8 من شوال 1445    الموافق   Mar 29, 2024

المكتب الإعــلامي

ولاية الأردن
التاريخ الهجري    02 من ذي الحجة 1436
التاريخ الميلادي    2015/09/16م
رقم الإصدار: 36/24

بيان صحفي
تسليم مذكرة (لماذا نحاكم؟) إلى رئيس لجنة الحريات في مجلس النواب الأردني

 

قام وفد من حزب التحرير في ولاية الأردن برئاسة الأستاذ بلال القصراوي رئيس لجنة الاتصالات المركزية في الولاية، يوم أمس الأحد 13/9/2015، بزيارة رئيس لجنة الحريات في مجلس النواب الأردني النائب خير الدين هاكوز في مكتبه في مجلس النواب حيث استلم من الوفد مذكرة الحزب (لماذا نحاكم؟)


وهذا نص المذكرة:


بسم الله الرحمن الرحيم


لماذا نحاكم؟


الموضوع: مذكرة من حزب التحرير / ولاية الأردن


للسادة لجنة الحريات في مجلس النواب الأردني المحترمين
حول الأحكام القضائية الجائرة بحق أعضاء من حزب التحرير

 

السادة/ أعضاء لجنة الحريات / أعضاء مجلس النواب الأردني المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


تم مؤخرا الحكم على كل من:


1- محمد أحمد يحيى النادي
2- محمد أحمد إبراهيم العداربة
3- عبد الجليل راجي موسى الزغول
4- أسامة جمعة محمد المشاقبة


بتهمة الانتساب وتوزيع منشورات لجمعية غير مشروعة حسب قانون العقوبات الأردني.


وما زال يحاكم أمام محكمة الجنايات السيد محمد يوسف أحمد السباتين.


وإننا في حزب التحرير / الأردن وإزاء ما يحصل لشباب الحزب من محاكمات ظالمة، وأحكام تعسفية، وملاحقات أمنية في المساجد وغيرها، إزاء كل هذا رأينا أن نرسل لكم هذه المذكرة نشرح فيها من هو حزب التحرير؟ وما هي غايته وأهدافه؟ وكيف يسعى ويعمل لتحقيقها؟


من هو حزب التحرير؟


يقول سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾
ويقول: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]
ويقول: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾


استجابة لأمره سبحانه وتعالى القائل في محكم التنزيل: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104] قام حزب التحرير وأسس على يد العالم الأزهري الشيخ تقي الدين النبهاني في القدس عام 1953 كحزب سياسي مبدؤه الإسلام وعقيدته وفكرته تقوم على عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله.


وحزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام. فالسياسة عمله، والإسلام مبدؤه، وهو يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة والحكم بما أنزل الله إلى الوجود.


وحزب التحرير تكتل سياسي، وليس تكتلاً روحياً، ولا تكتلاً علمياً، ولا تعليمياً، ولا تكتلاً خيرياً، والفكرة الإسلامية هي الروح لجسمه، وهي نواته وسرّ حياته.


وقد أسس وقام حزب التحرير بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها. وبغية العمل لإعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله.
أما من حيث وجوب قيام أحزاب سياسية شرعاً فالدليل على ذلك:


أولاً: أما كون قيام الحزب كان استجابة لقوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ﴾ فلأن الله سبحانه قد أمر المسلمين في هذه الآية أن تكون منهم جماعة متكتلة، تقوم بأمرين اثنين:


الأول: الدعوة إلى الخير، أي الدعوة إلى الإسلام.
والثاني: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.


وهذا الأمر بإقامة جماعة متكتلة هو لمجرد الطلب، لكن وجدت قرينة تدل على أنه طلب جازم، فالعمل الذي حددته الآية لتقوم به هذه الجماعة المتكتلة - من الدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - هو فرض على المسلمين أن يقوموا به، كما هو ثابت في كثير من الآيات والأحاديث الدالة على ذلك، عَنْ حذيفةَ رضي اللَّه عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بالْمعرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعثَ عَلَيْكمْ عِقَاباً مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجابُ لَكُمْ» رواه الترمذي


- فيكون ذلك قرينة على أن الطلب هو طلب جازم، والأمر فيه للوجوب.
ويجب أن تكون هذه الجماعة المتكتلة حزباً سياسياً، وهذا آتٍ من ناحية أن الآية طلبت من المسلمين أن يقيموا منهم جماعة، ومن ناحية تحديد عمل هذه الجماعة بأنه الدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


وعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شامل لأمر الحكّام بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، بل هو أهم أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو محاسبة الحكام، وتقديم النصح لهم، وهذا عمل سياسي، بل هو من أهم الأعمال السياسية، وهو من أبرز أعمال الأحزاب السياسية.
وبذلك تكون الآية دالة على وجوب قيام أحزاب سياسية.


غير أن الآية حصرت أن تكون التكتلات أحزاباً إسلامية، لأن المهمة التي حددتها الآية والتي هي الدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - وفق أحكام الإسلام - لا يقوم بها إلا تكتلات وأحزاب إسلامية.
والحزب الإسلامي هو الذي يقوم على العقيدة الإسلامية، ويتبنى الأفكار والأحكام والمعالجات الإسلامية، وتكون طريقة سيره هي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم.


ولهذا لا يجوز أن يكون التكتل بين المسلمين على غير أساس الإسلام فكرة وطريقة. لأن الله أمرهم بذلك، ولأن الإسلام هو وحده المبدأ الصالح في هذا الوجود، فهو مبدأ عالمي يتفق مع الفطرة، ويقوم على معالجة الإنسان من حيث هو إنسان، فيعالج طاقاته الحيوية من غرائز وحاجات عضوية، وينظمها وينظم إشباعها تنظيماً صحيحاً، دون كبت أو إطلاق، ودون أن تطغى غريزة على غريزة، وهو مبدأ شامل ينظم شؤون الحياة جميعها.


أما التكتل والتحزب على أسس أخرى غير الإسلام كالديمقراطية مثلاً، فإن الديمقراطية في حقيقتها وكما أرادها وعرفها أهلها هي حكم الشعب للشعب وبالشعب، وهي الآن يراد فرضها وتسعى أمريكا والغرب قاطبة وكل الأنظمة والدول التي قامت بعد هدم الخلافة الإسلامية وبعد مرحلة الاستعمار الحديث لبلادنا، فكل هؤلاء يسعون لإيجادها واقعا ولو بغير صورتها في الغرب، فالغاية فرضها وإيجادها في واقع حياة المسلمين لإبعاد المسلمين عن المبدأ الصحيح والطبيعي لهذه الأمة كونه يسري مسرى الدم في عروقها ونقصد به الإسلام، دين هذه الأمة ومبدؤها الفكري والعقائدي.


فأصل النظام الديمقراطي أن الشعب هو الذي يملك الإرادة والسيادة، ويملك التنفيذ، فهو الذي يملك تسيير إرادته لأنه سيد نفسه، وليس لأحد سيادة عليه، وبذلك يكون هو المشرع، فيشرع الشرع الذي يريد ويلغي ويبطل الشرع الذي يريد إبطاله. ولما كان لا يستطيع ذلك بنفسه فإنه يختار نواباً عنه ليقوموا بالتشريع نيابة عنه.


وهو الذي يملك الحكم والتنفيذ، ولما كان من المتعذر أن يباشر الحكم بنفسه لذلك فإنه يختار حكاماً ليقوموا نيابة عنه بتنفيذ التشريع الذي شرعه الشعب، وبذلك كان الشعب مصدر السلطات في النظام الرأسمالي الغربي، فالشعب هو السيد وهو الذي يشرع ويحكم.


وهذا النظام الديمقراطي مخالف لأحكام الإسلام، فالمسلمون مأمورون بتسيير جميع أعمالهم بأحكام الشرع. والمسلم عبد لله، فهو يسيّر إرادته وفق أوامر الله ونواهيه، والأمة لا تملك أن تسيّر إرادتها وفق هواها، لأنها ليست لها السيادة، والذي يسيّر إرادتها هو الشرع لأنه صاحب السيادة. لذلك فإن الأمة لا تملك التشريع لأن الله هو المشرع، ولو أجمعت الأمة على إباحة ما حرم الله، مثل الربا أو الاحتكار أو الزنا. أو شرب الخمر فلا يكون لإجماعها أية قيمة لأنه يتناقض مع أحكام الإسلام، فإن أصرت على ذلك فإنها تكون قد خالفت أمر ربها وعصته والأمة الإسلامية لن تقدم على هذا وتخالف أمر ربها.


إلاّ أن الله سبحانه وتعالى قد جعل السلطان أي الحكم والتنفيذ للأمة، فجعل لها حق اختيار الحاكم وتنصيبه، ليقوم بالحكم والتنفيذ نيابة عنها، وقد شرّع الله لها كيفية تنصيب الحاكم بالبيعة. وبهذا يدرك الفرق بين السيادة والسلطة، فالسيادة للشرع والسلطة للأمة.


وقد نشأ حزب التحرير عام 1953م في القدس على يد العالم الجليل الشيخ تقيّ الدين النبهاني، وهو من مواليد عام 1914م في قرية إجزم من أعمال حيفا في فلسطين، درس في الأزهر الشريف بمصر وحصل على شهادة الغرباء، ثم العالِمية 1932م، وعمل في القضاء.
كان رحمه الله تعالى فقيهاً ومفكراً سياسياً، وضع الفكر الذي قام على أساسه حزب التحرير لتكون القيادة فيه فكرية لا شخصيّة، وليكون الولاء فيها للإسلام فقط، أي لله والرسول، والبراءة مما سواهما.


وأهمّ الكتب التي وضعها لبناء حزب التحرير: كتاب نظام الإسلام، نظام الحكم، النظام الاقتصادي، مقدمة الدستور، النظام الاجتماعي، الشخصية الإسلامية في ثلاثة أجزاء (الأول في الفكر، والثاني في الفقه، والثالث في أصول الفقه) وكتب مفاهيم حزب التحرير ومفاهيم سياسية ونظرات سياسية، وفي الفكر كتاب التفكير وكتاب سرعة البديهة، وغيرها الكثير من المباحث في الفقه والسياسة والفكر.


تُوُفِىَ الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله عام 1977م، وتولَّى إمارة الحزب بعده أخوه ورفيق دربه الشيخ عبد القديم زلوم، وهو من مواليد مدينة الخليل في فلسطين عام 1924م، ودرس في الأزهر الشريف وحصل على شهادة العالـِمية تخصص القضاء.
أعاد طباعة كتب الحزب بعد أن نقحها وخرج الأحاديث، ووضع كتاب الأموال في دولة الخلافة وفصّل وشرحَ كتاب نظام الحكم في الإسلام، وللحزب في عهده إصدارات كثيرة مثل:


- نقد الدستور الإيراني
- الديمقراطية نظام كفر
- مفاهيم خطرة على الإسلام
- مباحث فقهية في حكم أطفال الأنابيب والاستنساخ
هذا بالإضافة لإصدار شباب الحزب مجلّة الوعي، والكثير من الأبحاث الفقهية والسياسية والفكرية. وفي عهده توسَّع مجال عمل الحزب ليشمل بلاداً جديدة جعله يتواجد في القارات الخمس.


ثم استلم إمارة حزب التحرير الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة عام 2003م (حفظه الله وسدد خطاه وفتح على يديه) والمعروف لدى كثير من أهل الأردن؛ نقابيين وسياسيين وصحفيين ووجهاء ومفكرين وغيرهم.
ولد الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله عام 1943م في مدينة رعنا من أعمال الخليل بفلسطين، ودرس الهندسة المدنيّة في القاهرة، عمل مع الحزب منذ صباه، وبعد أن تخرج مهندساً عمل في دول عدة كان يحمل فيها مع عمله دعوة حزب التحرير في الحجاز والعراق وليبيا والأردن.
كلفه الحزب في آخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي فأصبح أول ناطق رسمي باسم حزب التحرير، وكان حينها مقيماً في عمان بالأردن.


وقد ألف وأصدر عدداً من الكتب منها:
- كتاب التيسير في أصول التفسير - تفسير سورة البقرة
- كتاب تيسير الوصول إلى الأصول (في أصول الفقه)
- كتاب الأزمات الاقتصادية - واقعها ومعالجاتها من وجهة نظر الإسلام.


وقد أصدر الحزب منذ إمارة الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة عدة كتب منها، من مقومات النفسية الإسلامية، وكتاب أجهزة دولة الخلافة في الحكم والإدارة، وكتاب أسس التعليم المنهجي في دولة الخلافة.


خطا الشيخ عطاء بالحزب خطوات كبيرة باتجاه تحقيق الهدف، وذلك بتقديم الحزب باعتباره قيادة سياسية إسلامية عالمية، وذلك بأعمال جماهيرية عامّة، من مسيرات ومؤتمرات في كلّ البلاد، ومؤتمرات عالمية مثل مؤتمر علماء المسلمين في إندونيسيا عام 2009م، حضره سبعة آلاف عالم من المسلمين من بلاد كثيرة، والمؤتمر الاقتصادي العالمي في الخرطوم بالسودان عام 2009م، ومؤتمر عالمي للمرأة في ظلّ الخلافة ودورها السياسي، في تونس، وفي إندونيسيا عقد مؤتمرين عالميين بمناسبة هدم الخلافة حضر في كل منهما أكثر من مائة ألف.
وفي عهد الشيخ عطاء - حفظه الله - أنشأ الحزب قنوات إعلامية، لتخترق طوق التعتيم الإعلامي المضروب على الحزب منذ نشأته؛ فأنشأ المكاتب الإعلامية لفروع الحزب في عشرات الدول، وكذلك الناطقين الرسميين باسم الحزب، هذا للرجال، وفي كثير من البلاد للنساء أيضاً.
فصارت البيانات الصحفية، والمؤتمرات الصحفية، وبيانات الناطقين الرسميين باسم الحزب، مادة إعلامية يومية في كلّ البلاد وحيث وجد حزب التحرير، في بلاد المسلمين العربية وغير العربية، وفي البلاد الأخرى حيث وجد مسلمون في أوروبا وأمريكا وروسيا وأستراليا...
كذلك وظّف الحزب شبكة الإنترنت لدعوته في العالم، وأنشأ له مواقع رسمية كثيرة، في كل البلاد وبكثير من اللغات، حيث وجد الحزب وكذلك شبكات التواصل (الاجتماعي) المسماة بالفيسبوك وتوتير.


وأنشأ إذاعة رسمية للحزب على الإنترنت، ثم موقعاً خاصاً بأمير حزب التحرير، حيث يتواصل المسلمون معه في الفقه والسياسة والفكر وغيرها.


غاية الحزب وأهدافه:


- غاية الحزب والهدف الأسمى هو استئناف الحياة الإسلامية كما عاشها واستظل بها المسلمون طوال ثلاثة عشر قرنا من الزمان، حياة فيها الأمان والاطمئنان فيها العزة والكرامة، يطبق فيها شرع الله سبحانه وتعالى على كل من استظل بظلها من البشر بغض النظر عن لونهم وعرقهم ودينهم ولا نعني بهذا إعادة عجلة التاريخ واستنساخ الأشكال التاريخية للحكم وللدولة الإسلامية بكل ما فيها من هنات وسوء تطبيق أحيانا كما يروج لذلك الحاقدين وبعض الجاهلين من المسلمين، بل هي عودة لأصل فكري مبدئي ثابت يتمثل بالقرآن الكريم وبسنة وسيرة الرسول الكريم الصحيحة عليه الصلاة والسلام، بحيث تستنبط كل المعالجات والأحكام والحلول لكل جوانب الحياة السياسية منها أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو غير ذلك من هذا الأصل الثابت أو تبنى عليه.


واستئناف الحياة الإسلامية، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم كغاية تعني إعادة المسلمين إلى العيش عيشاً إسلامياً في دار الإسلام، وفي مجتمع إسلامي ولا يكون ذلك إلا بإيجاد الدولة الإسلامية دولة الخلافة كما أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


- والحزب يهدف إلى إنهاض الأمة النهضة الصحيحة، بالفكر المستنير، ويسعى إلى أن يعيدها إلى سابق عزّها ومجدها، بحيث تنتزع زمام المبادرة من الدول والأمم والشعوب، وتعود الدولة الأولى في العالم، كما كانت في السابق، تسوسه وفق أحكام الإسلام.
كما يهدف إلى هداية البشرية، وإلى قيادة الأمة في صراعها مع الكفر وأنظمته وأفكاره، حتى يعم الإسلام الأرض.


طريقة حزب التحرير وكيفية تحقيق أهدافه وغاياته:


ومنهج التغيير في رؤية حزب التحرير يتلخص في أن المسلمين اليوم يعيشون في دار كفر، لأنهم يُحكمون بغير ما أنزل الله، ومن ثم فإن دارهم تشبه مكة حين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك يجب أن تكون الفترة المكية في دعوته عليه الصلاة والسلام هي محل البحث والاستنباط لطريقة تغيير المجتمع حتى يصبح مجتمعاً إسلاميا بكل معنى الكلمة، وتتغير كل مكونات المجتمع فتصبح إسلامية؛ الناس والأفكار السائدة في المجتمع، ومشاعر الناس التي تثيرهم فرحاً وغضباً، بالإضافة لما يطبق عليهم من قوانين وأنظمة، لتسيير شؤون الناس وحل مشكلاتهم، فالمجتمع في حقيقته يتكون من الناس أو الأفراد والأفكار والمشاعر والأنظمة وليس فقط من أفراد كما هو شائع عند كثير ممن يظنون أن تغيير الأفراد فقط وجَعْلَهم يلتزمون بأحكام العبادات في الإسلام مثلا كفيل بتغيير المجتمع وجعله مجتمعاً إسلامياً.
ومن تتبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة حتى أقام الدولة في المدينة تبين أنه مرّ في مراحل بارزة المعالم، كان يقوم فيها بأعمال معينة بارزة.. فأخذ الحزب من ذلك طريقته.


وبناء على ذلك حددّ الحزب طريقة سيره بثلاث مراحل:


المرحلة الأولى: مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته لتكوين الكتلة الحزبية.
المرحلة الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة، لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كي تعمل على إيجاده في واقع الحياة ويبدأ الحزب فيها بطلب النصرة كما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام في آخر العهد المكي.
وتمثل هاتان المرحلتان العهد المكي من تاريخ الدعوة الإسلامية.
الثالثة: مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم بالجهاد.


وتتم المرحلة الأخيرة وهي استلام الحكم نتيجة لطلب النصرة حيث يطلب الحزب النصرة من كل القوى التي فيها مظنة الإمساك بزمام الحكم أو التي تملك قوة تمكنها من حيازة الحكم، وباستجابة هذه القوة وتسليمها الحكم وإعادة السلطان وخضوع هذه القوة لسلطان الأمة لتختار الأمة وبكل حرية وتمكين من يحكمها، يكون الحزب قد وصل لغايته من إقامة دولة الخلافة التي تطبق الإسلام وتحمله رسالة للبشرية جمعاء فتكون الحياة الإسلامية والعيش الطبيعي في ظل تطبيق الإسلام وأحكامه في كل جوانب حياة المسلمين كما عاشها الجيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وهو ما نقصده باستئناف الحياة الإسلامية.


واليوم ومنذ أكثر من ستين عاماً، فإن حزب التحرير يدعو المسلمين والعالم للقيادة الإسلامية بفكرة واضحة وأحكام بيّنة مأخوذة باجتهاد صحيح من الإسلام وليس من أيّ شيء غيره. وهذا كله معروف ومشهور بين الناس، ومتاح للجميع، سواء بوجود شباب حزب التحرير بين الناس، أم بدعوته المبثوثة للناس صباح مساء، في كلّ شأن من شؤون الحياة، أم في كتبه ونشراته وكل إصداراته المعروضة بكل وسيلة متاحة، حتى ملأت العالم وبلغت الآفاق، بكل لسان ولكلِّ قوم في هذه الدنيا.


وملخص طريقة الحزب أنها تقوم على العمل السياسي في الأمة دون العمل المادي حتى تستلم الأمة الحكم، وتحمل الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد. ومعنى ذلك أن الحزب الذي يقود التغيير يحرم عليه شرعاً ولا يجوز له بأي حال من الأحوال استخدام وسائل مادية في تغيير حال الواقع، بل إن كل عمله فكري سياسي، من خلال صراع الأفكار الجاهلية الموجودة عند الناس حتى يتركوها ويحتضنوا أفكار ومفاهيم الإسلام فقط، ومن خلال كفاح الأنظمة الموجودة في بلاد المسلمين عن طريق كشفها ومحاسبتها والتصدي لمؤامراتها وعداوتها للإسلام نيابة عن الكفار. والعمل في هذين الخطين (الصراع الفكري والكفاح السياسي) أي العمل الواجب اتباعه في التغيير هو أساس التغيير الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم بالتركيز على عقائد الناس وفكرهم قبل حكمهم بنظام من جنس ذلك. وهذه هي الطريقة الشرعية المستنبطة من فعل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الثابتة في السيرة الصحيحة والتي ألزم بها حزب التحرير نفسه في السير في تغيير واقع الأمة، وهذا النهج في العمل يوافق أيضاً القاعدة القرآنية العريضة التي قضاها الله كمعادلة للتغيير، فقال: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].


إن حزب التحرير - في قيادته للأمة الإسلامية - صار هو والغرب الكافر المستعمر وحلفاؤه وعملاؤه، كفرسي رهان، وكم يبذل هذا العدو في سبيل صناعة قيادات للمسلمين في كل مجالات الحياة، السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وبشتى الوسائل والأساليب وبأموال هائلة تنفق على ذلك، يسانده إعلام قوي مؤثر مشوِّه للحقائق ومضلل للألباب يغشي الأبصار ويصم الآذان، وكم تبذل الحكومات العميلة والدول الكافرة من جهود في إبراز هذه القيادات المصنوعة على عين الكفار، وكل هذا مستمر في بلاد المسلمين جميعاً، حتى لا تقوم للإسلام والمسلمين قائمة، وتبقى حالة الذلة والتبعية التي ترزح الأمة تحت نيرها منذ عقود، وحتى يمنع وصول الإسلام السياسي الصحيح والقائمين الحقيقيين عليه كحزب التحرير إلى قيادة الأمة. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.


إن حزب التحرير يدعو المسلمين أن ينصروا الله ورسوله والمؤمنين، بالعمل معنا لنرفع جميعاً راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، حتى نقيم معاً الخلافة الراشدة الثانية، التي وعدنا بها المولى سبحانه، وبشرنا بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾. [الروم: 4-7]


السادة النواب:


لا شك أنكم تلاحظون وترون بأم أعينكم هذه الهجمة الشرسة على بلادنا ونهب ثرواتها والتخطيط لتقسيمها وإثارة الحروب والنعرات بين أبنائها وإبقائها في دوامة من الفقر والتبعية والمديونية والعنف والجهل والتخلف، فدماء المسلمين وأرواحهم باتت رخيصة وبلادهم مستباحة، فإذا قام ثلة من أبناء البلاد من هذه الأمة العظيمة الغيورين على دينهم وبلادهم وأمتهم وخاطبوا الناس في أماكن تجمعاتهم في الحارات والبيوت والمساجد بغية إنهاض الأمة والمسلمين وكشف مخططات الكفر والكفار وتوعية المسلمين على دينهم كما رضيه الله سبحانه وتعالى لهم، أصبحوا بهذا العمل ولأجل هذا العمل يلاحقون ويعتقلون ويسجنون!!


فهل أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إرهاباً وجريمة لا تُغتفر؟!
وهل أصبح من يدعو لتحرير الأمة من قيود الذل والتبعية للكفر ودوله إرهابياً أو مجرما في نظر القانون؟!
وهل أصبح من يدعو لتطبيق الإسلام وإيجاد أحكامه في واقع الحياة مجرما يستحق العقوبة والسجن؟!
وهل أصبح من يدعو لجعل القرآن دستورا تستنبط منه الأحكام وتبنى عليه يستحق أن يطارد ويلاحق ويسجن؟!
وهل أصبح من ينادي بتحرير المقدسات من نجس يهود يستحق المحاكمة والعقاب؟!
وهل أصبحت المساجد والتي هي في الأصل بيوت الله سبحانه وتعالى، يذكر فيها وتتلى فيها آياته وتعقد فيها حلقات العلم وكانت منها وفيها تعقد ألوية الجهاد وتنطلق جيوش الفتح منها، هل أصبحت حكرا على موظفي الحكومة بقانون ما يسمى بالأوقاف، ويمنع المسلمون فيها من الجهر بكلمة الحق أو محاسبة أو كشف ما يخطط من مؤامرات على هذه الأمة؟!
وهل وهل وهل.....؟!!


فالأسئلة والتساؤلات كثيرة وعديدة، فهل يمكن أن نجد منكم يا معشر النواب آذانا صاغية وقلوبا واعية تستجيب لداعي الله سبحانه وتعالى فتقفوا وقفة يرضاها الله سبحانه وتعالى لتزيلوا ظلما تمارسه الدولة على حملة دعوة خالصة ومخلصة لله سبحانه وتعالى، وتنتصروا لمشروع الأمة - مشروع دولة الخلافة على منهاج النبوة - الذي سوف يعيد لها كرامتها وعزتها ويقطع أيدي أعدائها؟



29 من شهر ذي القعدة 1436هـ

الموافق 13 من أيلول 2015م


حزب التحرير - ولاية الاردن

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية الأردن
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
E-Mail: info@hizb-jordan.org
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد