بسم الله الرحمن الرحيم




همسات

لقد قامت وزارة الأوقاف بنشر خطبة جمعة هذا الاسبوع (14/7/2017) بعنوان (الإسراف والتبذير) كي يخاطب الخطباء المسلمين في هذا الموضوع.
ونحن بدورنا سنسلط الضوء على بعض النقاط:


*إن المعنى الشرعي للإسراف والتبذير هو إنفاق المال فيما نهى الله عنه. فكل نفقة أباحها الله تعالى، أو أمر بها، كثرت أو قلت، فليست إسرافاً، ولا تبذيراً. وكل نفقة نهى الله عنها، قلّت أو كثرت، فهي الإسراف والتبذير. وقد روي عن الزهري أنه كان يقول في قوله تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) قال لا تمنعه من حق، ولا تنفقه في باطل.و قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) فهذه الآيتين وغيرهما ، ليس المراد من الإسراف فيها المعنى اللغوي مطلقاً، بل المراد معانٍ شرعية. وأما التبذير فمعناه الشرعي أيضاً هو إنفاق المال في المحرمات، قال تعالى: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) أي أمثالهم في الشر، وهي غاية المذمة، لأنّه لا يوجد أشرّ من الشيطان. فالإسراف والتبذير هو الإنفاق في ما حرم الله.

 

* إن إجراءات النظام وسياساته الاقتصادية الرأسمالية التي يطبقها على الناس في الأردن والتي لا تنحصر في فرض الضرائب و كثرتها و الرسوم الجمركية بل تعدتها الى الكثير من قوانين الجباية التي تأخذ أموال الناس بغير وجه حق ، بحيث أفرغت جيوب الناس حتى عجزوا عن الانفاق على انفسهم بما اباحه واحله الله لهم للعيش عيشا كريما.

 

* ان الإسراف والتبذير تتجلى أوضح صوره في كثير من الأبواب التي تنفق فيها حكومة النظام أموال أهل البلاد .

 

* أليس من الإسراف والتبذير ما تنفقه حكومة النظام من أموال في اقامة مهرجانات الفسق والفجور ورعايتها وترويجها والدعاية لها ؟!

 

* أليس من الإسراف والتبذير ما تنفقه حكومة النظام من أموال أهل البلاد لقهرهم بها ، باستقدام مايسمى بالخبراء الأجانب في مجال السياسات الاقتصادية والتربوية والأمنية والإعلامية فيوظفوا في المؤسسات العامة وبكلف باهظة .

 

* أليس من الإسراف والتبذير مايصرف في مؤسسات الدولة من الأموال الطائلة ثمنا لوجبات غداء أو عشاء او مبيت لاعداء الامة من بعض ضيوف هذه المؤسسات .

 

* أليس من الإسراف والتبذير تبديد ثروات الأمة باتفاقيات مع صندوق النقد الدولي (الربوية)، والربا حرب على الله ورسوله إن لم يكن هذا إسراف وتبذير من عمل الشيطان، فما هو؟ هذه الاتفاقيات التي رهنت البلاد والعباد لقراراته الرأسمالية الجشعة حتى أصبح يتحكم حتى في أدق شؤون ما يسمى الدولة أو الحكومة.

 

* أليس من الإسراف والتبذير إنفاق أموال الناس التي تجبى في مشاريع الافساد ومشاريع الفساد كمشروع كازينو البحر الميت والباص السريع والطريق الصحراوي وغيرهم؟!

 

* أليس من الإسراف والتبذير انفاق حكومة النظام لأموالنا في مشاريع تخدم كيان يهود كمشروع قناة البحرين والمناطق الحرة المشتركة مع كيان بهود ؟!

 

* أليس من الإسراف والتبذير أن تدفع حكومة النظام من أموالنا في كل عام حوالي ملياري دولار فوائد ربوية جراء المديونية ، وهو قمة التبذير الشيطاني ؟!

 

* أنه الاستخفاف بعينه لعقول الناس ان تقوم وزارة الاوقاف بمخاطبة الناس عن التبذير والاسراف وهم عاجزون عن تلبية احتياجاتهم في الوقت الذي فيه يغرق النظام وحكومته ومؤسساته باسراف وتبذير و هدر الأموال العامة .

     
20 من شوال 1438
الموافق  2017/07/13م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/