بسم الله الرحمن الرحيم




تعليق صحفي
الانتخابات البلدية القادمة تنافسٌ على الإثم
واللامركزية تنافسٌ على مقاعد شُهّاد الزور في مجالس المحافظات

 

اعلنت الهيئة (المستقلة) للانتخابات أنها تلقت 6950 طلبا للترشح للانتخابات البلدية واللامركزية منها 1314 طلبا لمجالس المحافظات و4866 طلبا للمجالس البلدية و617 طلبا لرئاسة البلدية و153 طلبا لمجلس أمانة عمان.

 

على الرغم من أن غالبية الناس في الأردن على قناعة تامة، بأن القوانين التي أقرتها المجالس النيابية المتعاقبة، منذ نشأت الدولة الأردنية، قد فرضت عليهم الظلم وضنك العيش ولم تزدهم إلا شقاء فوق شقائهم وتعاسة فوق تعاستهم، لأنها لا تستند إلى العقيدة الإسلامية، ولأنها قوانين وضعية من نتاج عقول البشر، رغم قناعتهم أنها عاجزة كل العجز عن تنظيم شؤون الناس وعن إيجاد الحلول الناجعة والصحيحة لما يواجه الناس من مشاكل، إضافة إلى أنها لا تخدم إلا النظام في تقنين خضوع البلاد وتجذير تبعيتها للغرب الكافر، وفرض وتطبيق وجهة نظره في الحياة، وتمكين رجالات النظام من السياسيين والاقتصاديين وأساطين رؤوس المال وأصحاب الفكر العلماني والملوث، وتمكينهم من السيطرة وتصدر المشهد السياسي والاقتصادي والإعلامي والفكري ومنع المخلصين والشرفاء من أهل البلاد من التأثير في أي شأن من حياة الناس وفق وجهة نظرهم في الحياة، وهي العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من أنظمة وأحكام، على الرغم من أن هذه القناعة أصبحت رأيا عاما عند الناس في الأردن.

 

فقد تقدم 1314 شخصا في الأردن للترشح لمجالس المحافظات وفق أحد هذه القوانين التي يتعاظم بها الضنك ويزداد بها الشقاء، وهو قانون اللامركزية، ذلك القانون الخبيث، الذي وراءه ما وراءه، من توريط الناس في إضفاء الشعبية على مشاريع الفساد بقرارات فاسدة من خلال مجالس المحافظات، التي لا تملك إلا إقرار ما يحال لها من المجلس التنفيذي للمحافظة والذي يرأسه الحاكم الإداري، الذي يتبع لوزير الداخلية والذي لا يحيد قيد شعرة عن سياسة وتوجهات النظام وحكوماته التي ما خلت ولن تخلو يوما من الفساد والإفساد، بل أريد من هذا القانون إدخال أكبر عدد ممكن من الناس في منظومة الفساد وإشراكهم في الفساد الذي يعد له على أوسع نطاق، وحمايته بشعبية القرارات التي استند إليها بعد إقرارها من قبل مجالس المحافظات، لتكبيل الناس في هذا البلد عن محاسبة النظام وحكوماته، وزرع اليأس في نفوسهم من إمكانية وجود الخير ومن إمكانية الخلاص من هذا الواقع المرير.

 

نقول لمن تقدموا بطلبات ترشحهم للتصارع على مقعد في مجالس المحافظات، اتقوا الله، لأنكم ستتصارعون فيما بينكم وتنفقون الأموال للفوز بمقاعد شهاد الزور في مجالس المحافظات، فهم يريدون منكم فقط إقرار ما يحيله عليكم المجلس التنفيذي للمحافظة، وقد أرادوا تضليلكم وتضليل الناس عن حقيقة الدور المنوط بكم، بأن أعطوكم مجالا في تقديم الاقتراحات غير الملزمة، وبأن زينوا لكم دوركم الاستشاري.


أما أولئك الذين غابت عنهم الحقيقة ويجهزون أنفسهم لمؤازرة ومساندة وانتخاب من يلهثون ويسعون للفوز بمقاعد شهاد الزور في مجالس المحافظات فنقول لهم اتقوا الله في أنفسكم ولا تجعلوا من أنفسكم جسرا أو سلما للقوى المتنفذة التي لن تدخر أو توفر جهدا في تسخير مجالس المحافظات - التي ستنتخبونها - لخدمتها كما سخرت وتسخر المجالس النيابية والبلدية.

 

أما أولئك الذين تقدموا بطلبات ترشحهم لعضوية المجالس البلدية ورئاستها ولعضوية مجلس أمانة عمان، والذين بلغ مجموع عددهم 5636، نقول لهم أتعلمون على ماذا ستتنافسون وتتصارعون؟! إنكم ستتنافسون على أن تكونوا الجهة التي تمنح التراخيص لمحلات بيع الخمور ومنح التراخيص للبارات والملاهي الليلة والمسابح المختلطة، تتنافسون على أن تكونوا الجهة التي تمنح التراخيص لمهرجانات الفسق والفجور تحت مسمى الثقافة والفنون ورعايتها، وأمور أخرى محرمة في شرع الله سبحانه، هل منكم من يسأل نفسه ماذا سيقول لربه سبحانه وتعالى وهو بين يديه وبأي عذر سيلقى الله عز وجل يوم الحساب والعقاب؟!

 

إنكم تتنافسون وتتصارعون على الإثم والظلم والعدوان، فاتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، انسحبوا، فما زالت الفرصة سانحة لكم للنجاة من غضب الله، بارتكابكم الإثم بمنحكم الرخص لأمور حرمها الله والتصرف بأموال البلديات بطريقة غير مشروعة.

 

ممدوح أبو سوا قطيشات
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن


 

     
15 من شوال 1438
الموافق  2017/07/09م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/