بسم الله الرحمن الرحيم




زيارة لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية الأردن لبعض النواب

 

قامت لجنة الاتصالات المركزية  في حزب التحرير/ ولاية الأردن بزيارة عدد من نواب ورؤساء كتل في مجلس النواب الأردني، صباح يوم الخميس التاسع عشر من تموز لعام 2018 ، وقد قامت اللجنة بتسليم الكتاب التالي لأعضاء المجلس المَزُورين، لوضعهم أمام مسؤولياتهم في الذود عن دينهم وأمتهم:

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السادة النواب المحترمون:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بين أيديكم نص البيان الوزاري الذي ألقاه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أمام مجلسكم في جلسته الاستثنائية، والذي سيتم بناءً عليه منح حكومته الثقة من قبل المجلس، وقد اعتدنا على قراءة البيانات الوزارية التي يصدرها رؤساء الوزراء المكلفون من قبل الملك، لتنال على أساسه الثقة من مجلس النواب، علّنا نجد فيها خيراً، فلا نجد سوى كلاما يستعمل فيه ألفاظ عامة ومعاني عائمة، لا علاقة لها بواقع الأردن ولا بعلاج الواقع الفاسد فيه.


لم تخرج حكومة الرزاز عمن سبقها من حكومات، سوى بإضافة بعض المصطلحات مستوحاة من الثقافة الرأسمالية، تستحضر شعارات رنانة مثل " الحرية والمساواة والعدالة"، وتحاكي الثقافة الغربية بمصطلحات كـ العقد الاجتماعي كقوله: " فمشروع النّهضة الوطنيّة الشّاملة إذاً، هو الغاية التي تتماهى مع الطّموح، والعقدُ الاجتماعيُّ هو النّهج والوسيلة التي ستوصلنا إلى النّهضة الوطنيّة الشاملة"، إنّ استخدام الرزاز لهذه المصطلحات يؤكد على أنَ أزلام النظام يتخرجون من مدرسة واحدة، وينهلون ثقافة رأسمالية واحدة، أساسها فصل الدين عن الحياة، والسير خلف الدول الكافرة بريطانيا وأمريكا وغيرهما، وأنهم منفصلون عن واقع الأمة الفكري؛ فمشروع أهل الأردن للنهضة، مشروع إسلامي قائم على الرقي الفكري، أساسه وعماده أفكار الإسلام وأحكامه، ومرجعيته الوحيدة كتاب الله الخالد القرآن الكريم، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا".

 

ويعود البيان ليكرر كلام من سبقه من حكومات بوعود مضللة من شاكلة: الاصلاح السياسي والمالي، ومعالجة الفقر والبطالة وتكريس المساواة في الوصول إلى الفرص، والتزام الحكومة بمبادئ حقوق الإنسان، وغيرها من الوعود التى يُرادُ بها تضليل الناس عن حقيقة ساطعة وهي: أنّ مشكلة الأردن وغيرها من البلاد هي تطبيق النظام الرأسمالي العفن الذي أفقر البلاد والعباد، وكهنته الذين سلطوا على رقاب المسلمين ينهبون فيه الخيرات، ويسنون التشريعات ليزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى، لماذا الحل بأيدينا وهو الإسلام وفي كل مرة نلجأ لغيره لنزداد ضلالاً فتزداد الأزمة ؟!!.


السادة النواب الأكارم


يجب إدراك حقيقة ثابته أن العلاج الجذري والأساسي لمشكلة الأردن السياسية والاقتصادية لا يكون إلا بإعادة الأردن إلى أصله الطبيعي، إلى ما قبل سايكس-بيكو، حيث كان الأردن جزءاً من دولة الإسلام، والحقيقة أنّ الأردن بحاجة لتغيير السياسة التي أُنشئ على أساسها، وهي سياسة فصل الدين عن الحياة، ليعود إلى سياسة منبثقة عن عقيدة أهله، العقيدة الإسلامية، وهي نظام الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى للناس كافة، وبالتخلي عنه أصبح المسلمون كغثاء السيل بعد أن كانوا قادة العالم قال تعالى : "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ".


السادة النواب الأكارم

 

تقفون اليوم أمام مسؤولياتكم فإما أن تكونوا في صف دينكم وأمتكم فتحجبوا الثقة عن حكومة لا تحكم بما أنزل الله وهي جزء من منظومة التآمر على الأمة والسير في مخططات أعدائها، وأما أن تمنحوها الثقة لتسلطوها على رقاب الناس و تمكنوها من إكمال ما بدأته سابقاتها من تثبيت هيمنة الاستعمار ومؤسساته وتجويع الناس وإذلالهم، وتذكروا يوماً تقفون به أمام الله فتعرض أعمالكم فمن وجد فيها انتصاراً لدين الله وإخلاصا للأمة فقد نجا، ومن وجد فيها خيانة وتضييعاً لدين الله واصطفافاً مع أعدائها فقد خاب وخسر. يقول تعالى "يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ" ويقول عز وجل "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".

 

     
06 من ذي القعدة 1439
الموافق  2018/07/19م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/