6 من ذي القعدة 1445    الموافق   Apr 25, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




خبر وتعليق


أسطوانات الغاز في الأردن

 

الخبر:

قال مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس في الأردن: إن "المؤسسة ستقاضي شركة مصفاة البترول الأردنية وشركة التخليص المحلية المسؤولة عن استيراد 250 ألف أسطوانة غير مطابقة للمواصفات القياسية إذا رفضتا إعادة تصديرها".

وكانت مصفاة البترول قد تعاقدت مع شركة هندية لاستيراد 250 ألف أسطوانة غاز بمبلغ 5.7 مليون دينار، وأثبت الفحص الذي أجرته مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية عدم مطابقتها للمواصفات، وأنها تشكل خطرا حقيقيا على سلامة الناس الذين يستعملونها.

التعليق:

قبل البحث في مطابقة هذه الصفقة للمواصفات أو عدم مطابقتها، هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا تعجز دول سايكس بيكو عن تصنيع أبسط الأشياء، ومن ضمنها أسطوانة الغاز؟ فهل خمسة أو ستة ملايين لا تكفي لإقامة مصنع أسطوانات؟ وهل وجود كم هائل من الأسطوانات التي تم استيرادها ويبلغ المستعمل منها في الأردن حاليا 27 مليون أسطوانة، لا يكفي لإقامة مصنع صواريخ عدا عن مصنع أسطوانات؟!، وعلى فرض أن الصفقة خالية من الفساد المؤسسي في هذه الدول، فهل تكلفة تصنيع الأسطوانة يزيد عن خمسة دنانير؟ فكيف تباع فارغة بـ35 دينارا أردنيا؟!

لقد نجحت هذه الأنظمة في تطويع الناس للسياسات المفروضة عليها من قبل الدول الاستعمارية المتحكمة بمصيرنا، وأصبح النظام الاقتصادي الرأسمالي العفن يتحكم في حياتنا اليومية لصالح حفنة من الرأسماليين الجشعين، فأغلب السلع تباع بعشرات أضعاف تكلفتها الحقيقية، من خلال تحكم الرأسماليين في الاقتصاد، فلا يوجد صفقة رسمية واحدة في هذه الأنظمة مهما كان حجمها إلا وكانت الرشوة والاختلاس والسرقة والنهب فيها تشكل النسبة العظمى من تكلفتها الحقيقية.

فأسعار الإسمنت والحديد وباقي السلع في ازدياد مستمر، وهذا ليس بسبب الغلاء العام للأسعار، بل بسبب السياسات المتبعة من قبل هذه الأنظمة العميلة، التي تطبق أنظمة الكفر على بلادنا، هذه الأنظمة التي تعمل على زيادة نسبة الفقر وليس على حل مشكلة الفقر، فتجدهم ينفقون عشرات المليارات على صفقات أسلحة لجيوش لم تغز غزوة واحدة في سبيل الله منذ أن وجدت، وينفقون عشرات المليارات على ملاعب كرة قدم أو أبراج لممارسة الرذيلة، وفي المقابل يتصرفون في الملكية العامة للمسلمين وكأنها ملك خاص بحكام ومشايخ هذه المنطقة أو تلك، ويملّكونها لشركات أجنبية يأخذون منها بدل تعدين أو استخراج فقط، تذهب لجيوب الحكام وأجهزتهم، وأغلب أفراد الأمة الإسلامية يعانون من الفقر المدقع.

لذلك فإن المتنفذين الذين كان لهم يد في صفقة الأسطوانات، سوف لن يعجزوا عن إيجاد حل لمثل هذه المشكلة، وسيعوضونها من صفقات أخرى، لأنهم جزء من منظومة الفساد التي قامت عليها هذه الأنظمة ورجالاتها.

ورحم الله عليًّا عندما قال لأمير المؤمنين عمر، عففتَ فعفّوا ولو رتعتَ لرتعوا، وما لم يحكمنا رجل بالإسلام الذي حكم به عمر فسوف يبقى شعار الأنظمة الفاسدة ورجالها هو رتعت فرتعوا ولو عففت لعفوا.



أحمد أبو قدوم (أبو أسامة)

 

     
10 من ربيع الثاني 1435
الموافق  2014/02/10م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد