وما نقموا منه إلا أن قال ربي الله، عاملا لاستئناف الحياة الإسلامية في واقع الحياة من جديد، رافضا الذل والخنوع، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، مستنهضا همم أهله وعشيرته وأبناء أمته، صادعا بالحق لا يخشى في الله لومة لائم، لم يبع آخرته بدنيا غيره كما فعلت وتفعل إدارة السجن الذي يقبع فيه، ولم يبعها حتى بدنياه، فاستأسدت عليه إدارة السجن مستعرضة عضلاتها ومستغلة سلطتها فمنعت عنه الزيارات حتى من قبل أقاربه ووضعته في زنزانة انفرادية قذرة كلها نجاسة على الرغم من مرض أخينا عمر فالح التل، وكبر سنه ووقاره ودماثة خلقه ورقي أفكاره وسلوكه.

فوالله إن من يستحق الشفقة هم أولئك المسوؤلون في إدارة السجن على سوء معاملتهم لهذا الشيخ الكبير وعلى إيذائهم له، وقد وضعوا أنفسهم ضمن من وصفهم الله تعالى بقوله ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ ومستجلبين حرب الله عليهم لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ»، ولن تغني عنكم الرتب من الله شيئا ولن يقبل الله منكم عذرا ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾.

وكان ذوو وأقارب الأخ عمر فالح التل قد تقدموا بشكوى عن سوء معاملته إلى المركز الوطني لحقوق الإنسان وإلى إدارة السجون في مديرية الأمن العام ولم يجرِ أي تغيير على معاملته في السجن، ليتضح للناس أن ادعاء النظام بأن كرامة ابن الأردن خط أحمر إنما هو شعار أطلق لظروف الربيع العربي وليس أصلا في سياسة النظام تجاه الناس، ذرا للرماد في العيون، وشعارا للاستهلاك الإعلامي.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن