بسم الله الرحمن الرحيم




تعليق صحفي
ليخرس كل أعداء فكرة الخلافة أمام قتل المسلمين


حان الوقت أن يخرس كل أعداء فكرة الخلافة أمام القتل، والتقطيع، والحرق الذي يمارس على أبناء الإسلام في ميانمار أمام الحقد الأسود والإجرام الذي تقوم به حكومة بورما، وجنودها في حق المسلمين الروهينجا حيث بلغ حقدهم على الإسلام وإجرامهم في حق المسلمين مبلغًا عظيمًا فقد دفنوا المسلمين، وحرقوهم، وقطعوا أيديهم وأرجلهم وهم أحياء، وقطعوا ورؤوسهم، وبقروا بطونهم بالسكاكين، وشردوهم هائمين على وجوههم فارين بأنفسهم ودينهم، ومن خلفهم القتل والتعذيب، والتنكيل، ومن أمامهم البحر، إن نجو منه في عبوره، تلقفتهم المعاناة والقهر على يد نظام الشيخة حسينة العميلة الأمريكية في بنغلادش - عليها من الله ما تستحق من لعنات -.


أمام هذا الإجرام البشع الممنهج - الذي يحدث أمام العالم ومنظماته وهيئاته - لم نجد من الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي أي ردة فعل ترتقي لمستوى أخوة الإسلام، والقيام بالواجب الشرعي تجاه ما يجري للمسلمين من ذبح، وتقطيع، وحرق، وتعذيب، وتهجير، وتشريد هناك، لم نر، ولم نسمع من هذه الأنظمة الجبانة أي ردة فعل تتناسب مع مستوى هذه الجرائم البشعة التي ترتكب في حق المسلمين هناك، ولم نجد أي ردة فعل من هذه الأنظمة توحي بأن الطغم الحاكمة فيها ليسو حيوانات مفترسة أو قوراض أو أنهم من جنس البشر، يتألمون مما يتألم من مشاهدته بنو البشر، إنهم بحق صم عن سماع صوت الحق، وعن استصراخ المسلمين في بورما، وعمي عن طريق الحق، ومتعامون عن مشاهد أبشع الجرائم في حق المسلمين هناك، وبكم عن النطق بالحق والعدل، وعن المطالبة بالحق الإنساني والطبيعي للمسلمين المضطهدين هناك، وفي المقابل لقد رأيناهم يحجون طائعين مهرولين، وكلهم ذل وصغار ومهانة إلى دول الغرب الاستعمارية مواسين لهم في مصابهم، ومتضامنين معهم، ومع ذوي ضحاياهم في محنتهم، ومتبرعين لهم بالأموال ليتجاوزا مصابهم أو كوارثهم، رأيناهم يذرفون الدمع على قتلى وموتى المستعمرين.


إن تقاعس، وتخاذل، وخسة، ونذالة، وجبن، وشذوذ، وخنوثة الطغم الحاكمة في عالمنا الإسلامي قد حصر ردود أفعال المسلمين بالبكاء، وبالدعاء، وبالصراخ، والكتابة، والمظاهرات، في الوقت الذي يجب فيه أن تسخَّر كل إمكانات جيوش المسلمين برًا وجوًا وبحرًا، وكل الطاقات الشعبية، والسياسية، والإعلامية، والمالية لنصرة إخوانهم في ميانمار والضغط على الرأي العام العالمي لوقف هذه المجازر، وتعرية دول العالم أمام شعوبها جراء سكوتها على هذه المجازر، أو ردود أفعالها التي لم تتعدَّ إبداء القلق، أو الاستنكار، أو الشجب، أو الإدانة، أو إحصاء إعداد القتلى، والهاربين.


أيها المسلمون:
إن اكثرية دول العالم متواطئة على سفك دمائكم بما فيها الأنظمة العميلة الحقيرة الرخيصة في عالمنا الإسلامي الكبير التي تُجذِّرُ انقسامَ وتشرذُمَ الأمة الإسلامية، وتمزقها، والتي جعلت من بلاد المسلمين مرتعًا لجيوش الكفار، وقواعدهم العسكرية، والتي تستهدف الإسلام، وتحارب العاملين لنهضة المسلمين على أساسه، والتي تنهب هي وأزلامها وجلاوزتها ثروات الأمة ومقدراتها دون حسيب ولا رقيب، والتي تنخرط في مشاريع الغرب الكافر الاستعمارية، وتقدم لقوى الكفر والطغيان كل أنواع الدعم والمساندة ماليًا وعسكريًا وأمنيًا وغير ذلك.


أيها المسلمون:
كلكم يدرك مقولة: "إنما أكلت يوم أكل الثور الأسود". وكلكم يعي قول الله تعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة) فأين هذا الوصف منا على ضوء ما يجري لإخواننا هناك؟؟!!


إن هذا الوقت ليس وقت البكاء والعويل، والدعاء والصراخ، بل إنه وقت العمل والتضحيات في سبيل نصرة الإسلام، وعودته إلى واقع الحياة من جديد، في كيان سياسي يمثلكم على رأسه خليفة يتقى به وتقاتلون من ورائه، يثأر لدمائكم، وأعراضكم، ويحافظ عليها، ويذود عنكم، ويؤدب أعداءكم في الداخل والخارج!!


إن هذا الوقت وقت الوقفة المخلصة الخالصة لله في وجه كل حكام بلاد المسلمين دون خوف أو وجل، دون تردد أو تأخير، خصوصًا وأن العالم يتجه نحو التغيير، فأمريكا تترنح رغم قوتها وسطوتها، وأوروبا ترتجف، والصين تحسب حساباتها، وروسيا ترجو سلامتها، وكلهم يخشون أمتنا؛ لأن العالم يتهيأ جبرًا عنه لاستقبال دولتها (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ..) وستكون بإذن الله!!


إنه وقت مخاطبة الجيوش التي أزكمت أنوفها برائحة نتن خيانة وتواطؤ حكامها، مخاطبة مباشرة تستفز إيمان، وأخوة، ونخوة، ورجولة القادة والضباط، والجنود في هذه الجيوش ليبيعوا أنفسهم لله، وينحازوا انحيازًا كاملًا وتامًا لنصرة دين الله، وليخلِّصوا الأمة من العصابات التي تحكمها بالحديد، والنار، والغدر، والغش!!
إنه وقت استجلاب النصر والتمكين، إنه وقت صناعة العزة والمجد، إنه وقت استجابة قوى الأمة الطبيعة القادرة على نصرة الإسلام لنداء الحق والخير!!


أمام هذا الإجرام البشع في حق المسلمين في كل مكان، وأمام عجز وتواطؤ وتخاذل حكام المسلمين، فقد حان الوقت وآن الأوان أن يخرس كل دعاة الدولة القطرية، والمدنية، العلمانية، وأن يخرس كل الذين يعادون فكرة الخلافة، ويتفلسفون على الأمة، وليبقوا هم إن أرادوا على عتبات الحكام بلا كرامة، ولا عزة، ولا شرف، ولا طهارة، فلن يطول الأمر، فالمستقبل القريب للإسلام بإذن الله!!


لقد حان الوقت أن تخرس كل الأبواق الرخيصة عن تسفيه فكرة الخلافة، وتشويهها وشيطنتها من العلمانيين، وممن يصفون أنفسهم بالمثقفين، أو السياسيين، ومن شيوخ الفضائيات، والبرلمانات، والوزارات، والدولارات، والدراهم، والريالات، ومن خبراء تبرير الرذيلة، والإثم علماء السلاطين دعاة جهنم.
وقد آن للجميع أن يدرك أن أعداء فكرة دولة الخلافة التي بها سيكون عز الإسلام والمسلمين وعلى منهاج النبوة إنما هم أعداء الحق والعدل، أعداء العفة والطهارة، أعداء الطمأنينة والسعادة، ولا يخرجون عن أحد من هذه الأوصاف، فهم أما عدو وعميل، أو جاهل ومضلل، أو جبان أكل الخوف عليه وشرب!!


ممدوح أبو سوا قطيشات
رئيس المكتب الإعلامي للحزب التحرير ولاية الأردن

 

     
17 من ذي الحجة 1438
الموافق  2017/09/08م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/