أيها المسلمون:

قضية حتر وقبلها رسوم شارلي ايبدو بفرنسا والإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وما شابهها ما هي إلا نفثات سم من افعي العلمانية العالمية والتي ترفض الدين ابتداءً، ولكن مادام له مزايا تخدم المجتمع المدني العلماني فقد سمحوا به على أن يحصر في دور العبادة أي في بلادنا بالمساجد، ونحن نعيش هنا في الأردن وكل بلاد المسلمين علمانية عملية، حيث أصبح المسجد يفتح ويغلق ضمن أوامر ونواهي القانون المشؤوم والذي وضع زمن كلوب باشا الانجليزي قبيل مغادرة بلادنا معنويا . ولذا نرى مسلمين داخل المساجد وخارجها يتعاملون بعيداً عن شرع الله تعالى، وهذا عين ونفس العلمانية التي تأمر وتفرض إبعاد أحكام الشريعة الإسلامية عن الحياة، وتحكيم القوانين الوضعية أي التي وضعها البشر الذين يأكلون ويشربون ..!!، وذلك من خلال المجالس التشريعية الديمقراطية، ولذا كانت حرمتها وكفرها يفصلهما شعرة أو خيط عنكبوت .

فالعلمانية هي بيت الداء والسم الزعاف وهي ذات الأفعى التي يجب أن يقطع رأسها من بلاد المسلمين ثم من العالم أجمع، كما تم قطع رأس الشيوعية الإلحادية عالميا..!!

أيها المسلمون والناس كافة:

ليست القضية حتر ولا شارلي ايبدو بفرنسا ولا من يدعمهم من حكام العرب والمسلمين والعالم، بل القضية هي فكرة العلمانية التي تريد أن تسير العالم على شريعة يضعها بشر لتحكم الناس بقوانين من وضع البشر، تحت مسمى جميل وبراق وهو الديمقراطية والحرية، وقد رأينا عمليا كيف فعلت ديمقراطية وعلمانبة امريكا والغرب ببلاد المسلمين في أفغانستان والعراق ، وما يفعلون بسوريا وأهلها ويبيحون لأنفسهم ما يحرمون على غيرهم، فهم وعملاؤهم ويهود مباح لهم ما يحرم على المسلمين ، ونهبوا خبراتنا وقتلونا وانتهكوا واغتصبوا نساء المسلمين عالمياً، وصنعوا الإرهاب وغذوه عالميا، بل وروجوه إعلامياً، وما ذلك إلا لمحاربة الإسلام وتحكيم شرع الله تعالى، لأنه اصبح له رأي عام بين المسلمين بعد أن حسبوا وظنوا أن تخريصهم وصليبيتهم قد نجحت بالقضاء على فكرة ومشروع الإسلام وحضارته وتحكيم شرعه، فخاب فألهم ، وأصبحت الحرب العالمية على الإسلام والمسلمين جهاراً نهاراً تحت مسمى محاربة الإرهاب والتطرف .

وهنا أطلقوا لشياطينهم العلمانيين العنان وكان أمثلهم طريقة أولئك أصحاب الأقلام المأجورة والأفكار المسمومة التي تحارب وتنهش الإسلام و المسلمين، وأمدوهم بالمال وكل ما يلزم، وحصنوهم من سطوة القانون وقيضوا قوة الجندي لحمايتهم . أيها المسلمون: إن الصراع فكري وسياسي ابتداءً شئنا أم أبينا، فعليكم بالقرآن الكريم وعلومه وتفسيره والسنة النبوية المطهرة فكرا وفهما لا حفظاً وتعبدا فقط، فسلاح الفكر الإسلامي والقلم أقوى من سلاحهم المادي، ولنا بسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتكتل وتحزب صحابته وفكرهم العقدي ودار الأرقم ودروس خباب بن الارت وحلقاته خير دليل وعبرة، فهلم أخوة الإسلام والإيمان لنصرة دينكم ومواجهة الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين والمسلمات من العلمانية والعلمانيين ومن يوالونهم ويمولوهم ويحمونهم . قال تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " .

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ... ولاية الأردن
الأستاذ/ وليد نائل حجازي