بسم الله الرحمن الرحيم

 

بحجة الإرهاب يُحارَبُ الإسلام


بعد أحداث مدينة الكرك المؤسفة، وبعد أن سال الدم الحرام من عسكريين ومدنيين في كرك الأحرار، كرك صلاح الدين، كرك مؤتة و المزار، والذي ما كان ليسيل لولا سياسات النظام في الأردن الذي ما فتىء يقمع ويعتقل حملة الدعوة وأصحاب الفكر المستنير، ويحاربهم في المساجد ويغلق في وجوههم المنابر، ويلاحقهم بكل وسيلة، بل ويضيّق على العلماء ويرهبهم، حتى لم يعد يُسمع صوتهم أو يُعرف رأيهم، والذين لا يرون في العسكريين إلا أنهم أمل الأمة لتغيير واقعها وموضع نصرتها والحافظين لكرامتها، بهم تحرر المقدسات وتصان الأعراض، لأنهم من الأمة ولها.


إن الأصل أن تسيل دماء العسكريين ودماء الجنود البواسل، ولكن ليس في الكرك أو في غيرها من مدننا وحواضرنا، وإنما في مواقف ومواقع الرجولة والفخار وعلى جبهات المواجهة والجهاد في تحرير الأقصى وعلى أسوار القدس أو دفاعاً عن أعراض النساء ودماء الأطفال ونصرة لأهلنا وإخوتنا في حلب وغيرها من بلاد المسلمين الذين يقتلون وتنتهك أعراضهم وتدمر بيوتهم.


لقد أطلق النظام في الأردن وبعد هذا الحادث الأليم وكعادته حملة مسعورة بحجة محاربة الإرهاب، والذي ما وجد أصلاً وما نما وترعرع إلا في ظل هذه الأنظمة، أنظمة الجور والظلم والفساد والإفساد، أنظمة ابتعدت وحاربت منهج الله، فها هو يطلق وسائل إعلامه، وأبواقه وأجهزته كافة في محاولة رخيصة لربط الإسلام وأفكاره بما جرى في الكرك وغيرها، فهو يوجه أصابع الإتهام للإسلام وللقرآن وللمساجد بعد أن أفرغها من دورها الحقيقي، ولمناهج التعليم التي لم يبق فيها إلا بضع آيات من كتاب الله سبحانه وتعالى وبضع أحاديث لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فالنظام في الأردن يستغل ويوظف الأحداث لاستمراره في محاربة الإسلام عقيدة وأحكاماً.


ففي الوقت الذي يحارب فيه النظام المخلصين من أبناء الأمة الذين انتهجوا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التغيير، فلم يحملوا سلاحاً، ولم يروعوا آمناً، نجده يفتح المنابر ووسائل الإعلام والمنتديات للعلمانيين الحاقدين على الإسلام، ويوظف كل أجهزة الدولة لخدمتهم، وإيصال نعيقهم واستمرار تهجمهم على دين الله و أحكامه، دون أدنى رادع أو خوف من ملاحقة أو مساءلة، بل تتغاضى أجهزة الدولة كافة عنهم وعن إساءاتهم فلا نرى لوزير الأوقاف موقفاً مشرفاً للذود عن الإسلام، ولا نرى لقاضي القضاة موقفاً يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،أو لدائرة الإفتاء التي لو سُئِلت عن هذه الإساءة لما سمعت لها صوتاً أو همساً.


إن الإسلام دين العدل والرحمة الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء، والذي وصف نبيه عليه الصلاة وأتم التسليم بالرحمة قال تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ فكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم رحمةٌ للعالمين، والإلتزام بأحكام الإسلام وتطبيقها كما أمر بها سبحانه وتعالى هو عين الرحمة، فالجهاد في سبيل الله طريقة حمل الإسلام وإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى من الرحمة قال تعالى ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ وكذلك أحكام القصاص والحدود من الرحمة ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾، فكل دين الله وأحكامه هي الرحمة.

 

أهلنا في الأردن:


يجب أن يكون لكم موقف يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للوقوف ضد حملة التشوية وحملة الإساءة لديننا العظيم بحجة محاربة الإرهاب، والتي يقودها ويرعاها ويوجهها النظام منحازاً لمخططات الغرب الكافر في سعيه لإطفاء نور الله الذي سَيُتمهُ الله رغماً عن الكافرين.


أهلنا في الأردن:


هذا دينكم، وهذه عقيدتكم، فلا يحرفنَّكم عنها، ولا يرهبكم ما يدعيه هذا النظام وأزلامه وأدواته من ربط الإسلام بالإرهاب والغلو والتطرف، فكونوا مع دينكم وعقيدتكم في كل المواقف والمواقع، وكونوا لأحكامه وأنظمته مدافعين ولها ناصرين ومنتصرين، مهما كلفكم ذلك، فهي النجاة ودونها الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة.


قال تعالى ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾

 

     
29 من ربيع الاول 1438
الموافق 2016/12/28م
  حزب التحرير
    ولاية الأردن
http://www.hizb-jordan.org/