بسم الله الرحمن الرحيم




جبهة العلمانيين في الدفاع عن مكتسبات الاستعمار


لماذا يتسابق العلمانيون اليوم لتوحيد صفوفهم من وطنجيين، وقوميبن، وقطريين، وسحيجة، وشبيحة، وكُتَّاب بالإيجار، ونُسَّاخ أفكار مشوهة يعملون بالريموت كنترول؛ ليدافعوا عن علمانيتهم؟
ولماذا تتفق وجهة نظر أمريكا، وروسيا، وأوروبا، وجميع الأنظمة العربية وغير العربية للدفاع عن العلمانية؟
ولماذا تعقد المؤتمرات، والندوات، واللقاءات، والبرامج لتثبيت العلمانية في بلاد المسلمين؟

والسؤال الأكبر والأخطر: أوليس يُحكَمُ المسلمون بالحديد والنار وبالعلمانية منذ أن هدم كيانهم الخلافة الإسلامية في عام 1924م؟
وأولم يُحكَمُ المسلمون بالعلمانية من قبل المقاومين الذين كذبوا، وكذبوا، وكذبوا حتى ملَّ الكذب من كذبهم، وذاب الدجل خجلا من دجلهم؟ وإذا ما أشرقت الشمس بعد طول غياب فإذا بالمقاومين الأبطال قد أصبحوا أصحاب سلام الشجعان، أولم يحكمنا أولئك بالعلمانية؟

أولم يحكمنا أبطال الهزائم بالعلمانية طيلة عقود طويلة، وهم يصدعون رؤوسنا باعلامهم المأجور صباحًا ومساء بأن: "لا صوت يعلو على صوت المعركة"، وإذا بهم قد سلموا البلاد والعباد لأسفل الخلق يهود؟!

ألم يحكمنا سادتنا وكبراؤنا فأضلونا السبيل بعلمانيتهم دهرًا، وسلخوا جلودنا سلخًا، ونهبوا جيوبنا نهبا، وأرجعونا عبيدًا لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي؟؟ فأصبحوا هم أصحاب المليارات التي لا تعد، وكان الواجب علينا كعبيد أن نسبح بحمد اللصوص ونقبل يد الجلاد؟!

لا شك أن الإجابة عن جميع الأسئلة أمر مشروع، لا بل واجب مطلوب.
إن العلمانيين اليوم يدافعون عن إرث آبائهم الأولين، الذين حملوا فكرة فصل الدين عن الحياة، ولكنهم قد تسربلوا بالصغار عندما أخفقوا بجعل علمانيتهم مقبولة لدى الأمة، فضلاً عن أن تكون الفكرة الأساسية في حياتهم.

إن علمانيي اليوم أقزام وصغار وهم يقلدون المستعمر بعلم أو بدون علم، وهم صغار عندما يرفضون أن يوصفوا بتبعيتهم لمصدر فكرة العلمانية، وهم صغار عندما يرفضون أن يوصفوا بالعمالة للغرب، وهم صغار عندما يحاولون الكذب على الأمة بمحاولة جعل علمانيتهم الحل الوحيد وبديلاً للإسلام وعقيدته.

لا شك أن الدعوة المشبوهة التي يدعو لها بعض الكتَّاب اليوم تحت مسمى (جبهة علمانية يشارك بها المتدينون) تأتي بعد محاولات استمرت قرابة القرن من الزمان، وبعد محاولة إخضاع اﻷمة لفكرة فصل الدين عن الحياه، وتأتي في ظل صراع فكري، وسياسي حقيقي بين الأمة بجميع مكوناتها الفكرية والسياسية من جهة، وبين الغرب وعملائه بكافة مسمياتهم الوظيفية من جهة أخرى.

ولا شك أيضًا أن ما أفرزه الصراع الفكري والسياسي في خلال الخمسة أعوام السابقة قد رسخ في الأذهان، لا بل كشف خبث وكذب العلمانيين وانحيازهم أولا للغرب المستعمر صراحة وبدون مواربة ولا خجل، وذلك عندما خسرت الأنظمة الفاسدة التي سامت الأمة سوء العذاب، والنهب والسلب فيما يسمى بالدولة الوطنية، وبحماية القانون المدني الذي انبثق عن الدستور الذي صاغه العلمانيون أنفسهم، فسقط بعض وجوه تلك الأنظمة تحت أقدام بسطاء الناس، فخرج العلمانيون، وركبوا الموجة، وسرقوا الدفة من يد الأمة، وأعادوها ليد أسيادهم عبر إعادة تدوير النظام السابق بنسخة أكثر تشويهًا من السابق!!

وانه لا شك بأن العلمانين اليوم، ومن جميع مسمياتهم، وحتى الملتحين منهم قد وقفوا في خندق المستعمر مثبتين لنفوذه، ومقاتلين في خندقه، وملبين لدعوته، ولذلك كانت جبهة العلمانين اليوم تمثل التوجه الرسمي لجميع أنظمة الحكم في العالم، وتستقوي بالقانون الذي صاغه العلمانيون. فإلى أي جبهة ستنحازون؟!

كتبه عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولايةالأردن
الأستاذ إبراهيم حجات

 

     
03 من محرم 1437
الموافق  2015/10/16م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/