بسم الله الرحمن الرحيم




 

همسات

حول خطبة الجمعة بعنوان ( الكذب وشهادة الزور)

 

 

في الوقت الذي تحدد فيه وزارة الأوقاف في الأردن موضوع خطبة الجمعة الموحدة  عن الكذب والزور ليوم 2018/3/30، متغافلة عن ضنك العيش وذله الذي تعيشه الأمة ومتغافلة عن الكذب الذي يمارسه الحكام والأنظمة على المسلمين، ومتغافلة عن القتل والذبح في بلاد المسلمين وعن مذابح نظام بشار ومن خلفه دول الغرب في الشام وخاصة في الغوطة أرض البطولة والرجال، وعن انتهاك يهود للمقدسات وعن نهب ثروات الأمة واعطائها لترامب، وشراء الأسلحة لقتل الأمة وليس ضد يهود، فلعلنا نقف عند بعض النقاط ،فنقول وبالله التوفيق...

 

فما يتعلق بموضوع الكذب والزور فهو لا يقف عند كذب الأفراد وأكل الحقوق بينهم  بل أعلاه وأخطره كذب الحكام على الأمة وتضليلها  كذبا وغشا وتسليما للغرب المجرم، عن بي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر)، رواه مسلم.

 

وأي كذب أخطر مما يلامسه الناس اليوم من ظلمات إتفاقية وادي عربة -اتفاقية العار والباطلة شرعا- والملاحق السرية، واكتشاف أن أرض الباقورة يملكها يهود قبل إقامة كيان يهود المسخ بعشرات السنين.... وكان الاعتراف في وقت خطير يتعلق بصفقة القرن والتنازل ليهود عن الارض والمقدسات، بل  أصبح حديث  الناس عن حقيقة وحجم أملاك يهود من خلال الوكالة اليهودية لأراض أردنية وما هي الملاحق السرية في إتفاقية وادي عربة وحقيقة تأجير الأرض ...فأي كذب تمارسه هذه الأنظمة تجاه القضايا المصيرية لأمة الإسلام وأي تضليل وزور...

 

عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ:قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي ؟ قَالَ : فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا ، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا.أخرجه مسلم

 

قال هشام بن عبد الملك - الخليفة -: عددت أيام سعادتي فوجدتها ثلاثة عشرة يوماً، وكان أبوه عبد الملك يتأوه ويقول: يا ليتني لم أتولَّ الخلافة. فكان سعيد بن المسيب يقول عندما يسمع هذا: الحمد لله الذي جعلهم يفرُّون إلينا، ولا نفر إليهم، فكم من منصب قتل صاحبه , وكم من إمارة كانت وبالاً ونكالاً على طالبها.

 

هذا في حق من اختارته الأمة  وطبق الإسلام ورفع راية الجهاد فكيف بحكام استبدلوا أحكام الله بأحكام وضعية بشرية غربية وحاربوا عودة الاسلام وسجنوا واعتقلوا حملة الدعوة،قال صلى الله عليه وسلم : "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ" (صحيح مسلم)

 

إن أسوأ الأمور كذبا وزورا  أن يغش الحاكم رعيته، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك تحذيرًا شديدًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ" (البخاري وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ الله رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الجَنَّةَ" (صحيح البخاري ومسلم)،  فما أسوأه من مصير؛ أن يغش الحاكم رعيته، فيحرم الله عليه الجنة.

 

مما لاشك فيه أن من أهم وسائل التضليل والكذب الممنهج هي وسائل الإعلام  ووسائل التواصل الإلكتروني بكل أشكالها والتي تعمل على التضليل والتشكيك بالثوابت حتى بوجود الله عز وجل وبآياته المحكمات، من قبل الحكومات والعلماء قبل الافراد، وتسلط خطبة الاوقاف الضوء على ما يسمى بالجرائم الالكترونية، وتلبسها للعلماء الاتقياء الانقياء والجماعات والافراد الذين تصدوا، للإعلام الحكومي المضلل وووقفوا ندا لعلماء السلاطين الذين يروجون لفتاوى تجعل المسلمين في جهل ويعملون  لإيجاد المبررات والمسوغات الواهية لشرعنة تصرفات الحكام، وهكذا تشارك الاوقاف الحكومة في التزوير والكذب بإتهام الذين يأمرون الناس بالمعروف وينهون عن المنكر، ويبينون للأمة جادة الصواب بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة،عندما يتبنون حل قضايا الامة بأحكام الاسلام، فتكال لهم تهم الكراهية والفتنة وما يسمى بالجرائم الالكترونية وهي حرب الغرب الكافر على الاسلام وحملة دعوته ودعاة إقامة الدولة الاسلامية.

 

 

المكتب الاعلامي لحزب التحرير/ ولاية الاردن

 

 

 

     
11 من رجب 1439
الموافق  2018/03/29م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/