المكتب الإعــلامي

المركزي
التاريخ الهجري    29 من محرم 1437
التاريخ الميلادي    2015/11/11م
رقم الإصدار: 1437هـ /006

بيان صحفي
المسلمون مسؤولون أمام الله تجاه استمرار المظالم وتجددها لإخوانهم في بورما


شهدت الأحداث الأخيرة في بورما سلسلة من حملات العصابات البوذية وسلطات بورما على مسلمي الروهينجا اليتيمة. فبينما صوّت الناخبون في ميانمار في الانتخابات الأخيرة، فقد حرم فيها مسلمو الروهينجا من حق التصويت.. فقد قرر رئيس بورما، ثين سين، سحب حق مسلمي الروهينجا في التصويت المؤقت، مما حال دون مشاركتهم في الاستفتاء، وذلك في أعقاب احتجاجات ضد منحهم هذا الحق.


وكان مئات البوذيين قد خرجوا في مظاهرات احتجاجية رفضا لتمرير قانون يسمح للسكان المؤقتين "الذين يحملون أوراق إقامة بيضاء" بالتصويت في الانتخابات. وجاء القرار بعد ساعات فقط من المظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في يانغون، حيث رفض المحتجون ما رأوا أنه قانون يسمح بدمج غير الرعايا في البلاد. وكان المجلس العسكري، الذي حكم البلاد في وقت سابق، قدم للروهينجا والأقليات الأخرى ما يعرف بالورقة البيضاء عام 2012، لتسمح بالتصويت في الانتخابات العامة. وذلك تصحيحا لما قامت به الحكومة العسكرية منذ عام 1982م من سحب لحق التابعية من الروهينجا واعتبارهم دخلاء بنغاليين.


وتمثل خطوة إلغاء حقوق التصويت فجأة، استسلاما لحجة البوذيين، حيث قال شين ثومانا، أحد الرهبان الذين شاركوا في الاحتجاجات: "حاملو البطاقات البيضاء ليسوا مواطنين، وغير المواطنين لا يحق لهم التصويت في انتخابات أي بلد أخرى، إنها مجرد حيلة من السياسيين للحصول على الأصوات".


وقبل سحب حق التصويت، قام حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية بزعامة أون سان سو تشي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام، بسحب أسماء المسلمين من قوائم مرشحيه، بحجة الضغط من مجموعة من الرهبان البوذيين.


وبالإضافة لسحب الحقوق السياسية من مسلمي الروهينجا، فقد دعت حركة بوذية متشددة في ميانمار مؤيديها من البوذيين في ولاية أراكان إلى فرض حكم ذاتي لهم في الولاية للحيلولة دون استيلاء المسلمين عليها. وقد لام "نان دا با ثا" زعيم حركة "ما با ثا" القومية الحكومة، لأنها فشلت في الحفاظ عليها، وتركت المسلمين يستولون على الولاية، وأضاف أن "شعب راخين يحتاج إلى إدارة خاصة، وليس إلى إدارة الحكومة المركزية".


أيها المسلمون، إن المآسي التي يتعرض لها إخواننا في بورما لن تنتهي إلا في حالتين اثنتين وأنتم مسؤلون أمام الله عن كليهما،


أولا: إما تحقق ما رامه المجرمون البوذيون بدعم سلطاتهم ومن معهم ممن يدّعون أنهم عاملون للسلام كأون سان سو تشي التي انفضح تواطؤها ضد المسلمين، وهو إبادة جماعية وتطهير عرقي بالكلية. وهذا معناه أن ما حدث لإخواننا مسلمي الروهينجا هو شبيه بحملات الإبادة الوحشية ضد المسلمين في الأندلس والبلقان وجزر البحر المتوسط والتي انتهت إلى إبادة بعضهم وإجلاء الباقين والقضاء على كل آثار وجود الإسلام والمسلمين في تلك البلاد.


ولأجل هذا قامت العصابات البوذية وسلطات بورما بكل ما يخطر في البال وما لا يخطر من قتل وحرق وتشريد وحرمان الباقين من الرعاية الصحية والتعليم ومنع العمل للرجال والإنجاب للنساء وسحب الحقوق السياسية إلخ. وهذا كله جار على مرأى ومسمع الأمم المتحدة، والدول الغربية الديمقراطية، وحكام البلاد الإسلامية، ووسائل الإعلام العالمية، والمعارضة الديمقراطية البورمية، والعديد من منظمات حقوق الإنسان التي اختارت تجاهل كل تلك المظالم. وما حث الأمم المتحدة لإعطاء مسلمي الروهينجا حق التصويت إلا ذر للرماد في العيون، ولم يزد بان كي مون عقب قرار سلطات بورما بسحب حق التصويت من مسلمي الروهينجا عن الشعور بخيبة الأمل: "أشعر بخيبة أمل بالغة لهذا الحرمان الفعلي لأقليات من حق التصويت" وانتهى دوره الفاضح.


وثانيا: وإما نصرة المسلمين لهم، بصفتهم أمة واحدة، بداية من نصرة جيوش المسلمين الأقربين من إخواننا في بورما. وهم جيوش المسلمين في بنغلادش، وماليزيا، وإندويسيا، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم من الأقرب فالأقرب.. والأمر تجاه هؤلاء المجرمين البوذيين هو بإرسال الجيوش، لا مجرد إثبات حق مسلمي الروهينجا الذي عرفه العالم أجمع، بأن مسلمي الروهينجا هم أهل البلاد منذ أكثر من خمس مئة سنة، وليسوا دخلاء. وهذا ما أقرته السلطات البورمية سابقا ثم أنكرته، واعترفت الأمم المتحدة بذلك أيضا ثم خذلت المسلمين كما فعلت مع إخوانهم في البوسنة وإفريقيا الوسطى من قبل. وأيضا فالأمر ليس مجرد إنقاذ إخواننا اللاجئين المشردين أو إعطاء المساعدة لهم وهي التي قصّر فيها حكام المسلمين إلى أدنى دور. بل هو رفع الظلم والاضطهاد عن إخواننا في بورما وهذا لا يتم إلا بنصرة جيوش المسلمين لهم.


يا جيوش المسلمين، في الدول المجاورة لميانمار، في بنغلادش وإندونيسيا وماليزيا، لا تنتظروا هؤلاء الحكام الخونة أن يحركوكم ويرسلوكم لأجل إنقاذ إخوانكم، بل تحركوا بأنفسكم وبحميتكم لدينكم وعقيدتكم ومسؤوليتكم تجاه إخوانكم، حيث قال نبيكم ﷺ: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله».


إننا في حزب التحرير ندعو جميع المسلمين إلى العمل الجاد والمنتج لنصرة إخوانكم في ميانمار وفي سائر بلاد المسلمين.. ندعوكم للحل الجذري لتلك المظالم والمجازر.. وليس ذلك إلا بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، يقودها خليفة المسلمين في تطبيق الشرع الله فيصلح به أمرهم وينالوا به رضا ربهم، ويقهر عدوهم ويصون دماءهم وأعراضهم، وينشر العدل في العالم.


ويا إخواننا في ميانمار، اصبروا كما صبر أولو العزم من الرسل فإن النصر قادم بإذن الله.. ولا تيأسوا فأنتم إخواننا في الدين ونعدكم بنور الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستستعيد عزتكم قريبا بإذن الله.. ونقول لكم ما قاله النبي موسى عليه الصلاة والسلام لقومه ﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقومه اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.



المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير



 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-jordan.org/