6 من ذي القعدة 1445    الموافق   Apr 25, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




اليوم العالمي للمرأة


 


الخبر: قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يحتفل به العالم اليوم الثلاثاء: فإنه «لا يوجد هدف أعظم من تحقيق المساواة بين الجنسين». بل اعتبر أنه «ليس من استثمار في مستقبلنا المشترك أعظم من هذا الاستثمار».
المصدر: جريدة القدس العربي.


التعليق: أولاً:- اليوم الدولي للمرأة, أو اليوم العالمي للمرأة هو احتفال علماني يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس/ آذار من كل عام، وفيه يحتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء. وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي, والذي عقد في باريس عام 1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة. وكانت الاشتراكية الألمانية "كلارازيتكين" أول من دعت إلى الاحتفال بيوم المرأة العالمي، ونجحت في إقناع الرئيس لينين بجعله يوم عطلة عامة في الاتحاد السوفييتي السابق، لكن فكرة اليوم العالمي للمرأة تبلورت في مؤتمر كوبنهاجن عام 1910م، واحتفل به الغرب في الثلاثينات، لكن ما لبث أن طواه النسيان حتى السبعينات حينما أحيته الأمم المتحدة من جديد ودعت للاحتفال به.


ثانيا:- إن تفكير الغرب بما يسمى اليوم العالمي للمرأة هو اعتراف منه بالظلم الواقع عليها خاصة وأن الفكرة جاءت من تربته وأرضه, ولكنه للأسف الشديد لم يكرم المرأة, بل أهانها وظلمها بزيادة ففي مثل هذا اليوم تكرم بعض النساء بوضعها بوظيفة معينة. أو بمنصب فخري ليوم واحد شكلاً حتى إذا انقضى آخر الليل سُحب منها وعادت كما كانت وتكتب الصحف والمجلات ليوم واحد فقط، لذا كانت القضية شكلية عرضية, وليست حقيقة, وليست دائمية, وتعتز المرأة للأسف بشكل آخر من أشكال الظلم والإهانة, وكأن مشكلة المرأة قد حلت ناسية او متناسية ما الحضارة الغربية فكرًا وسلوكًا في اضطهادها وظلمها وقهرها, لا بل كيف تشعر المرأة بمكانتها وهي تستغل أنوثتها بوحشية تترفع عنها الحيوانات كما نراه ونسمعه في حياة الغرب تلك البهيمية التي عزفت عنها الحيوانات, وكيف تكرم المرأة وهي ترى مقتل أبنائها وزوجها؟؟ وتهجر في مخيمات على الحدود لا تقي حرًا ولا تمنع بردًا؟؟ وكيف تفرح ولا زالت براميل الموت تلقى تباعًا؟؟
يا دعاة حقوق المرأة أين أنتم من المرأة في الشام ومصر والعراق وبورما وأفريقيا الوسطى والشيشان وأفغانستان وأرض الإسراء والمعراج؟؟
أين أنتم من صرخاتها وآلامها ودموعها في ظل هجمة رأسمالية مجرمة على المرأة المسلمة؟؟
أين أنتم وهي ترى طلفها تتجاذبه أمواج البحار ملقى على شواطئ دول لا تقيم وزنًا للطفولة ولا للإنسانية؟؟


ثالثا:- إن تكريم الإسلام للمرأة دائم ومستمر على مرور الأيام والأعوام, وليس يومًا واحدًا, ولا يكون بوضعها بوظيفة معينة ليوم واحد, وإنما هي في نظر الإسلام إنسانه كاملة الإنسانية حيث خلقها الله هي والرجل من نفس واحدة, ونظم لهما الحياة بما يحقق لهما السعادة في ظل حكم الله تعالى, ولن تشعر بإنسانيتها ولا مكانتها إلا في ظل المبدأ الذي ارتضاه الله للإنسانية, وهو الإسلام حيث قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ). (آل عمران 85) وهذا عمر الخليفة الراشد يبين اختلاف النظرة للمرأة بين الإسلام والجاهلية - وما أعظم وأكبر جاهلية العصر هذا اليوم - يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ، وَقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَمَ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي أَمْرٍ أَتَأَمَّرُهُ، إِذْ قَالَتِ امْرَأَتِي: لَوْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مَالَكِ وَلِمَا هَا هُنَا؟ فِيمَ تَكَلُّفُكِ فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ؟ فَقَالَتْ لِي: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، مَا تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ أَنْتَ، وَإِنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم"؛ متفق عليه.


وكلمة أخيرة أقولها لكم جميعًا: إن المرأة لن تكون إلا بالإسلام العظيم, فالله الذي خلقها هو أعلم بما يسعدها, وهو أعلم بمن خلق, وهو صاحب الحق في التنظيم (ألا له الخلق والأمر) إن هذا الإسلام العظيم هو من أعطى للمراة مكانتها, وإنسانيتها, وحقوقها كاملة, ولم يجعلها سلعة تباع وتشترى, أو متاعًا ثم يلقى بها في الطرقات، إنها في نظر الإسلام سواء أكانت أما, أو زوجة, أو رحما أو بنتا إنها مخدومة مصانة عفيفة, حرة أبية مؤمنة بربها, حافظة لعرضها, ملتزمة أمر ربها, مربية لأطفالها, مطعية لزوجها, غضيضة عن الحرام عينها, بعيدة عن مواطن السوء والشبهة.

إن المرأة المسلمة لن تلتفت لنباح كلاب ضالة, أو عواء ذئاب فاجرة, أو سراب قد أدركت هي خطورته وأثره عليها وعلى مكانتها، إنها بنت عائشة وصفية, وأخت الخنساء, وخولة بنت ثعلبة, وأسماء ذات النطاقين، إنها بنت الإسلام العظيم, ولن ترضى عنه بديلا. قال تعالى: (وَاْلٌمُؤْمِنُونَ وَالْمؤمِنَاتُ بَعْضَهُمْ أَوْلِيآءُ بَعْضٍ يَأمُوُرُنَ بِالَمْروفِ وَيَنْهِونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَلاةَ وَيُؤْتُونَ الزٌَكاةَ وَيُطِيعُونُنَ اللهَ وَرَسُولهُ أُوْلَئِكَ سَيٌَرحَمُهُمُْ اللهُ إنٌََ اللهَ عَزيِزُُ حَكِيمُُ). (سورة التوبة)


كتبته للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية الأردن
رآية الإسلام

 

     
03 من جمادى الأولى 1437
الموافق  2016/03/12م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد