أثناء زيارته للأردن والمنطقة صرح ولي عهد بريطانيا أمير وليز الأمير تشارلز عن قلقه إزاء التهديدات التي تستهدف مسيحيي الشرق، ووصف وضعهم بالمأساوي، وقال: "إنها مأساة لا توصف" وكانت جمعية خيرية كاثوليكية بريطانية أصدرت تقريرًا يشير إلى تعرض مسيحيي الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا إلى الاضطهاد.
عجيب أمر هذا الغرب الكافر المستعمر! كم يكذب على البشرية وعلى شعوبه! ويقلب الحقائق، ويلبس الحق بالباطل! إن الناظر إلى العالم، والعالم الإسلامي يجد أن المضطهد فيه والذي يعذب ويقتل هم المسلمون وليس النصارى، وأن هذا الاضطهاد للأمة الإسلامية في بلاد المسلمين وغيرها يتم بدعم ورعاية هذا الغرب الكافر المستعر، وبغطاء سياسي منه، ويكفي أن تسمع نشرة أخبار واحدة؛ لتدرك كم المسلمون يعذبون ويقتلون منذ عشرات السنين، ثم يوصف المسلمون بعد ذلك بأنهم هم الإرهابيون!!

بل إنك إذا دققت النظر تجد أن النصارى في البلاد الإسلامية تم استغلالهم من قبل هذا الغرب المستعمر في اضطهاد المسلمين في تلك البلاد كما حدث في لبنان أيام الحرب الأهلية مثل صبرا وشاتيلا، ومثل ما حدث ويحدث في نيجيريا من حرق مساجد وقرى إسلامية على يد نصارى نيجيريا، ومثل ما حدث في جنوب السودان وغيرها قي بلاد العالم الإسلامي، بل إن الظلم الواقع على البلاد الإسلامية أكبر من ذلك، وكله برعاية هذا الغرب المستعمر وتدبيره، فرغم أن نصارى البلاد الإسلامية نسبتهم ضئيلة إلا أن امتيازاتهم أكبر من حجمهم، فتجدهم القريبين من الطبقة الحاكمة، وهم في الأغلب يسيطرون على حجم اقتصادي في تلك البلدان أكبر من نسبتهم، بل وصل الأمر إلى أن يكونوا حكامًا على المسلمين في بلادهم مثل لبنان ونيجيريا، وإريتيريا، وجنوب السودان.

على كل لقد كان المسلمون دوما في ظل دولة الخلافة يعاملون النصارى على اختلاف كنائسهم مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من آذى ذميا فقد آذاني». فهم في ذمة المسلمين والخلافة، وهم وغيرهم من غير المسلمين يمارسون حياتهم وعباداتهم وتجارتهم في أمن وأمان، ورعاية كاملة من الدولة، بل إن التاريخ يقول: "إن مئات من النصارى مثل الأقباط في مصر كانوا يضطهدون على يد الإمبراطورية الرومانية النصرانية لاختلاف الكنيسة، ولم يعرفوا الأمن إلا بعد أن فتح المسلمون مصر، وضمت إلى الخلافة، وكذلك اليهود مارست أوروبا عليهم كل أنواع القهر، سواء في الأندلس أو في غيرها، ولم يجدوا معاملة كريمة إلا عند المسلمين.

لقد كان اضطهاد النصارى لبعضهم دمويا ووحشيا في أوروبا نتيجة اختلاف كنائسهم، مثلما حدث من الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية في بريطانيا على مر مئات السنين فيما سمي بالصراع الإيرلندي الإنجليزي.
لقد تميزت الأمة الإسلامية على مر العصور، وفي ظل دولة الخلافة تميزت بأنها أمة رحيمة، وليست دموية كما كان حال أوروبا الصليبية التي سبحت خيولها بدماء المسلمين في بيت المقدس. فهذه فتوحات المسلمين تشهد لهم بأنهم اليد الرحيمة والنظام العادل الذي ينصر المظلوم حتى من غير المسلمين، ويرفع البطش عن البشر.

إن الغرب الكافر ظل طويلا يطرح مبرر تدخله في المنطقة لحماية مسيحيي الشرق، في حين أن السبب الحقيقي هو حربٌ على الإسلام وحضارته وأمته، وسلبٌ لخيراته ومقدراته، لكن هذه الأمة التي أذلت على أيدي حكامها عملاء هذا الغرب الكافر تنتفض، وما زيادة هذا الهجوم على الإسلام ووصفه بالإرهاب إلا دليل على حركة مارد هذه الأمة قد أصبحت كبيرة، وقد أصبح يوم نهضتها قريبا، يوم تعلن خلافتها على منهاج النبوة التي بشر بها نبيها عليه الصلاة والسلام بقوله: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن
رئيس لجنة الاتصالات المركزية
الأستاذ بلال القصراوي "أبو إبراهيم"