكل ما يخالف ديننا الإسلامي، وعند الانتهاء من مثل هذه الخطوة التربوية يتجهون أو يعملون بالوقت نفسه لخطوة أخرى لحرب الإسلام، ودائمًا تحت ذريعة محاربة الأصولية الإسلامية والتطرف والإرهاب، وهم في حقيقة الأمر يحاربون الإسلام، ودليل ذلك أنظروا إلى خطب الجمعة والمساجد كيف فرغت من مضمونها، وأصبحت كالكنائس تغلق عقب كل صلاة، وخطيب الجمعة يتكلم ضمن توجيهات وزارة الأوقاف, ولا علاقة له بشؤون ودماء المسلمين من حولهم إلا من رحم ربي. أيها المسلمون: أنكم مطالبون بالتحرك لرفض التعديلات التربوية المخالفة لأحكام دينكم, بل مطالبون بالعمل لتحكيم الإسلام كل الإسلام في كل مناحي الحياة. ألا هل بلغنا؟ ... اللهم فاشهد!!


كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن
الأستاذ وليد نايل حجازات

 

     
04 من ذي الحجة 1437
الموافق  2016/09/06م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد