بسم الله الرحمن الرحيم




التعليق الصحفي

 

بيان حكومة الرزاز تضليل وفَـــنَــــدُ

 

 

تناقلت وسائل الاعلام المختلفة نص البيان الوزاري الذي ألقاه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أمام مجلس النوّاب الثامن عشر في جلسته الاستثنائية، والذي سيتم بناءً عليه منح حكومته الثقة من قبل المجلس، وقد اعتدنا على قراءة البيانات الوزارية التي يصدرها رؤساء الوزراء المكلفين من قبل الملك، لتنال على أساسه الثقة من مجلس النواب، علّنا نجد فيها خيراً، فلا نجد سوى كلاما يستعمل فيه ألفاظ عامة ومعاني عائمة، لا علاقة لها بواقع الأردن ولا بعلاج الواقع الفاسد فيه.

 

لم تخرج حكومة الرزاز عمن سبقها من حكومات، سوى بإضافة بعض المصطلحات مستوحاة من الثقافة الرأسمالية، تستحضر شعارات رنانة مثل " الحرية والمساواة والعدالة"، وتحاكي الثقافة الغربية بمصطلحات كـ العقد الاجتماعي  كقوله: "  فمشروع النّهضة الوطنيّة الشّاملة إذاً، هو الغاية التي تتماهى مع الطّموح، والعقدُ الاجتماعيُّ هو النّهج والوسيلة التي ستوصلنا إلى النّهضة الوطنيّة الشاملة"، إنّ استخدام الرزاز لهذه المصطلحات يؤكد على أنَ أزلام النظام يتخرجون من مدرسة واحدة، وينهلون ثقافة رأسمالية واحدة، أساسها فصل الدين عن الحياة، والسير خلف الدول الكافرة بريطانيا وأمريكا وغيرهما، وأنهم منفصلون عن واقع الأمة الفكري؛ فمشروع أهل الاردن للنهضة، مشروع إسلامي قائم على الرقي الفكري، أساسه وعماده أفكار الإسلام وأحكامه، ومرجعيته الوحيدة كتاب الله الخالد القرآن الكريم، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وليس  جان جاك روسو، وتوماس هوبز، وجون لوك.

 

ويعود البيان ليكرر كلام من سبقه من حكومات بوعود مضللة من شاكلة: الاصلاح السياسي والمالي، ومعالجة الفقر والبطالة وتكريس المساواة في الوصول إلى الفرص، والتزام الحكومة بمبادئ حقوق الإنسان، وغيرها من الوعود التى يُرادُ بها تضليل الناس عن حقيقة ساطعة وهي: أنّ مشكلة الأردن وغيرها من البلاد هي تطبيق النظام الرأسمالي العفن الذي أفقر البلاد والعباد، وكهنته الذين سلطوا على رقاب المسلمين ينهبون فيه الخيرات، ويسنون التشريعات ليزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى. ولقد صدق في هذه الحكومة وغيرها من الحكومات الأردنية السابقة قول الشاعر:

 

"الصمتُ غنمٌ لأقوامٍ ومَسْتَرَةٌ . . . . والقولُ في بعضِه التضليلُ والفَنَدُ".


ويجب على النظام في الأردن إدراك حقيقة ثابته أن العلاج الجذري والأساسي لمشكلة الأردن السياسية والاقتصادية لا يكون إلا بإعادة الأردن إلى أصله الطبيعي، إلى ما قبل سايكس-بيكو، حيث كان الأردن جزءاً من دولة الإسلام، والحقيقة أنّ الأردن بحاجة لتغيير السياسة التي أُنشئ على أساسها، وهي سياسة فصل الدين عن الحياة، ليعود إلى سياسة منبثقة عن عقيدة أهله، العقيدة الإسلامية، وهي نظام الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى للناس كافة، وبالتخلي عنه أصبح المسلمون كغثاء السيل بعد أن كانوا قادة العالم.


لا شك أنّ الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض -  وأهل الأردن جزء أصيل منها- أصبحت تتشوف ليوم العزة، وتنتظر ذلك اليوم الموعود، اليوم الذي تُقام فيه دولة الخلافة الراشدة الثانية، فتتخلص من بؤسها وشقائها، وتستعيد سلطانها وثرواتها، وتقف في وجه عدوها، فأعدوا لذلك اليوم عدّته، وسارعوا إلى العمل مع العاملين لعودة دولة الخلافة الراشدة من شباب حزب التحرير، ولا يغرنّكم سطوة هؤلاء الحكام وسلطانهم فهو زائل بإذن الله. ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾.

 

 

المكتب الاعلامي لحزب التحرير

ولاية الاردن

 

     
30 من شوال 1439
الموافق  2018/07/14م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/