بسم الله الرحمن الرحيم




الفقر والبطالة نتاج طبيعي للمبدأ الرأسمالي الفاسد
ولن يحلها في الأردن إلا نظام الإسلام

الخبر:
الرزاز : الفقر مرتبط بالبطالة والحل بزيادة فرص العمل. (صحح خبرك)

 

التعليق:
يعيش الأردن أزمات متتالية ومتراكمة منذ نشأته ليومنا هذا، ومع تعاقب حكومات النظام في الأردن نسمع الخطابات المتكررة والتي يغلُب عليها الطابع المشاعري التنفيسي دون النظر لواقع المشاكل بشكل جدّي وبالتالي طبيعيًا لا وجود لحلول جذرية وبالتالي ديمومة في التخبُّط!


وآخر هذه التصريحات هي لرئيس حكومة النظام في الأردن حول أزمة من أزمات الدولة المتراكمة وهي أزمة البطالة والعمل حسب تصريحه على وضع حلول حقيقية لمعالجتها، وهنا يكون التخبُّط الفعلي والعُقم التام في كيفية إيجاد الحلول الجذرية لمثل هذه المشكلة، فالنظام في الأردن نظام رأسمالي بحيث ترتبط قضية الفقروالبطالة ارتباطاً عضويًا في النظام الرأسمالي السائد ولا يمكن معالجة هذه الأزمات من خلال هذا النظام المبني على حصر ثروات العالم في يد 1% من سكان الأرض!
فهو نظام بطبيعته يُفرز المشاكل ولا يعالجها، ويقوم قادته بترحيل المشاكل لا حلّها، وعليه يكون من السخف حين يُراد معالجة المشاكل أن يكون الواقع مصدراً للتفكير، فكيف يمكن أن يكون هذا الواقع المُوَلّد للأزمات مصدراً للمعالجات!؟؟


إن قضايا مثل الفقر والبطالة وغيرها من القضايا الحساسة التي تمس المجتمعات وترفع درجة الخطر قد فشلت الرأسمالية في علاجها علاجًا جذريًا والواقع ينطق بهذا، فهي تعتبر المشكلة الاقتصادية في ما يسمى الندرة النسبية أي أنّ النظام عاجز عن سد احتياجات الناس ومطالبها المتكررة والمتجددة، ولحل هذه المشكلة بنظر الرأسمالية لا بد من زيادة الانتاج دون النظر في كيفية توزيعه، وهذه مشكل فوق مشكلة، فعندما تقوم بضخ الثروة في السوق بشكل كبير وضخم دون أن تُعدّل في سياسة التوزيع سيكون من الطبيعي أن تحتكر تلك الفئة كل ثروات العالم! ولذلك لا يمكن أن نبقى محصوري التفكير في الواقع عند النظر في المشكلات ومحاولة إيجاد الحلول لها، بل يجب علينا تنزيل الفكرة الصحيحة على الواقع الفاسد والإتيان ببديل آخر قادر على معالجة مشاكلنا الأساسية، وفي حينها يكون الواقع موضعاً للتفكير وهذا هو التفكير السوي الذي يثمر ويحقق نتائج إيجابية ملموسة على الأرض، وبالإضافة لذلك سيكون من الانتحار السياسي المراهنة على مؤتمرات الغرب الكافر أو الحج إلى دولة إستعمارية كافرة لطلب العون والاستغاثة كمؤتمر لندن أو الذهاب للبيت الأبيض أو الضخ الإعلامي حول مؤتمر دافوس الذي وكأنه يسيل لعاب النظام عليه لما يرجوه من نتائجه وما هي إلا نتائج ووعود كالسراب ينطبق عليها قول الله تعالى في كتابه العزيز (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)..


إن مشكلة الأردن مشكلة سياسية بامتياز وليست اقتصادية، فهذا النظام تأسس بقرار سياسي بريطاني بعد اسقاط دولة الخلافة وتم رَبطه في السياسة الغربية ليومنا هذا، فلا ينفك عنها ولا يخرج عن إطارها المرسوم له، فالأردن دولة حباها الله بالخيرات والثروات الطبيعية وفي مجاله الإقليمي دول نفطية، وهو قادر على أن يتحوّل لدولة صناعية بصناعات ثقيلة تحرره من الارتباط بالأجنبي المستعمر الذي ما جاء منه إلا الفقر والبطالة والدمار كما نعيش ونشاهد اليوم..


لقد عالج الإسلام قضايا الفقر والبطالة وربط تلك المعالجات بعقيدته التي ينبثق عنها نظام حياة وهو نظام الإسلام وأحكامه الشرعية، فعلاج الإسلام انصب على الفقر وليس على الفقير كما في الرأسمالية اليوم، وكذلك قضية البطالة وغيرها من المشاكل والأزمات التي تواجهنا بسبب حصري وهو عدم تطبيق الإسلام في جميع شؤون حياتنا، يقول الله تعالى في كتابه العزيز (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ)، أي يحرم الاحتكار ويجب أن تدورعملية النقد والبيع والشراء والاستثمار حتى يبقى السوق في حالة حيوية وانتعاش دائمة بعيدا عن الانكماش والجمود كما نعيش اليوم للأسف..


وعليه يا أهلنا في الأردن: الحل موجود بين أياديكم وهو العمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة كما وعدنا الله عزّ وجل بها وكما بشّرنا فيها رسولنا محمد صلوات الله عليه، فنحن ندعوكم لعزّ الدنيا وفوزٍ عظيم في الآخرة جنة عرضها السموات والأرض، فبالخلافة فقط تعود بلادنا لوضعها الطبيعي وِحدة واحدة يحكمنا خليفة واحد تختاره الأمة، وبها فقط نتحرر من الاستعمار ونخرج من هذا الظلام القاتم الذي فرضوه علينا نتيجة سياسات المبدأ الرأسمالي المجرم، وبها فقط نعالج مشكلة البطالة والفقر فنصبح دولة مُصَنّعة بنظام رعاية حقيقي يفتح باب الانتاج على مصراعيه ونحقق الاكتفاء الذاتي ونقطع دابر الكفار المستعمرين الذي يتدخّلون في شؤون حياتنا الصغيرة والكبيرة، وبها فقط تعود لكم العزّة والكرامة المفقودة، إلى مثل هذا ندعوكم... قال تعالى (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

كتبه للمكتب الاعلامي لحزب التحرير/ ولاية الاردن
الاستاذ محمود فاروق


 

     
09 من رجب 1440
الموافق  2019/03/15م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/