8 من ذي القعدة 1445    الموافق   Apr 27, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




حزب التحرير وصراعه مع أنظمة الظلام

 

إن صراع حزب التحرير مع أنظمة الظلام هو صراع حقيقي، وذلك ﻷن كِلا الطرفين يحمل مشروعًا مختلفًا ومتباينًا، فحزب التحرير يحمل مشروعًا لنهضة اﻷمة، ﻻ بل لنهضة البشرية جمعاء. بينما يحمل الغرب الكافر مشروعًا يستعبد به البشر من خلال سيادة المبدأ الرأسمالي على العالم، وذلك من خلال استعماره للأمم والشعوب ونهب خيراتها لكي تستأثر بها فئة قليلة من أصحاب الشركات والسياسين الفاسدين.
ولذلك قام الغرب الكافر بشن هجماته المتتالية على اﻷمة اﻹسلامية ﻹخضاعها لكي يتسنى له السيطرة عليها فكريا وسياسيا من خلال عملائه أو من خلال سيطرته العسكرية مباشرة.

وإن ما يقوم به من محاولة لتشويه الحزب والتضيق عليه في العديد من دول الغرب، ليدلل على حقدهم وخوفهم من قدرة الحزب وتأثيره الكبير، وكذلك التضيق عليه ومحاربته في بلاد المسلمين ليدلل على رعبهم من تأثير الحزب وقيادته لفكرة الحكم بما أنزل الله تعالى.

ولذلك قام حزب التحرير بالوقوف أمام الهجمة الشرسة على اﻹسلام والمسلمين من خلال حمله للمنظومة اﻹسلامية كاملة متمثلة بعقيدتها وأفكارها وأخلاقها, وجميع أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن خلال إدراك حزب التحرير لطبيعة العقيدة الإسلامية وما فرضته أحكامها المستنبطة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، انحاز حزب التحرير لقضية اﻷمة المصيرية، بالعمل لاستئناف الحياة اﻹسلامية. ولذلك كان وقوف حزب التحرير أمام الفخاخ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي مكر وخطط لها الكفار وعملاؤهم ﻹيقاع اﻷمة بها، فقام الحزب بفضح المستعمر وعملائه من خلال بيان اﻷمر للأمة وكشف المؤامرات المتتالية، ودعوته للأمة بالالتفاف حوله لكي يأخذ بيدها إلى بر الأمان.
وكذلك كان حزب التحرير رائدًا في تبني مصالح اﻷمة على أساس الحكم الشرعي، فلم يجعل لمصلحة الحزب أو الدعوة تأثيرًا على سيره أو مدخلا لانحرافه, ولذلك قام حزب التحرير على تحديد الطريقة الشرعية المستنبطة من اﻷدلة التفصيلة, فكان رائدًا في الثبات على فكرته وطريقته، فلم يبدل ولم يغير من فكرته أو طريقته استجابة لضغوط مرحلة أو لتحقيق مصلحة.

وكذلك كان حزب التحرير رائدًا في العمل السياسي والدعوي عندما جعل من اﻷمة أساسا ومكانا لعمله، فحدد أن السلطان للأمة، وأن أمان الدولة ﻻبد وأن يكون أمانها من أمان المسلمين أنفسهم، وبذلك رفض وبشكل قاطع أي تنازل للأنظمة وعدَّ ذلك خيانة.

وكذلك كان حزب التحرير رائدًا بالوقوف أمام اﻷفكار الفاسدة، التي تعمل أنظمة الظلام ﻹيجادها وتمكينها من خلال اﻷنظمة والقوانين، ومن خلال ربط مصالح الناس بها وبمؤسساتها السياسية والقضائية والاقتصادية والاجتماعية، فبين فسادها وعدم صلاحيتها لرعاية شؤون المسلمين، كونها تخالف طريقة اﻹسلام في الرعاية، وتخالف اﻷحكام الشرعية باﻹشباع.

وكذلك كان حزب التحرير رائدًا بإزالة اﻷتربة عن أفكار اﻹسلام وعقيدته جراء عوامل التغشية والتضليل التي مارستها أنظمة الضلال على اﻷمة منذ ما يقرب من مئة عام، فاستنبط من الكتاب والسنة النبوية مجموعة من اﻷحكام الشرعية صيغت على شكل أنظمة سياسية وفكرية تعيد ثقة اﻷمة بإسلامها العظيم، فكان النظام الاقتصادي, ونظام الحكم, والنظام اﻹجتماعي، ومشروع الدستور, وقانون العقوبات، وغيرها الكثير من الكتب التي تبين سعة وشمول اﻹسلام وقدرته على معالجة حاجات اﻹنسان.

وكذلك كان حزب التحرير رائدًا في تحديد علاقته مع أنظمة الكفر، فرفض جميع أشكالها وحاﻻتها، ورفض جميع أنظمتها وقيمها، وبين فسادها وعدم أهليتها وشرعيتها بحكم المسلمين، فضلا عن عدم صلاحيتها لحكم غير المسلمين.

وكذلك كان حزب التحرير رائدًا في ضرب أروع اﻷمثلة في تصديه ﻹجرام أنظمة الضرار التي أوقعت عليه وعلى اﻷمة جراء أمره بالمعروف والنهي عن المنكر، فوقع عليه من التضيق والتشديد والمنع لنشاطاته السياسية والفكرية ما زاده تصميمًا على القيام باﻷعمال السياسية بمزيد من اﻹبداع.

وكذلك كان وما زال حزب التحرير رافضا دفع أي استحقاق للأنظمة من خلال الخضوع لشروطهم التي قيدوا بها الحركات واﻷحزاب اﻹسلامية وغير اﻹسلامية، وذلك من خلال عدم اعترافه بحق اﻷنظمة بفرض شروطها وإملاءاتها لممارسة الحزب لعمله في الدعوة لاستئناف الحياة اﻹسلامية، كما وأسس الحزب عمله وشرعيته مما أوجبه الله تعالى عليه بقوله: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). ولذلك كان الغرب الكافر وعملائه يعادون حزب التحرير لما يمثله من وعي فكري وسياسي، ولما يمثله من عمل جاد ﻹيجاد الفكرة في المجتمع للوصول به لمرحلة إخراج نفوذ الغرب وعملائه من بلاد المسلمين، وإحلال منظومة سياسية وفكرية تتمثل بنظام الخلافة اﻹسلامية الراشدة على منهاج النبوة بديلاً وحيدًا عن جميع أنظمة الظلم والطغيان.

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - الأردن
الأستاذ: إبراهيم حجات

     
16 من جمادى الأولى 1436
الموافق  2015/03/07م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد