7 من ذي القعدة 1445    الموافق   Apr 26, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




الأمن والأمان شعور ... لا مجرد شعار ..!!

إن الأمن والأمان كان شعورًا وشعارًا على عهد عمر بن الخطاب الذي حكم فعدل فأمن فنام، وهو شعار تطبيق الإسلام على كل فرد من أفراد الرعية مسلمًا كان أو غير مسلم، إن الأمن والأمان قول وفعل، فإذا اكتفينا بالقول كان الأمر مجرد كذب ونفاق وتدليس على الناس، فلا الشعارات المكتوبة ولا المقالات والندوات والخطب تغني أو تسمن من جوع، فلا بد من عمل يصدق القول والشعارات، ويشعر به الناس ويعيشونه واقعًا في حياتهم ليطمئنوا أن لهم دولة وقيادة ترعاهم وتسهر على مصالحهم وراحتهم، وإلا فمهما طال الزمن وطال الليل فلا بد للفجر من الظهور وينقشع الظلام ويزول معه الظالم مهما دجج بالسلاح، وتغطرس وتجبر, ولنا فيما نرى ونعيش من أحداث وزعامات قتلت ونُحيت وسجنت خير مثال ودليل. فالأمن والأمان ليس شعارًا يكتب على لوحات أو مقالات أو يُتَغنى بها في المناسبات، فالدول التي تحترم نفسها وتسوس رعاياها بالعدل والرحمة وبعيدًا عن الفساد والمحسوبيات تجعلهم يشعرون ويعيشون الأمن والأمان، فليس الأمن والأمان أكلاً وشربًا ونومًا يرافقه ذلٌ وكبتٌ، وتطبيق كل ما يخالف شرع الله تعالى, وهو ما يخالف عقيدة الشعوب المسلمة في كل بلاد المسلمين, ومنها الأردن، وهو أيضا يخالف فطرة البشر السليمة.
إن بلاد المسلمين قاطبة لا أمن ولا أمان لها إلا بالإسلام، فالبلاد التي يكون أمانها بأمان الإسلام وسلطانه هي البلاد التي تطبق الإسلام مبدأ حياة، ويعيش ويحس ويشعر الناس بالأمن والأمان على حياتهم وأعراضهم ودينهم وأرضهم ومقدساتهم، فأي أمن وأمان ذاك الذي يردده إعلام وكتاب التدخل السريع ومشايخ الفضائيات والحكام ..؟!
- أهو أمن وأمان تطبيق الأحكام الوضعية المستمدة من دساتير الغرب الكافر؟
- أهو أمن وأمان تحرر المرأة ودعوتها لكل رذيلة؟
- أهو أمن وأمان القوانين التي تبيح للمثليين أن يسرحوا ويمرحوا دون حسيب أو رقيب؟
- أهو أمن وأمان الفساد الاقتصادي ونهب ثروات المسلمين وإعطائهم الفتات؟
- أهو أمن وأمان استباحة ساحات الأقصى وحرمات ودماء المسلمين وأعراضهم؟
- أهو أمن وأمان مهرجانات الغناء والعري والأزياء وكل السقاطات؟
- أهو أمن وأمان الرضا بتقسيم بلاد المسلمين تحت مرأى وبصر جيوش المسلمين؟
- أهو أمن وأمان سجن كل من يصدع بقول الحق والدفاع عن المسلمين؟
- أهو أمن وأمان إفساد التعليم والشباب والفتيات؟
أي أمن وأي أمان وكل شبر مستباح للكفار يصولون ويجولون في بلاد المسلمين تقتيلاً وتقسيمًا وتأمرًا على الأمة والإسلام والمسلمين؟ هل الأمن والأمان هو بمنظوركم أيها الحكام الظلمة أن نعيش عيش البهائم للأكل والشرب والنوم؟ أم أن الأمن والأمان هو إفساد الناس بالسهر لمنتصف الليالي دون حسيب أو رقيب للشوارع والأماكن العامة والترفيهية؟ إن الدولة هي بمثابة الأب الحاني لكل فرد من أفراد الرعية، تجعله يشعر بالأمن والأمان برعايته وحمايته داخليًا وخارجيًا:
أما على الصعيد الداخلي: فيشعر الفرد أن حقه غير مهضوم في كل مناحي الحياة، فهو غير مضطر للرشوة والوساطة التي تُذل الإنسان المسلم الحر، فعندما يشعر المسلمون أنهم ورجال الأمن إخوة ويتعاونون على حفظ كل ما يخالف شرع الله تعالى، ولا يشعرون أن الدولة إنما هي للجباية والضرائب فقط، بل هي دولتهم, وهي ترعاهم وتوفر لهم كل سبل الراحة والأمان, وهي تحافظ عليهم من كل ما يخدش الحياء العام, وينتهك أي حرمة من حرمات الإسلام، وليست كما نرى ونعيش اليوم تحمي كل رذيلة وتنميها وبأيدي أبنائنا من قوات الأمن وبأموالنا، وأقرب مثال نعيشه مهرجان جرش وحماية المثليين وأمثالهم وغير ذلك كثير ...!!
وأما على الصعيد الخارجي: أن يكون الإسلام أساس التعامل مع الدول الأخرى, وأن تعمل على إيصال دعوة الإسلام للناس كافة، وعليه فواجب الدولة أن تحمي البلاد من يهود وأمثالهم ومن كل طامع في بلاد المسلمين وثرواتهم، وأن توفر لرعاياها العزة والاحترام والكرامة بين الشعوب على أساس التعامل بالمثل، وأن لا تثقل كاهلهم بالجمارك, بل تيسر لهم سبل التنقل والتواصل والتجارة والصناعة، ومثل ذلك كثير يجب توفيره للرعية حتى تشعر بالأمن والأمان. إن من يسعى لتوفير الشعور بالأمن والأمان حقًا هو من يسعى لتطبيق عقيدة المسلمين في كل مناحي الحياة، فحتى يشعر المسلم بالأمن والأمان لا بد أن يشعر أن مصالحه بأيد أمينة, وأيد عادلة, لا خائنة ولا ظالة، لذلك يجب أن يوضع الرجل المناسب والكفؤ في المكان المناسب، فرب العالمين أكرمنا بالإسلام, وهو دين كامل متكامل, فيه معالجات لكل مناحي الحياة سواء الاقتصادية منها أو الاجتماعية أو المعاملات والعلاقات الداخلية والخارجية، فعلام نتهالك شرقًا وغربًا, ونستجير برمضاء الكافر؟ ولن نرى إلا السراب والعطش والموت والذل. وحيث لا دولة من دول العالم الإسلامي تطبق شرع الله سبحانه وتعالى، فإننا في حزب التحرير ندعوكم أيها المسلمون للعمل على حمل الإسلام ليكون في الحكم, واسترداد سلطانكم المسلوب والمغصوب، وتطبيق شرع الله تعالى, وذلك باستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الخلافة الإسلامية التي تحقق لكم حقيقة الأمن والأمان.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن
الأستاذ/ وليد نايل حجازات

 

     
05 من ذي القعدة 1436
الموافق  2015/08/20م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد