بسم الله الرحمن الرحيم




الكلمة الموحدة التي أعدها المكتب الإعلامي لإلقائها في وقفات المساجد يوم الجمعة 5 / 1 نصرة للقدس والتي منعها النظام من خلال أجهزته الأمنية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.


أيها المسلمون:
لقد شاهدتم بأمِّ أَعينِكم خِيانةَ الخائِنين لله ولِرسولهِ وللمؤمنين ولقضيةِ الأمةِ العقائدية فلسطين، وكيف أنّ التآمر على ثوابتِ الإسلام العظيم وخُذلانِ القدس والتواطؤ على كل فلسطين هو الموقفُ الرسمي عندَ حُكامِكُم الرويبضاتِ عملاءَ الكفارِ المستعمرين وأدواتِهم في قَهرِ المسلمين، وما تآمُرُهم وتواطُؤُهم وتخاذُلُهم إلا هدفٌ وعنوانٌ لبقاءِ وجودِهم واستمرارِ أَنظمَتِهم الآيلةِ للسقوط مُنذ نَشْأتِها في بلاد المسلمين على أنقاضِ دولَتِكُم، دولةَ الخلافةِ التي ظَلَّت حتى آخرَ لحظةٍ تذودُ عن الإسلام وتحافظُ على الأقصى والقدسِ وكلِّ فلسطين .


أيها المسلمون:
إنكم على يقينٍ لا يخالِطُهُ شكٌ، بأنَّ فلسطينَ والقدسَ والأقصى ضاعوا بضياعِ وسقوطِ دولةِ الخلافة على أيدي الكفارِ الحاقدين المستعمرين وأذنابِهم من أبناءِ المسلمين .


أيها المسلمون:
إنكم على يقينٍ لا يخالطه شكٌ، بأنَّ فلسطينَ لا يحررها إلا جُيوشُ المسلمين التي عطَّلَها وكَبَّلَها حُكام المسلمين عن القيامِ بواجِبها الشرعي تجاه القدسِ والأقصى وكلِّ فلسطين، وبأن فلسطينَ لا يُحَرِرُها من يُقصي أحكامَ الإسلامِ عن واقعِ حياةِ المسلمين و يطبقُ عليهم أحكامَ الكفرِ في كل مَنَاحي حَياتِهم في الحُكمِ والإقتصادِ والإجتماعِ والتعليم، ولا يُحرِرُها مَن انسَلَخُوا عن أُمَّتِهم وارتَمَوْا بأَحضانِ أمريكا وأوروبا وتَحالفوا مع أَعداءِ الأمَّةِ والدينِ لاستهدافِ الاسلامِ وأهلِهِ، ولا يُحَرِرُها مَنْ تَنازَلوا عن أَحْكامِ دِينِهِم لصالحِ الشَرْعِيةِ الدوليةِ الكافِرةِ ومُنظَمَتها الإستعماريةِ الأُمَمَ المتحدةِ التي رسَّخَت وتُرَسِّخُ وُجودَ كيانِ يَهودَ في الأرضِ المُباركةِ فلسطينَ بكل قَراراتِها مِنْ قَرار التقسيم إلى قرارِ الجمعية العامَّةِ الرافضِ لِقرارِ ترمب الإعترافَ بالقدسِ عاصمةً لكيانِ يهود، ولا يُحررها مَنْ ألغَو الجهادَ وأَسْقَطوا الخيارَ العسكري ؛الخيارَ الشرعِي الوحيد في التعاملِ مع كيانِ يهودَ ومع مَن يَدْعَمُه ويَمُدُّهُ بأَسبابِ البَقاءِ والوُجودِ، ولا يُحررها مَن جَعلوا السلامَ معَ يهودَ خَيارَهُم الإستراتيجي .


أيها المسلمون:
كُلُّكم يَعلمُ أنَّ كيانَ يهودَ أصدرَ قانوناً لِضَمِّ القدسِ، فهَلْ بَقيَ حُجَّةٌ لِمُحْتَجٍ الاستمرارَ في اعتبارِ السلامِ مع كيانِ يهودَ خياراً استراتيجياً، هل بَقي عُذرٌ لِمُعتذرٍ للتمسكِ بمعاهداتِ الصلحِ والسلامِ مع كيانِ يهودَ إلا الإصرارَ على الخيانةِ ومواصلةِ التآمرِ على الأقصى والقدسِ وكلِّ فلسطين، فلا تَتَوَقفُوا أيها المسلمون عن مواصلةِ إسْتِصْراخِ جُيوشِكم لِنُصْرَةِ القدسِ والأقصى لَعَلَّهُم يَتَحركون ضِدَّ إرادةِ قيادَتِهِم السيَّاسيةِ ويُعلِنوا إنحيازَهم للأُمةِ وقضاياها .


أيها المسلمون:
إنَّ سُكُوتَكم عن غِيابِ أحكامِ دينكم عن تَنظيم شؤون حياتِكم في كلِ مَناحِيها وعدمِ جَعْلِ تَطبيقَ أحكامِ الإسلامِ قَضيتَكم المصيرية، يُغْري أعداءَكُم في الاستمرارِ بِاستهدافِكم واستهدافِ دينِكم ومُقَدساتِكم ومُقَدَّراتِ بِلادِكم ويَجعلُ أذنَابَهم من حكامِ العربِ والمسلمين لا يَحْسِبون لَكم أيَّ حِساب، فإلى العملِ لاستئنافِ الحياةِ الإسلامية في دَولةِ الخِلافة على منهاجِ النبُوةِ نَدعُوكُم فَهيَ وَحْدَها التي سَتَشفي صُدورَكم و تُحَركُ الجيوشَ نَحو فلسطين وتَقضي على كيانِ يهود وتنتزعُ القدسَ والأقصى من أنياب كيانِ يهود وتُوقِفُ قوى الكفرِ والطغيانِ عند حدِّهم وعلى رأسِهم أمريكا.

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
05/01/2018                                                                                         18 ربيع الثاني 1439ه‍

 

     
22 من ربيع الثاني 1439
الموافق  2018/01/09م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/