منذ هدم دولة الخلافة كانت ولا زالت السفارات الأجنبية التي زرعها الإستعمار في بلاد المسلمين أوكارًا للتجسس على المسلمين والتآمر عليهم. ولقد كان هذا الأمر يتم في السر وخلف الستار لكن أن يصبح الأمر مفضوحًا وبشكل علني ليدل دلالة واضحة على حجم العداء لهذه الأمة وشدة التنافس على شراء ذمم أصحاب النفوس المريضة كي يبقى نفوذهم في بلاد المسلمين ويعملوا على ضرب أي حركة للأمة تجاه نهضتها بأبنائها.

هذه السفارات التي تعمل ليل نهار لخدمة مصالح بلادها في بلاد المسلمين لا تدخر جهدًا في دراسة المجتمعات وطبيعتها بل تعمل على نقل كل صغيرة وكبيرة لدوائر صنع القرار في بلادها ولا يغيب عنا التسريبات (ويكيليكس) التي فضحت ولا زالت تفضح الساسة الأمريكان ورجالاتهم في بلاد المسلمين حيث نشر موقع (ويكيليكس) وثيقة مصنفة على أنها سرية بتاريخ 28/7/2009 أبرقتها السفارة الأمريكية في عمان لواشنطن حول مباراة كرة قدم بين فريقي الوحدات والفيصلي وما حدث بين مشجعي كلا الفريقين من تشاحن.

أما الآن فأصبح العمل على المكشوف فلا يكاد يمر شهر حتى نسمع أو نرى أو نقرأ في وكالات الأنباء والصحف عن تحركات السفراء في بلادنا شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا. فنراهم يزورون نوابًا وأعيانًا ويجتمعون بكتَّاب ووجهاء عشائر ويتنافسون فيما بينهم في إظاهر أنهم يريدون الأفضل لبلادنا ويعملون على مساعداتنا حتى إنهم أصبحوا يتنافسون في أكل المنسف فقد نشر بيتر ميليت - السفير البريطاني- على حسابه تويتر أن "دبلوماسية المنسف تصل السفارة البريطانية في الأردن" ونشر ميليت في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر عبارة شكر "لأصدقائه الأردنيين" الذين رافقوه في جولات بمناطق الأردن، حيث تناول طعام المنسف الذي يفضله (السوسنة الإخبارية 18/2/2015). ثم نرى السفير الأمريكي ستيوارت جونز وهو يأكل المنسف في إحدى مدن الجنوب، بل إن السفيرة الجديدة لأمريكا تناولت الفلافل في أحد شوارع عمان.

إن الناظر لتحركات هؤلاء السفراء يرى أنهم يتنافسون فيما بينهم لشراء ذمم الناس وصنع عملاء لهم في بلادنا فتراهم تارة يجتمعون بالتجار وتارة أخرى بمؤسسات المجتمع المدني التي عملوا على إنشائها وتمويلها للتحكم بها والتدخل في كل حي وكل شارع في بلادنا، وتارة أخرى بعسكريين وتارة بمدنيين وإعلاميين وطلاب جامعات لينشروا مالديهم من ثقافة منحلة ونشرها في مجتمعنا.

إن هذه السفارات ما هي إلا أوكار لا تصلح إلا بيوتًا لأفاعٍ سامة يجب قطع رأسها ولا يكون هذا إلا بعودة المسلمين لمبدئهم وعقيدتهم وأن يقيموا دولتهم دولة الخلافة التي ستقتلع نفوذ الغرب الكافر من بلادنا وتقطع أيدي وأرجل هذه الأنظمة الجاثمة على صدور المسلمين والتي جعلت من بلادنا مرتعًا لهذه الأفاعي تسرح وتمرح دون رقيب ولا حسيب.

فالواجب على المسلمين في هذه البلاد محاسبة النظام والأخذ على يده لسكوته على هؤلاء السفراء بالتحرك كيفما شاءوا في أرجاء البلاد، وأن يعملوا مع المخلصين من أبناء الأمة على خلع أنظمة الكفر والضرار واستئناف الحياة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة التي نريد خلافة راشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، كي تعود الأمة لمجدها التليد وتعود خير أمة أخرجت للناس فتنشر العدل والرحمة في أنحاء العالم وتكون هي الدولة الأولى فيه.

محمد زلوم - عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية الأردن